جوهرة الأوراس الفنانة ماركوندا تكرم بمدينة مروانة
بحضور عدد كبير من الفنانين و الإعلاميين و الناشطين في الحركة الثقافية الأمازغية كرمت أول أمس جمعية أسيرم ن ماسيليا بمدينة مروانة الفنانة الكبيرة و الدكتورة في علم النفس و الكاتبة المغتربة "مريم مباركي" المعروفة بإسم "ماركوندا " صاحبة الحنجرة الذهبية و المسيرة الفنية التي تتجاوز 40 سنة من العطاء الفني رصعتها و خلدتها في أربعة ألبومات غنائية مقتبسة كلها من التراث الأوراسي الكبير
ماركوندا التي لم تزر أرض اجدادها منذ زمن طويل و لم يتم دعوتها لأي تظاهرة فنية بالجزائر رغم انها شاكرت في عشرات المهرجانات العالمية للفنون الملتزمة بكت بحرقة و هي تحضى بهذا التكريم بين أهلها و في أرض أجدادها حيث عبرت عن إمتنانها و شكرها الكبير لكل من ساهم و حضر تكريمها.
عديد المتدخلون أثناء عملية التكريم من فنانين ، جمعيات ، إعلاميين ، ناشطين و على رأسهم الفنان القدير عيسى براهيمي ، أثنوا جميعا على دور صاحبة الحنجرة الذهبية في إيصال الأغنية الشاوية الى مختلف أرجاء أوروبا و التعريف بها .

السبت 1ذو القعدة 1423 هـ الموافق 4 يناير 2003 غادرت ماركوندا قريتها الصغيرة في ريف منطقة الأوراس شرق الجزائر وهي في ريعان الشباب، وتنقلت إلى عاصمة الولاية «باتنة» لإكمال دراستها قبل أن تشد الرحال إلى فرنسا حيث أتيح لها أن تعمل مدرسة بإحدى جامعاتها بيد أن زخم الحضارة الفرنسية وفكر الجامعة لم ينسيا بنت الأوراس ثقافة الأجداد وفنهم المتصل بالأرض والحياة القروية البسيطة من حيث الأشياء والغنية من حيث القيمة وغذاء الروح. بدأت ماركوندا مشوارها الفني بتقليد الأغاني المعروفة في عالمها الريفي ولما تمرست على الأداء أخذت تبحث لها عن طريقة فنية تميزها عن مطربي الأغنية الشاوية (من فصائل البربر يقطنون منطقة الأوراس بالشرق الجزائري) وتجلى ذلك فعلا في شريطها الأول الذي صدر نهاية الثمانينات وحقق نجاحا لم يحققه ألبوم آخر باللهجة الشاوية من قبل وهو ما دفعها لمواصلة المشوار بحماس كبير في وقت كان مجموع عدد مطربات الأغنية الشاوية لا يتجاوز عدد أصابع اليد الواحدة وراحت شهرة ماركوندا تزداد يوما بعد يوم ومع ذلك لم تلتفت إليها وسائل الإعلام الجزائرية وخاصة التلفزيون وكانت القناة الوحيدة للاتصال بجماهيرها داخل الجزائر هي الأشرطة التي تسجلها بفرنسا أو القناة الإذاعة الثانية الجزائرية الناطقة بالبربرية والتي كانت تبث بين الحين والآخر أغانيها. وفي المقابل اكتسحت ماركوندا الأوساط الفنية في العالم من خلال المشاركات العديدة في المهرجانات الغنائية بأوروبا واميركا، ولم تكن مشاركتها تقتصر على الغناء بل كانت سفيرة الثقافة الجزائرية والبربرية وقد أهلها مستواها العلمي للقيام بهذا الدور الحيوي. أمضت ماركوندا العام 2002 صيفا جادا زارت خلاله مختلف العواصم الغربية وغنت في أكبر المهرجانات ، لتكرس بعد ذلك جهدها للشريط الغنائي الخامس والمتمثل في ألبوم أغنيات النساء الأوراسيات (نسبة) الى منطقتها الأوراس الذي رأى النور نهاية الخريف المنصرم عن هذا المولود الفني وعن مشوارها الغنائي عموما تحدثت المطربة الجزائرية لـ «البيان» وهاكم الحوار كاملا: ـ بداية ماذا يعني اسم ماركوندا ؟ ـ ماركوندا اسم مكان يعيش به أهلي وقبيلتي في الأوراس ، فجذوري ممتدة هناك ولذا أحب هذه المنطقة كثيرا وأود أن تظل علاقتي بها قائمة فأنا أعيش حاليا بفرنسا لكن تعلقي بالأوراس كبير جدا ، بلد الجليد والنار كما يقال وفيه ولدت وترعرعت واستنشقت الهواء النقي، ومنه انطلقت الثورات التي شهدتها الجزائر وآخرها ثورة التحرير الجزائرية عام 1954 ، وحين تعلم قوة وشجاعة ناس الأوراس تدرك أهمية تشريفهم وتقول بأنني محقة حين اخترت لنفسي الاسم الفني ماركوندا. مناعة ضد الفن الوافد ـ الذي يستمع لأغنياتك يرى أنك تميلين إلى الموسيقى الحديثة فيما يحمل التراث الجزائري ألحانا جميلة ونغمات شجية فلماذا هذا التوجه نحو الفن العصري؟ ـ هذا الحكم ينطبق أكثر على أغنياتي الأولى لأنني وأنا أعيش بفرنسا لاحظت أن الغناء الشاوي مجهول كثيرا ، والمطرب المعروف هنا هو عيسى الجرموني الذي كان أول مطرب من شمال إفريقيا يغني في قاعة الأولمبيا بفرنسا في الثلاثينات ، وما عداه فالغناء الشاوي غير معروف في بلاد فولتير والجالية الجزائرية التي تتحدث اللغة الشاوية غير مهيكلة ولا نعرف تحديدا عددها ، ولذا قلت أنه ينبغي أن نعرف في البداية بالأغنية الشاوية ، وأردت أن أصل إلى أكبر عدد من الناس ، ولا ينبغي منذ البداية أن أغني للناس الأغنية التراثية بآلاتها القديمة ، بل علينا أن نجذب الناس بعصرنة الأغنية الشاوية دون تحوير جوهرها وتحريف روحها ، وقد شاركت في حفلات بباريس مع مطربين يغنون الأغنية الشاوية العصرية مثل كاتشو و ماسينيسا وكانت حفلات رائعة ، واستحسنها الجمهور. ـ هل نفهم من ذلك أن عصرنة الأغنية الشاوية مجرد مرحلة فنية ؟ ـ العصرنة البحتة كانت في أشرطتي الأولى ، وبعدها بقيت أبحث عن منتج يتبنى كل الأغنيات التي أرغب في أدائها بالطريقة التقليدية نوعا ما ،لأني أردت أن أكون وفية للأصالة،والأغنية الشاوية هي الوحيدة من بين مختلف طبوع الأغنية الجزائرية التي حافظت على أصالتها بحكم انغلاق المنطقة ومناعة الأوراسيين من كل وافد ، وحتى في أغنياتي التقليدية كما في شريطي الأخير غنيت بإحساسي كجامعية وكامرأة عصرية مثقفة أغنية غنتها جدتي الفلاحة بإحساسها الخاص بينما الغناء الشاوي في النهاية يظل واحدا. ـ يبدو أنك تميلين إلى التألق خارج الجزائر والدول المغربية ؟ ـ بدأت بالخارج لأن الأبواب فتحت أمامي هناك حيث غنيت في عدة عواصم أوربية وفي كندا والولايات المتحدة ووجدت جمهورا يريد أن يعرف ثقافات أخرى وعشت معه انفعالات قوية وإحساسا رائعا بالرغم من أن هؤلاء لم يسمعوا هذا الغناء من قبل. سفيرة عالمية مجهولة ببلادها ـ وما هي الحفلات التي شاركت فيها هذا العام ؟ ـ كانت الأجندة حافة ومكتظة بالمواعيد سواء في فرنسا أو خارجها ، حيث غنيت في لوزان بسويسرا في مهرجان غنائي عالمي ، وغنيت بالولايات المتحدة واليونان وإيطاليا وجزر الكناري ووجدت تجاوبا من الحضور وعبر الجميع عن قناعتهم بأن ما أغني يدخل في الثقافة العالمية ولذا أحس أنني أؤدي رسالتي بأمانة لكن المؤسف أنني بقيت خارج دائرة الضوء بالجزائر حيث ينصب الاهتمام على مطربين معينين ، ونتيجة لذلك صرت معروفة أكثر بالغرب. ـ أنت لست مطربة فقط ، بل مثقفة وجامعية ، فإلى أي مدى ساعدك ذلك في نشر الثقافة الأوراسية التي تحملين همومها؟ ـ الحديث لا ينقطع عن الثقافة الأوراسية مع الأوساط المثقفة في فرنسا وفي غيرها من الدول التي أغني بها ، وفي الغالب هناك إعجاب بالثقافة الجزائرية كإرث حضاري إنساني لكن في كل بلد هناك متعصبون لا يرون غير الثقافة الغربية. ـ ما هي المشكلات التي تصادفينها كمطربة من دولة عربية تعيش بفرنسا ؟ ـ كوني امرأة فهذا لا يعني أية مشكلة في فرنسا أما كمطربة فأنا أجد مجال الغناء وهناك جمهور يستمع ويتذوق ويتابع وتذاع أغنياتي في القنوات الكبيرة وأنا بصدد ربط العلاقات مع الإذاعات الجوارية المحلية ذات الصلة الحميمية بالمستمع. ـ اهتم شريطك الأخير بأغاني النساء الأوراسيات دون أغاني الرجال فلماذا هذا التمييز ؟ ـ أردت أن أكون كما قلت ملتصقة بتراث الأوراس ، وقد بقيت في أذني رنات الأغنيات النسوية التي كانت ترددها الجارات وجدتي في حياتهن العملية بالقرية ،كن يغنين حول موقد النار وفي الحقول حيث تشارك المرأة الرجل العمل جنبا إلى جنب ، وهذه طريقتي في تكريم المرأة الأوراسية الشهمة. ـ ومتى تغني ماركوندا باللغة العربية ؟ ـ الأغنية الأوراسية ليست كلها بالشاوية بل هناك أغنيات كثيرة بالعربية. فالعدد الكبير من أغنيات المطرب عيسى الجرموني بالعربية، وأنا غنيت في شريطي الأخير أغنيتين بالعربية وهما ذات صلة بالدين ولغة الدين والصلاة والدعاء عند سكان الأوراس هي العربية كما هو الشأن بالنسبة لباقي الجزائر. ـ إلى جانب الغناء أنت بصدد تحضير كتاب كبير حول الثقافة الشعبية بالأوراس أين وصل هذا المشروع ؟ ـ الأمر يتعلق بكتاب وثائقي يعتمد أكثر على الصور النادرة التي تعكس الثقافة الأوراسية وركزت فيه على الحلي وأزياء المرأة الشاوية ، وقد اشتريت بعض هذه التحف النادرة كما ورثت أخرى عن أهلي ورممت قطعا نادرة وقديمة جدا ، وهي التي صورتها بالآلات الرقمية ، والكتاب جاهز وأبحث له عن ناشر مناسب وقد تأخر صدور هذا المؤلف لأنني كنت منشغلة بالغناء والمهرجانات والآن سأركز كل جهودي من أجل أن يرى هذا العمل النور في أقرب الآجال.


Merkunda Aures - ''Aseta nu Zemur'' Eng sub- مركوندة - ثاسطا نو زمور (شجرة الزيتون) مترجمة




Chanson chaoui - Markunda Aurès - setta frank




Les Divas des Aurès : Dihya & Markunda ( sous-titrage Français )



ماركوندا: «أؤدي أغنيات جدتي الفلاحة بإحساس مثقفة جامعية» Aaiac10