فريق دولي: كوكب “نبتون” يعاني من التغير المناخي مثل الأرض
اكتشف فريق دولي من الباحثين يضم علماء من مختبر “الدفع النفاث” التابع لوكالة الفضاء الأميركية “ناسا” وآخرين من جامعة “ليستر” البريطانية، وجود تقلبات وتغيرات مناخية حادة في الغلاف الجوي لكوكب نبتون.
وأشارت الدراسة المنشورة في دورية “علوم الكواكب”، إلى أن تلك التقلبات “لم تكن متوقعة على الإطلاق”.
واستخدم العلماء بيانات من رصد الأطوال الموجية للأشعة تحت الحمراء، بهدف استشعار الحرارة المنبعثة من الغلاف الجوي للكوكب بشكل فعال.
ومن خلال تحليل البيانات تمكن الباحثون من الكشف عن صورة أكثر اكتمالاً للاتجاهات في درجات حرارة نبتون أكثر من أي وقت مضى.
لكن ما أصاب الباحثين بالدهشة أن مجموعات البيانات أظهرت انخفاضاً في السطوع الحراري لنبتون منذ أن بدأ التصوير الحراري الموثوق به عام 2003، ما يشير إلى أن درجات الحرارة المتوسطة في طبقة “الستراتوسفير” لنبتون (طبقة من طبقات الغلاف الجوي) قد انخفضت بمقدار ما يقرب من 8 درجات مئوية (14 درجة فهرنهايت) بين عامي 2003 و2018.
في المقابل وفي القطب الجنوبي لنبتون، تكشف البيانات عن تغيير دراماتيكي مختلف ومثير للدهشة، فطبقة “الستراتوسفير” القطبية للكوكب نفسه، ارتفعت درجة حرارتها بما يقرب من 11 درجة مئوية بين عامي 2018 و2020.
ولم يُلاحظ مثل هذا الاحترار القطبي على كوكب نبتون من قبل.
وفي بيان تلقت “الشرق” نسخة منه، قال الدكتور مايكل رومان وهو باحث ما بعد الدكتوراه بجامعة “ليستر” والمؤلف الرئيسي للورقة البحثية: “كان هذا التغيير غير متوقع نظراً لأننا كنا نراقب نبتون خلال أوائل الصيف الجنوبي، فكنا نتوقع أن تكون درجات الحرارة أكثر دفئاً، وليس أكثر برودة”.
ويمتلك “نبتون” ميلاً محورياً ولذا يمر بالمواسم الأربعة تماماً مثل كوكب الأرض، ومع ذلك، نظراً لبعده الكبير عن الشمس، يستغرق أكثر من 165 عاماً لإكمال مدار حول الشمس، وبالتالي تتغير فصوله ببطء، حيث يستمر الفصل الواحد أكثر من 40 سنة أرضية.
نبتون بارد - ويصبح أكثر برودة! الغلاف الجوي الغامض يمكن أن يحمل إجابات على الاستفسارات الكونية
وكانت البيانات الواردة من التلسكوب الكبير التابع للمرصد الأوروبي الجنوبي وتلسكوب تشيلي، جنباً إلى جنب مع تلسكوب سوبارو، وتلسكوب كيك، وتلسكوب جيميني نورث، وكلها في هاواي، وأطياف من تلسكوب سبيتزر الفضائي التابع لناسا، تُغطي أقل من نصف موسم واحد لنبتون، ولذلك لم يكن أحد يتوقع رؤية تغييرات كبيرة وسريعة في المناخ.
ولا يزال سبب هذه التغيرات غير المتوقعة في درجة حرارة “الستراتوسفير” غير معروف حالياً، وتتحدى النتائج فهم العلماء لتقلبات الغلاف الجوي لنبتون.
وقد تكون التغيرات في درجات الحرارة مرتبطة بالتغيرات الموسمية في كيمياء الغلاف الجوي لـ”نبتون”، والتي يمكن أن تُغير مدى فعالية تبريد الغلاف الجوي، لكن التباين العشوائي في أنماط الطقس أو حتى الاستجابة لدورة النشاط الشمسي لمدة 11 عاماً قد يكون له تأثير أيضاً.
وتبلغ مدة الدورة الشمسية 11 عاماً وتتميز بالتباين الدوري في نشاط الشمس والبقع الشمسية ولها تأثير على السطوع المرئي لـ”نبتون”، وتكشف الدراسة الجديدة عن وجود علاقة محتملة، ولكن مؤقتة، بين النشاط الشمسي ودرجات حرارة “الستراتوسفير” وعدد السحب الساطعة التي شوهدت على الكوكب.
وهناك حاجة إلى ملاحظات متابعة لدرجة الحرارة وأنماط السحب، لإجراء مزيد من التقييم في السنوات المقبلة.
وستأتي الإجابات على هذه الألغاز والمزيد من تلسكوب “جيمس ويب” الفضائي الذي من المقرر أن يراقب عمالقة الجليد، أورانوس ونبتون، في وقت لاحق من هذا العام، إذ ستوفر الحساسية الكبيرة لأداة الأشعة تحت الحمراء المتوسطة للتلسكوب الفضائي “جيمس ويب” خرائط جديدة غير مسبوقة للكيمياء ودرجات الحرارة في الغلاف الجوي لـ”نبتون”، ما يساعد على تحديد طبيعة هذه التغييرات الأخيرة بشكل أفضل.
تغير المناخ على نبتون؟
https://shahbapress.net/archives/23321?fbclid=IwAR0FYNgFDVIAd3DazYtfugUYvO9S46owGgq5kqyez9azJj9QrJlIt7AWo4c