"الحركة الوطنية" وشيطنة الأمازيغية
منذ تأسيس الدولة "العربية" بالمغرب على يد "ليوطي" في 1912، بدأت فكرة عروبة المغرب والمغاربة، بمعناها العرقي الجاهلي، تنتشر وتتأصل تدريجيا إلى أن أصبحت مع الاستقلال "بديهية" لا تثير نقاشا ولا تطرح أسئلة. وحتى لا تشوّش الأمازيغيةُ على هذه العروبة العرقية، ولتضمن هذه الأخيرة لنفسها الهيمنة السياسية والهوياتية الكاملة، قامت بـ"تحييد" الأمازيغية وإبطال مفعولها، السياسي والهوياتي المحتمل، وذلك بالعمل على ربطها ـ بل أسرها ـ بأسطورة "الظهير البربري"، مع ما يعني ذلك من اقتران للأمازيغية والأمازيغيين بالاستعمار والتفرقة والعنصرية، حسب مضمون هذه الأسطورة. وقد كان هذا الربط للأمازيغية بأكذوبة "الظهير البربري" بمثابة إعلان لحرب "مشروعة" على الأمازيغية كان من نتائجها شيطنة هذه الأخيرة وإقصاؤها، لغة وثقافة وهوية وتاريخا وحتى إنسانا. وهكذا ستعيش الأمازيغية النفي والإقصاء داخل موطنها، بعد أن أصبحت كل دعوة إلى الاعتراف بالأمازيغية يعني دعوة إلى التفرقة والانفصال والعنصرية، وحنينا إلى الاستعمار. وهكذا جعلت "الحركة الوطنية" من الأمازيغية شيطانها الذي لا يستحق إلا الرجم واللعنة. »
محمد بودهان