موقف الامير عبد القادر من ثورة 1871 ضد الاحتلال الفرنسي
التاريخ هو ذاكرة الأمة , و الذاكرة للأمة كالذاكرة للفرد تماماً بها تعى الأمة ماضيها و تفسر حاضرها و تستشرف مستقبلها فالإنسان الذى يفقد ذاكرته, يصبح على ضخامة جسمه , طفلاً غراً لا يعى شيئاً مما حوله عاجز أن يتبصر فى نفسه أو يشعر بيومه , أو يتطلع لغده , وكذلك الأمة حين يضيع منها تاريخها ويشوش فى عقول أبنائها للاسف اغلب تاريخ الجزائر القديم و الحديث مشوش و مشوه و اغلب الحقائق التاريخية طمست عمدا او جهلا فتعالى عزيزي القارئ نمسح الغبار على بعض من هذا التاريخ المخفي عنكم
في يوم 8 افريل 1871 م دعى البطل الشيخ الحداد انطلاقا من منطقة صدوق ببجاية الى ثورة عارمة على الفرنسيين لاخراجهم من الجزائر كاملة و قد لبى النداء كثير من الشباب من منطقة القبايل الكبرى و القبائل التلية و امتدت لهيب الثورة و الى غاية الحدود الشرقية للجزائر وقد قدر عدد الثوار حوالي 200 الف مجاهد
في شهر جانفي 1871م انضم الى هذه الثورة الشيخ احمد المقراني الذي قبل هذا التاريخ كان مسالما و باشاغا عند الحكومة الفرنسية لكنه انقلب عليها و لبى نداء الجهاد و ختم تاريخه وسيرته مقاتلا في سبيل الله وفي سبيل تحرير الوطن وحق فيه اسم البطل المجاهد كما يقول الحديث الشريف
ففي صحيح البخاري من حديث سهل بن سعد رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن العبد ليعمل عمل أهل النار وإنه من أهل الجنة، ويعمل عمل أهل الجنة وإنه من أهل النار. الأعمال بالخواتيم. وفي رواية للإمام أحمد في المسند صححها الأرناؤوط : وإنما الأعمال بالخواتيم. والمراد بالأعمال: ما يعمله العبد من عمل صالح أو سيئ. والمراد بالخواتيم: ما يعمله في ختام عمره وآخر حياته.
اما الامير عبد القادر يكاد الحديث عنه في المناهج التربوية و المدرسية في الجزائر لا يخرج عن سنوات حياته، قبل استسلامه لفرنسا ويهمل الباحثون و النضام التربوي ماذا جرى من بعد استسلامه لفرنسا وخاصة الفترة التي عاشها في سوريا ومواقفه من الثورات الشعبية في الجزائر التي جائت بعد رحيله وخاصة موقفه من ابنه محي الدين الذي قام بثورة سنة 1871م ضد فرنسا هذا التاريخ المخفي عن الكثير من الناس سنتعرف على تفاص خلال ثورة 1871 م التي امتدت الى غاية الحدود الشرقية للجزائر كان من بين الابطال الذين شاركوا فيها ودعوا اليها الشيخ محي الدين ابن الامير عبد القادر بن محي الدين) الذي فر من والده الامير عبد القادر ورحل الى مصر ثم الى تونس من اجل التخطيط لثورة عارمة في الجزائر ضد الاحتلال الفرنسي
في عام 1287هـ،1871م وقع قتال بين فرنسا وألمانيا، ولما آل النصر لألمانيا في الأشهر الأولى، خطر ببال الشيخ محي الدين أن الحرب ستطول بين الدولتين، فانتهزها فرصةً لتخليص وطنه الجزائر من فرنسا ومن ظلم الاحتلال. فتوجه خفية عن ابيه عبد القادر بقصد الزيارة إلى الديار المصرية. ومن مدينة الإسكندرية توجه إلى تونسيله في هذا البحث التالي
خلال ثورة 1871 م التي امتدت الى غاية الحدود الشرقية للجزائر كان من بين الابطال الذين شاركوا فيها ودعوا اليها الشيخ محي الدين ابن الامير عبد القادر بن محي الدين) الذي فر من والده الامير عبد القادر ورحل الى مصر ثم الى تونس من اجل التخطيط لثورة عارمة في الجزائر ضد الاحتلال الفرنسي
في عام 1287هـ،1871م وقع قتال بين فرنسا وألمانيا، ولما آل النصر لألمانيا في الأشهر الأولى، خطر ببال الشيخ محي الدين أن الحرب ستطول بين الدولتين، فانتهزها فرصةً لتخليص وطنه الجزائر من فرنسا ومن ظلم الاحتلال. فتوجه خفية عن ابيه عبد القادر بقصد الزيارة إلى الديار المصرية. ومن مدينة الإسكندرية توجه إلى تونس
وثيقة تاريخية يطالب فيها البطل محي الدين اعراش امازيغ النمامشة (الشاوية) بالالتحاق بالجهاد ضد فرنسا
جاء فيهـــا:
من عبد الله سبحانه المستعين بالقوي القاهر، الأمير محي الدين أيده الله و نصره و حفظه بن الولي السيد الحاج عبد القادر، الى الشيخ بوزيان و الشيخ عثمان و يونس بن عبدو عمرين ———- و عمار بن بلڤاسم و كافة عرش أولاد سعيدان و أولاد حميدة
السلام عليكم مع الرحمة و البركة و بعد:
نعلمكم اننا نزلنا في نڤرين والذي عين في الجهاد في سبيل الله، يكون على بال يتهيأ له و يقدم لنا و ترقب الجهاد و لهم الأجر التام من المالك الصالح
و السلام .. يوم ١٦ فاتح ذي الحجة
البطل محي الدين و خلافا لمواقف والده الامير عبد القادر و الذي بعد استسلامه لفرنسا لم يكتفي بالاستسلام بل اصبح صديق حميم للامبراطور الفرنسي و عونه في المشرق (سوريا) بل وصل الامير الى رفض اي ثورة في الجزائر ضد الفرنسيين للاسف تنفيدا لوعد قطعه للفرنسيين عند استسلامه حيث تعهد لهم انه لم يثور على الفرنسين و لن يحرض على قتالهم لا هو و لا ابنائه ماتبقى من حياته
صورة من رسالة تعهد الامير عبد القادر للفرنسيين بعدم الثورة مرة اخرى ضدهم
المصدر
Lettre aux Français, traduction intégrale sur les manuscrits originaux par René R. Khawam
روني رزق الله خوان René Rizqallah Khawam مترجم عربي فرنسي ولد بجلب سنة 1917 ومات بفرنسا
انظر الرسالة رقم 326
رابط للاطلاع و التحميل على شكل PDF
رسائل الامير عبد القادر مع المحتل الفرنسي
http://journal-smala.org/docs/correspondances_de_fort_lamalgue.pdf
رحل محي الدين ابن الامير عبد القادر مع ابيه صغيرا منفيا من الجزائر الى فرنسا ثم الى سوريا كبر وهو يحمل في قلبه حب الجزائر وحب الثورة على الفرنسيين فبمجرد ان كبر محي الدين بن الامير عبد القادر بدا في البحث على الوسيلة التي تمكنه من الرجوع الى وطنه الجزائر واعادة الثورة على الاحتلال الفرنسي وهذا خلافا لقرار ابيه العيش نهائيا في سوريا و المشرق و تخلى نهائيا عن فكرة العودة الى الجزائر هذه من بين الاسباب التي جعلت ابنه محي الدين التفكير في الهروب من سوريا ومن سلطة والده الذي اصبح صديق وفي لفرنسا حيث قام البطل محي الدين ابن الامير عبد القادر حوالي سنة 1870م بمراسلة الكثير من زعماء الجزائر وحثهم على الاستعداد الى الجهاد ضد فرنسا ويدعوهم الى تدبير المؤن و الذخائر و تجنيد الناس
حيث كانت هذه التحركات لمحي الدين دون علم والده الامير عبد القادر وتخالف العهد الذي قطعه ابوه عبد القادر لفرنسا انه هو واهله و اولاده لن يثور عليها ولا يحرض الجزائريين للقتال ضدها
لكن محي الدين ابن الامير عبد القادر خالف عهد ابه و انتقل من سوريا الى مصر بحجت التداوي هناك وطلب العلم لاخفاء الامر عن والده و من مصر انتقل الى تونس (الحدود الجزائرية) وبدا في الاجتناع مع زعماء القبايل الجزائرية في الشرق الجزائري للتخطيط لثورة عارمة ضد الفرنسيين
بينما كان البطل محي الدين يقوم بهذا النشاط الثوري على الحدود الجزائرية تفطنت له فرنسا وارسلت الى والده الامير عبد القادر عبر القنصلية الفرنسية في سوريا لاخباره بتحركات محي الدين المعادية لفرنسا و للطلب منه اقاف ابنه واقاف تحركاته واستنكارها
فلبي الامير عبد القادر بكل سرعة مطالب الفرنسيين واعلن استنكاره لتحركات ابنه محي الدين بل اعلن التبرئ منه ومن افعاله و جدد وعده لفرنسا وملكها
حيث قام الامير عبد القادر بتحرير عدة رسائل استنكر فيها تحركات ابنه محي الدين ومن معه من الثوار ومن بين الرسائل التي ارسلها الى الفرنسين نجد رسالة بعثها الى القنصل الفرنسي في دمشق سوريا جاء فيها ( ان عدو الله و عدوي وعدو نفسه المجنون محي الدين ذهب الى تونس و وجه نداء للسكان الجزائريين للثورة ضد فرنسا ليتحقق التاس اني بريئ منه ومن فعله)
انظر نفس المرجع السابق
لقد سجل لنا ان الامير عبد القادر انقلب من النقيض الى نقيض من المجاهد الكبير الذي حارب فرنسا الى اخر دقيقة ثم انقلب بعد استسلامه الى الصديق الوفي لفرنسا و للملك و اظهر التعاون مع الحكومة الفرنسية في بسط سياستها في بلاد المشرق و التي كانت تعتمد مشروع فرنسي انجليزي يهدف الى اقامة امبراطورية عربية كبرى تخلف الامبراطورية العثمانية في بلاد المشرق و هي الخطة التي كان الهدف منها القضاء على النفود العثماني في المشرق وشمال افريقيا و القضاء على الامبراطورية العثمانية وتقزيمها
الغريب ان الفرنسيين و الاروبيين كانوا يقترحون ان هذه الامبراطورية العربية الكبرى يكون زعيمها الامير عبد القادر الجزائري و خاصة بعد موقفه في احداث الصراع في سوريا وحمايته للمسيحيين من القتل المهم في الموضوع ان فرنسا و الاروبيين وطدوا علاقتهم مع الامير
بعد قيام ثورات 1871م التي نادى اليها الشيخ الحداد و انضم لها الشيخ احمد المقراني و شملت كل الشرق الجزائري في بلاد القبايل الكبرى و في بلاد النمامشة و حتى حدود الصجراء الشرقية
استطاعت فرنسا عن طريق الامير عبد القادر ابطال معضم الجهود التي بذلها البطل محي الدين وزاد في الامر سوءا هو قيام الحكومة التونسية بامر من فرنسا بمطاردة محي الدي واتباعه الذين هربوا الى النمامشة في تونس رغم ذلك اصر محي الدين على الجهاد ومحاربة فرنسا وقرروا الدخول الى الجزائر ناحية تبسة و البدا في الثورة الكبرى سنة 1871م
سبحان الله الذي يخلق الحي من الميت و يخلق الميت من الحي كما جاء في كتاب الله تعالى في صورة الروم
يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَيُحْيِي الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا ۚ وَكَذَٰلِكَ تُخْرَجُونَ (19)
هذه الاية هي خير تعبير عن العلاقة بين موقف البطل محي الدين الذي نهض لقتال فرنسا و حيت فيه نخوة الجهاد و الدفاع عن الجزائر وبين فقدان الامير عبد القادر كل حس بالجهاد في سبيل الله و في سبيل تحرير الجزائر واصبح كالميت الذي خرج منه الحي
نعم عزيزي القارئ حتى الامير عبد القادر في رسالة الى الفرنسيين عندما كان محتجز مع اهله في قلعة في فرنسا قبل ترحيله الى المشرق وصف نفسه انه كائن ميت و يعتبر نفسه في عداد الموتى و لا يفكر سوى في الذهاب للعيش في مكة او المدينة المنورة
انظر رسالة الامير عبد القادر للحكومة الفرنسية المؤقتة رقم 327
دخل محي الدين ابن الامير عبد القادر الى نواحي منطقة النمامشة وقام مع الاعراش و القبايل بثورة مسلحة كبيرة انتهت بانسحابه الى داخل الحدود التونسية لعدم تكافئ العتاد و القوة مع العدو الفرنسي
خلال هذه الثورة تعرض محي الدين الى ضغط كبير مارسه والده الامير عبد القادر في سبيل احباط معنويات ابنه و من معه من الثوار ودفعهم لاقاف الثورة و الخنوع لفرنسا
انتهى الامر بمحي الدين بعد فشل الثورة الى الرجوع الى سوريا حيث انتقل الى مدينة صيدا وعاش فيها مدة سنة بسبب ان والده الامير عبد القادر تبرئ منه ولم يرغب في استقباله بل وصل الامير الى حد طرده لابناء و زوجة ابنه محي الدين من بيته الكبير
وفي الاخير تدخل بعض الاقارب و الاصدقاء و توسطوا بين الابن ووالده
في الاخير نقول رحم الله البطل محي الدين ابن الامير عبد القادر وصدق فيه قوله تعالى ( يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي ويحيي الأرض بعد موتها وكذلك تخرجون)
الامير عبد القادر بعد استسلامه و هجرته الى سوريا اعلن رفضه لثورة الجزائريين في منطقة القبايل سنة 1872م على الفرنسيين حيث قال انه يندد بهذه الثورة وانها ضد العدالة وضد ارادة الله و ارادته و قال انه يدعوا الله ان يعاقب الخونة و يفشل اعداء فرنسا
« Je dénonce cette insurrection contre la justice, contre la volonté de Dieu et la mienne. Nous prions le tout puissant de punir les traitres et de confondre les ennemis de la France ».
L'historien français Charles Andre Julien écrit aussi : « Les appels de l'Émir Abdelkader à la Kabylie de déposer les armes, n'eurent aucun effet sur les combattants, aux sentiments de qui il était un étranger ».
Livre de Charles Andre Julien.
Titre: Histoire de l'Algérie contemporaine 1827-1871.
Paris, PUF. 2ème édition 1979.
اما الامير عبد القادر فقد تعرض في تلك الفترة الى موجة غضب و استهجان من سكان دمشق و سوريا و من سكان الجزائر ويبدوا ان فرنسا بخبثها و تلاعبها بالامير استطاعت ان تحطم الهالة و الاحترام الذي كان يتمتع به عبد القادر داخل الجزائر و خارجها في سوريا فقال بعض الجزائريين في الداخل اذا كان الامير قادر على حماية المسيحيين في الشام فلماذا لا يعمل على حماية المسلمين في الجزائر
اما اهل دمشق فقال بعضهم للامير عبد القادر (هل تريد تسليم بلدنا الى الفرنسيين كما سلمت لهم بلادك الجزائر )
اما فرنسا التي اصبح الامير عبد القادر صديقها فكرمته بانشائها لنصب تذكاري تخليدا لمواقفه و تعاونه معها في المشرق و المغرب الاسلامي و كونه اصبح صديقا وفيا لفرنسا تم تدشين نصب تذكاري في مدينة معسكر سنة 1949 تخليدا لذكرى للامير عبد القادر صديق فرنسا كما كان يسمى من طرف السلطات الفرنسية بحضور بعض ابناء و احفاد الامير عبد القادر و كل من حاكم الجزائر و بعض الجنرالات الفرنسيين و فرقة اعراب الصباحية الخونة بينما لم يحضر البطل محي الدين وابنائه التمثال تم تشييده في مدينة كاشرو في معسكر و التي تسمى الان سيدي قادة
في الاخير نقول اللهم اغفر للامير عبد القادر خطاياه و تجاوز عن سيئاته فكلنا مخطؤون وانت ارحم الراحمين
https://amazighrevolutions.blogspot.com/2020/04/1871.html
التاريخ هو ذاكرة الأمة , و الذاكرة للأمة كالذاكرة للفرد تماماً بها تعى الأمة ماضيها و تفسر حاضرها و تستشرف مستقبلها فالإنسان الذى يفقد ذاكرته, يصبح على ضخامة جسمه , طفلاً غراً لا يعى شيئاً مما حوله عاجز أن يتبصر فى نفسه أو يشعر بيومه , أو يتطلع لغده , وكذلك الأمة حين يضيع منها تاريخها ويشوش فى عقول أبنائها للاسف اغلب تاريخ الجزائر القديم و الحديث مشوش و مشوه و اغلب الحقائق التاريخية طمست عمدا او جهلا فتعالى عزيزي القارئ نمسح الغبار على بعض من هذا التاريخ المخفي عنكم
في يوم 8 افريل 1871 م دعى البطل الشيخ الحداد انطلاقا من منطقة صدوق ببجاية الى ثورة عارمة على الفرنسيين لاخراجهم من الجزائر كاملة و قد لبى النداء كثير من الشباب من منطقة القبايل الكبرى و القبائل التلية و امتدت لهيب الثورة و الى غاية الحدود الشرقية للجزائر وقد قدر عدد الثوار حوالي 200 الف مجاهد
في شهر جانفي 1871م انضم الى هذه الثورة الشيخ احمد المقراني الذي قبل هذا التاريخ كان مسالما و باشاغا عند الحكومة الفرنسية لكنه انقلب عليها و لبى نداء الجهاد و ختم تاريخه وسيرته مقاتلا في سبيل الله وفي سبيل تحرير الوطن وحق فيه اسم البطل المجاهد كما يقول الحديث الشريف
ففي صحيح البخاري من حديث سهل بن سعد رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن العبد ليعمل عمل أهل النار وإنه من أهل الجنة، ويعمل عمل أهل الجنة وإنه من أهل النار. الأعمال بالخواتيم. وفي رواية للإمام أحمد في المسند صححها الأرناؤوط : وإنما الأعمال بالخواتيم. والمراد بالأعمال: ما يعمله العبد من عمل صالح أو سيئ. والمراد بالخواتيم: ما يعمله في ختام عمره وآخر حياته.
اما الامير عبد القادر يكاد الحديث عنه في المناهج التربوية و المدرسية في الجزائر لا يخرج عن سنوات حياته، قبل استسلامه لفرنسا ويهمل الباحثون و النضام التربوي ماذا جرى من بعد استسلامه لفرنسا وخاصة الفترة التي عاشها في سوريا ومواقفه من الثورات الشعبية في الجزائر التي جائت بعد رحيله وخاصة موقفه من ابنه محي الدين الذي قام بثورة سنة 1871م ضد فرنسا هذا التاريخ المخفي عن الكثير من الناس سنتعرف على تفاص خلال ثورة 1871 م التي امتدت الى غاية الحدود الشرقية للجزائر كان من بين الابطال الذين شاركوا فيها ودعوا اليها الشيخ محي الدين ابن الامير عبد القادر بن محي الدين) الذي فر من والده الامير عبد القادر ورحل الى مصر ثم الى تونس من اجل التخطيط لثورة عارمة في الجزائر ضد الاحتلال الفرنسي
في عام 1287هـ،1871م وقع قتال بين فرنسا وألمانيا، ولما آل النصر لألمانيا في الأشهر الأولى، خطر ببال الشيخ محي الدين أن الحرب ستطول بين الدولتين، فانتهزها فرصةً لتخليص وطنه الجزائر من فرنسا ومن ظلم الاحتلال. فتوجه خفية عن ابيه عبد القادر بقصد الزيارة إلى الديار المصرية. ومن مدينة الإسكندرية توجه إلى تونسيله في هذا البحث التالي
خلال ثورة 1871 م التي امتدت الى غاية الحدود الشرقية للجزائر كان من بين الابطال الذين شاركوا فيها ودعوا اليها الشيخ محي الدين ابن الامير عبد القادر بن محي الدين) الذي فر من والده الامير عبد القادر ورحل الى مصر ثم الى تونس من اجل التخطيط لثورة عارمة في الجزائر ضد الاحتلال الفرنسي
في عام 1287هـ،1871م وقع قتال بين فرنسا وألمانيا، ولما آل النصر لألمانيا في الأشهر الأولى، خطر ببال الشيخ محي الدين أن الحرب ستطول بين الدولتين، فانتهزها فرصةً لتخليص وطنه الجزائر من فرنسا ومن ظلم الاحتلال. فتوجه خفية عن ابيه عبد القادر بقصد الزيارة إلى الديار المصرية. ومن مدينة الإسكندرية توجه إلى تونس
وثيقة تاريخية يطالب فيها البطل محي الدين اعراش امازيغ النمامشة (الشاوية) بالالتحاق بالجهاد ضد فرنسا
جاء فيهـــا:
من عبد الله سبحانه المستعين بالقوي القاهر، الأمير محي الدين أيده الله و نصره و حفظه بن الولي السيد الحاج عبد القادر، الى الشيخ بوزيان و الشيخ عثمان و يونس بن عبدو عمرين ———- و عمار بن بلڤاسم و كافة عرش أولاد سعيدان و أولاد حميدة
السلام عليكم مع الرحمة و البركة و بعد:
نعلمكم اننا نزلنا في نڤرين والذي عين في الجهاد في سبيل الله، يكون على بال يتهيأ له و يقدم لنا و ترقب الجهاد و لهم الأجر التام من المالك الصالح
و السلام .. يوم ١٦ فاتح ذي الحجة
البطل محي الدين و خلافا لمواقف والده الامير عبد القادر و الذي بعد استسلامه لفرنسا لم يكتفي بالاستسلام بل اصبح صديق حميم للامبراطور الفرنسي و عونه في المشرق (سوريا) بل وصل الامير الى رفض اي ثورة في الجزائر ضد الفرنسيين للاسف تنفيدا لوعد قطعه للفرنسيين عند استسلامه حيث تعهد لهم انه لم يثور على الفرنسين و لن يحرض على قتالهم لا هو و لا ابنائه ماتبقى من حياته
صورة من رسالة تعهد الامير عبد القادر للفرنسيين بعدم الثورة مرة اخرى ضدهم
المصدر
Lettre aux Français, traduction intégrale sur les manuscrits originaux par René R. Khawam
روني رزق الله خوان René Rizqallah Khawam مترجم عربي فرنسي ولد بجلب سنة 1917 ومات بفرنسا
انظر الرسالة رقم 326
رابط للاطلاع و التحميل على شكل PDF
رسائل الامير عبد القادر مع المحتل الفرنسي
http://journal-smala.org/docs/correspondances_de_fort_lamalgue.pdf
رحل محي الدين ابن الامير عبد القادر مع ابيه صغيرا منفيا من الجزائر الى فرنسا ثم الى سوريا كبر وهو يحمل في قلبه حب الجزائر وحب الثورة على الفرنسيين فبمجرد ان كبر محي الدين بن الامير عبد القادر بدا في البحث على الوسيلة التي تمكنه من الرجوع الى وطنه الجزائر واعادة الثورة على الاحتلال الفرنسي وهذا خلافا لقرار ابيه العيش نهائيا في سوريا و المشرق و تخلى نهائيا عن فكرة العودة الى الجزائر هذه من بين الاسباب التي جعلت ابنه محي الدين التفكير في الهروب من سوريا ومن سلطة والده الذي اصبح صديق وفي لفرنسا حيث قام البطل محي الدين ابن الامير عبد القادر حوالي سنة 1870م بمراسلة الكثير من زعماء الجزائر وحثهم على الاستعداد الى الجهاد ضد فرنسا ويدعوهم الى تدبير المؤن و الذخائر و تجنيد الناس
حيث كانت هذه التحركات لمحي الدين دون علم والده الامير عبد القادر وتخالف العهد الذي قطعه ابوه عبد القادر لفرنسا انه هو واهله و اولاده لن يثور عليها ولا يحرض الجزائريين للقتال ضدها
لكن محي الدين ابن الامير عبد القادر خالف عهد ابه و انتقل من سوريا الى مصر بحجت التداوي هناك وطلب العلم لاخفاء الامر عن والده و من مصر انتقل الى تونس (الحدود الجزائرية) وبدا في الاجتناع مع زعماء القبايل الجزائرية في الشرق الجزائري للتخطيط لثورة عارمة ضد الفرنسيين
بينما كان البطل محي الدين يقوم بهذا النشاط الثوري على الحدود الجزائرية تفطنت له فرنسا وارسلت الى والده الامير عبد القادر عبر القنصلية الفرنسية في سوريا لاخباره بتحركات محي الدين المعادية لفرنسا و للطلب منه اقاف ابنه واقاف تحركاته واستنكارها
فلبي الامير عبد القادر بكل سرعة مطالب الفرنسيين واعلن استنكاره لتحركات ابنه محي الدين بل اعلن التبرئ منه ومن افعاله و جدد وعده لفرنسا وملكها
حيث قام الامير عبد القادر بتحرير عدة رسائل استنكر فيها تحركات ابنه محي الدين ومن معه من الثوار ومن بين الرسائل التي ارسلها الى الفرنسين نجد رسالة بعثها الى القنصل الفرنسي في دمشق سوريا جاء فيها ( ان عدو الله و عدوي وعدو نفسه المجنون محي الدين ذهب الى تونس و وجه نداء للسكان الجزائريين للثورة ضد فرنسا ليتحقق التاس اني بريئ منه ومن فعله)
انظر نفس المرجع السابق
لقد سجل لنا ان الامير عبد القادر انقلب من النقيض الى نقيض من المجاهد الكبير الذي حارب فرنسا الى اخر دقيقة ثم انقلب بعد استسلامه الى الصديق الوفي لفرنسا و للملك و اظهر التعاون مع الحكومة الفرنسية في بسط سياستها في بلاد المشرق و التي كانت تعتمد مشروع فرنسي انجليزي يهدف الى اقامة امبراطورية عربية كبرى تخلف الامبراطورية العثمانية في بلاد المشرق و هي الخطة التي كان الهدف منها القضاء على النفود العثماني في المشرق وشمال افريقيا و القضاء على الامبراطورية العثمانية وتقزيمها
الغريب ان الفرنسيين و الاروبيين كانوا يقترحون ان هذه الامبراطورية العربية الكبرى يكون زعيمها الامير عبد القادر الجزائري و خاصة بعد موقفه في احداث الصراع في سوريا وحمايته للمسيحيين من القتل المهم في الموضوع ان فرنسا و الاروبيين وطدوا علاقتهم مع الامير
بعد قيام ثورات 1871م التي نادى اليها الشيخ الحداد و انضم لها الشيخ احمد المقراني و شملت كل الشرق الجزائري في بلاد القبايل الكبرى و في بلاد النمامشة و حتى حدود الصجراء الشرقية
استطاعت فرنسا عن طريق الامير عبد القادر ابطال معضم الجهود التي بذلها البطل محي الدين وزاد في الامر سوءا هو قيام الحكومة التونسية بامر من فرنسا بمطاردة محي الدي واتباعه الذين هربوا الى النمامشة في تونس رغم ذلك اصر محي الدين على الجهاد ومحاربة فرنسا وقرروا الدخول الى الجزائر ناحية تبسة و البدا في الثورة الكبرى سنة 1871م
سبحان الله الذي يخلق الحي من الميت و يخلق الميت من الحي كما جاء في كتاب الله تعالى في صورة الروم
يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَيُحْيِي الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا ۚ وَكَذَٰلِكَ تُخْرَجُونَ (19)
هذه الاية هي خير تعبير عن العلاقة بين موقف البطل محي الدين الذي نهض لقتال فرنسا و حيت فيه نخوة الجهاد و الدفاع عن الجزائر وبين فقدان الامير عبد القادر كل حس بالجهاد في سبيل الله و في سبيل تحرير الجزائر واصبح كالميت الذي خرج منه الحي
نعم عزيزي القارئ حتى الامير عبد القادر في رسالة الى الفرنسيين عندما كان محتجز مع اهله في قلعة في فرنسا قبل ترحيله الى المشرق وصف نفسه انه كائن ميت و يعتبر نفسه في عداد الموتى و لا يفكر سوى في الذهاب للعيش في مكة او المدينة المنورة
انظر رسالة الامير عبد القادر للحكومة الفرنسية المؤقتة رقم 327
دخل محي الدين ابن الامير عبد القادر الى نواحي منطقة النمامشة وقام مع الاعراش و القبايل بثورة مسلحة كبيرة انتهت بانسحابه الى داخل الحدود التونسية لعدم تكافئ العتاد و القوة مع العدو الفرنسي
خلال هذه الثورة تعرض محي الدين الى ضغط كبير مارسه والده الامير عبد القادر في سبيل احباط معنويات ابنه و من معه من الثوار ودفعهم لاقاف الثورة و الخنوع لفرنسا
انتهى الامر بمحي الدين بعد فشل الثورة الى الرجوع الى سوريا حيث انتقل الى مدينة صيدا وعاش فيها مدة سنة بسبب ان والده الامير عبد القادر تبرئ منه ولم يرغب في استقباله بل وصل الامير الى حد طرده لابناء و زوجة ابنه محي الدين من بيته الكبير
وفي الاخير تدخل بعض الاقارب و الاصدقاء و توسطوا بين الابن ووالده
في الاخير نقول رحم الله البطل محي الدين ابن الامير عبد القادر وصدق فيه قوله تعالى ( يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي ويحيي الأرض بعد موتها وكذلك تخرجون)
الامير عبد القادر بعد استسلامه و هجرته الى سوريا اعلن رفضه لثورة الجزائريين في منطقة القبايل سنة 1872م على الفرنسيين حيث قال انه يندد بهذه الثورة وانها ضد العدالة وضد ارادة الله و ارادته و قال انه يدعوا الله ان يعاقب الخونة و يفشل اعداء فرنسا
« Je dénonce cette insurrection contre la justice, contre la volonté de Dieu et la mienne. Nous prions le tout puissant de punir les traitres et de confondre les ennemis de la France ».
L'historien français Charles Andre Julien écrit aussi : « Les appels de l'Émir Abdelkader à la Kabylie de déposer les armes, n'eurent aucun effet sur les combattants, aux sentiments de qui il était un étranger ».
Livre de Charles Andre Julien.
Titre: Histoire de l'Algérie contemporaine 1827-1871.
Paris, PUF. 2ème édition 1979.
Page 209.
صورة من الكتاب نعم عزيزي القارئ هذا هو التاريخ المخفي عنكماما الامير عبد القادر فقد تعرض في تلك الفترة الى موجة غضب و استهجان من سكان دمشق و سوريا و من سكان الجزائر ويبدوا ان فرنسا بخبثها و تلاعبها بالامير استطاعت ان تحطم الهالة و الاحترام الذي كان يتمتع به عبد القادر داخل الجزائر و خارجها في سوريا فقال بعض الجزائريين في الداخل اذا كان الامير قادر على حماية المسيحيين في الشام فلماذا لا يعمل على حماية المسلمين في الجزائر
اما اهل دمشق فقال بعضهم للامير عبد القادر (هل تريد تسليم بلدنا الى الفرنسيين كما سلمت لهم بلادك الجزائر )
اما فرنسا التي اصبح الامير عبد القادر صديقها فكرمته بانشائها لنصب تذكاري تخليدا لمواقفه و تعاونه معها في المشرق و المغرب الاسلامي و كونه اصبح صديقا وفيا لفرنسا تم تدشين نصب تذكاري في مدينة معسكر سنة 1949 تخليدا لذكرى للامير عبد القادر صديق فرنسا كما كان يسمى من طرف السلطات الفرنسية بحضور بعض ابناء و احفاد الامير عبد القادر و كل من حاكم الجزائر و بعض الجنرالات الفرنسيين و فرقة اعراب الصباحية الخونة بينما لم يحضر البطل محي الدين وابنائه التمثال تم تشييده في مدينة كاشرو في معسكر و التي تسمى الان سيدي قادة
في الاخير نقول اللهم اغفر للامير عبد القادر خطاياه و تجاوز عن سيئاته فكلنا مخطؤون وانت ارحم الراحمين
https://amazighrevolutions.blogspot.com/2020/04/1871.html