لاميا الأمازيغية إلهة الرعب تخيّلها الرسامون رأس امرأة وجسد أفعى
تقول الرواية الإغريقية إن "لاميَا" كانت ابنة بيلوس ملك ليبيا أرض الأمازيغ، ثم تحوّلت إلى أسطورة توارثت الأجيال الأحداث الألمية التي عاشتها إلى أن أصبحت إلهة.
ورد ذكر قصة لاميا في مصادر عديدة، أشهرها كتاب هيرودوت في التاريخ، ومصادر أخرى منها قصائد الشاعر الإنجليزي جون كيتس (1795-1821)، بينها قصيدة تسمى "لاميا".
الحقد
يورد المؤرّخ الإغريقي إن الملكة لاميا كانت جميلة جدا وقع إله الإغريق الأكبر زيوس في غرامها، فغارت منها هيرا زوجة زيوس فكادَت لها وحقدت عليها.
خطّطت هيرا للانتقام من لاميا بطريقة بشعة، فقتلت أبناء لاميا جميعهم، وهو ما لم تُطقه الأخيرة فدخلت في حالة من الجنون وهربت إلى مغارة، ولم تعد تستطيع النوم أبدا.
كانت عينا لاميا مفتوحتين دوما من شدة الحزن على أولادها، فوهبها الإله زيوس القدرة على نزع عينيها وفق إرادتها وفي الوقت الذي تشاء، حتى تتمكن من النوم.
مع مرور الوقت كبرت فكرة الأخذ بالثأر عند لاميا، وهنا تحوّلت الملكة الجميلة إلى شرّيرة، وهذا هو الجانب المخيف من القصة، إذ صارت رمزا للرعب.
الانتقام
انتقاما لأولادها بدأت لامية مسلسل ثأرها الرهيب والكبير من هيرا ومن الإغريق جميعا، فصارت تخطف كل أبناء الإغريق وتقتلهم في صمت، ما أشاع الرعب لدى كل أمهات الإغريق وزاد خوفهن على أبنائهن.
وبناء على قصة الثأر بدأ يُرمز للاميا بأنها إلهة الرعب، وتخيّلها الرسامون بشكل بشع، فمثلا أخذ شكلها في الرسومات وجه امرأة وذيل ثعبان، وتظهر أحيانا أخرى امرأة جميلة تغوي الشبان ثم تتغذى على أرواحهم ومن الدماء التي في قلوبهم، وربما بهذا تكون "الوجه الأول لمصاصي الدماء"، بحسب الشاعر جون كيتس.
هذه القصة كان لها وجهها الآخر عند الأمازيغ، فاستعملتها الأمهات لتخويف أبنائهن الذين يرفضون النوم ليلا أو في أوقات القيلولة، فيهدّدن أولادهنّ بها إن لم يناموا.


لاميا الأمازيغية إلهة الرعب تخيّلها الرسامون رأس امرأة وجسد أفعى Aao18