، القديس أوغسطين
القديس أوغسطين يتحدّر من أصول أمازيغية ولد بطاغست (سوق أهراس حاليا بشرق الجزائر) في 13 نوفمبر سنة 354 م وتوفى في 28أوت سنة 430 م بهيبون (عنابة حاليا).و لتي كانت مدينة تقع في إحدى مقاطعات مملكة روما في شمال أفريقيا . عندما بلغ الحادية عشرة من عمره أرسلته أسرته إلى مادور(مداوروش حاليا) مدينة نوميدية تقع 30 كلم جنوبي طاغست . في عمر السابعة عشرة ذهب إلى قرطاج إتمام دراسة علم البيان.
كانت أمه مونيكا أمازيغية ومسيحية مؤمنة. أما والده، فكان وثنيا اعتنق المسيحية على فراش الموت. ورغم نشأته المسيحية، فإنه ترك الكنيسة ليتبع الديانة المانوية خاذلا أمه. في شبابه عاش أوغسطين حياة استمتاعية وفي قرطاج كانت له علاقة مع امرأة ستكون خليلته لمدة 15 عاما. خلال هذه الفترة ولدت له خليلته ابنا حمل اسم أديودادتوس. كان تعليمه في موضوعي وعلم البيان . علم الإقناع والخطابة. بعد أن عمل في التدريس في طاغست وقرطاج انتقل عام 383م إلى روما لظنّه أنها موطن خيرة علماء البيان إلا أنه سرعان ما خاب ظنه من مدارس روما وعندما حان الموعد لتلاميذه لكي يدفعوا ثمن أتعابه قام هؤلاء بالتهرب من ذلك. بعد أن قام أصدقاؤه المانويون بتقديمه لوالي روما، الذي كان يبحث عن أستاذ لعلم البيان في جامعة ميلانو.. تم تعيينه أستاذا هناك واستلم منصبه في أواخر عام 384م.و في ميلانو. بدأت حياة أوغسطين بالتحول. من خلال بحثه عن معنى الحياة بدأ يبتعد عن المانوية منذ أن كان في قرطاج.. اصة بعد لقاء مخيب مع أحد أقطابها. وقد استمرت هذه التوجهات في ميلانو..إذ ذهبت توجهت أمه إليها لإقناعه باعتناق المسيحية كما كان للقائه بأمبروسيوس، أسقف ميلانو، أثرا كبيرا على هذا التحول. لقد أعجب أوغسطين بشخصية أمبروسيوس وبلاغته وتأثر من موعظاته فقرر ترك المانوية إلا أنه لم يعتنق المسيحية فورا بل جرّب عدة مذاهب وأصبح متحمسا للأفلاطونية المحدثة.
في صيف 386م بعد قراءته سيرة القديس أنطونيوس الكبير وتأثره بها قرر اعتناق المسيحية، ترك علم البيان ومنصبه في جامعة ميلانو والدخول في سلك الكهنوت. لاحقا سيفصّل مسيرته الروحية في كتابه الاعترافات فقام أميروسيوس بتعميده وتعميد ابنه في عام 387 في ميلانو..سنة 388م عاد إلى أفريقيا وقد توفيت أمه وإبنه في طريق العودة تاركين إياه دون عائلة.
بعيد عودته إلى تاغست قام بتأسيس دير.و في عام 391م تمت تسميته كاهنا في إقليم هيبون أصبح واعظا شهيرا (وقد تم حفظ أكثر من 350 موعظة تنسب إليه يعتقد أنها أصيلة) وقد عُرِفت عنه محاربته المانوية التي كان قد اعتنقها في الماضي.
في عام 396م تم تعيينه أسقف هيبون حتى وفاته 430 م . رغم تركه الدير إلا أنه تابع حياته الزاهدة في بيت الأسقفية. الأنظمة الرهبانية التي حددها في ديره أهلته أن يكون شفيع الكهنة.
توفى في 18أوت 430 م عن عمر75سنة بينما كان الوندال يحاصرون هيبون. شجع أهل المدينة على مقاومة الوندال وذلك لإعتناقهم الأريوسية يُقال أيضا إنه توفي في اللحظات التي كان الونداليون يقتحمون أسوار المدينة.



، القديس أوغسطين(354م -430م) Sans_t37