ثورة الأمازيغ
كانت العوامل الرئيسية التي دفعت الشعب الأمازيغي إلى الثورة ضد الأمويين هي التمييز المؤسسي الموجود في الإدارة الأموية. منذ أيام الغزو العربي لشمال إفريقيا ، كان القادة العرب يعاملون الجنود الأمازيغ بشكل غير متسق ، وعادة ما يعطونهم واجبات صعبة مثل وضعهم في الصف الأول في كل معركة ضد العدو. لم يعترف العرب بالأمازيغ على أنهم متساوون ، وغالبًا ما حصلوا على نصيب أقل من الحرب من نظرائهم العرب ، وكان العديد من القادة والحكام العرب يسيئون إلى مرؤوسيهم الأمازيغ جسديًا ويوبخونهم. كما فرض الأمويون الكثير من الضرائب على المنطقة التي أثقلت كاهل الأمازيغ. هذه المظالم جعلت الأمازيغ يتقبلون المذهب الإباضي المنشق ، وتحت تأثير الدعاة الإباضيين ، بدأت القبائل الأمازيغية في غرب المغرب الثورة تحت قيادة ميسرة المطغري. كانت هذه بداية "الثورة الأمازيغية" (739-743) ، وبمجرد أن غادرت الحامية العربية طنجة في حملة عسكرية في مكان آخر ، استغلت ميسرة الوضع وهاجمت مدينة طنجة. من هناك أرسل قوات إلى سوس واكتسح العدد المتبقي من القوات العربية. بعد سماع هذا الحدث ، أرسل الوالي الأموي في القيروان بسرعة جيشًا بقيادة النبلاء وأرسلهم إلى طنجة. عندما التقى ميسرة وقواته بالجيش العربي في معركة على مشارف طنجة ، انسحب الأمازيغ بسرعة إلى المدينة. لم يلاحقهم الجيش العربي ، بل بقوا على أطراف المدينة في انتظار مزيد من التعزيزات. خلال فترة الانتظار هذه ، خلع الأمازيغ زعيمهم ميسرة المطغري وانتخبوا زعيمًا جديدًا خالد بن حميد الزناتي. انضمت قبيلة زناتة الآن إلى ثورة البربر. في عهد زعيمهم الجديد ذبحوا الجيش العربي في "معركة الاشراف" وقتلوا العديد من الجنرالات العرب المشهورين. عند سماع هذه الهزيمة ، قال الخليفة في غضب: "والله سأغضب عليهم بغضب عربي ، وسأرسل ضدهم جيشًا بدايته حيث هم ونهايته حيث أنا!" . من سوريا أرسل الخليفة جيشًا من قوات النخبة ، وهزمهم أيضًا الأمازيغ في "معركة بقدورة ". منذ ذلك الحين ، انتشرت ثورات أخرى في جميع أنحاء شمال إفريقيا. لعبت "الثورة الأمازيغية" دورًا كبيرًا في تشكيل تاريخ شمال إفريقيا. أفسحت الثورة الطريق لتأسيس ممالك أمازيغية مستقلة وأوقفت تعريب المنطقة مؤقتًا.