كما رأينا سابقا كثرة الثورات والأزمات على روما مما أضعفها كثيرا ، الشئ الذي شجع الواندال على الإنقضاض عليها ، وجاءت الفرصة الذهبية في عهد بونيفاص كونت إفريقيا الذي إنقلب على حكومته في روما التي دخلت في حرب ضده ، فتحالف بونيفاص مع أصهاره الواندال ضد حكومته في روما ، ومن هنا دخل نصف واندال أوروبا المتواجدين بإسبانيا إلى شمال إفريقيا عبر مضيق جبل طارق في شكل موجة بشرية ضخمة من رجال ونساء وأطفال عددهم 80 ألف شخص وهي أكبر هجرة بشرية عرفتها شمال إفريقيا في دفعات متقاربة وكان عدد جيشهم حوالي 20 ألف مقاتل حسب القديس فيكتور دو فيتا (440 م ـ 484م) أسقف في شمال تونس والذي يعتبر أول من أرّخ للغزو الواندالي لشمال إفريقيا الذي عاصره وكان شاهد عيان له
إنتصر بونيفاص مع حلفائه الواندال ضد خصومه في روما ، لكنه ندم على إدخال الواندال إلى شمال إفريقيا بسبب ما رأى منهم من همجية وتخلف فحاول التخلص منهم ، لكنهم غلبوه بعدما تحالفوا مع الأمازيغ وأجبروه على الفرار إلى مدينة عنابة والتي إحتلوها وخربوها
وبعد ذلك دخل الواندال وحلفائهم الأمازيغ في حرب ضد بقايا الرومان في شمال إفريقيا إلى غاية تصفيتهم جميعا وإحتلال قرطاجة آخر معقل للرومان بشمال إفريقيا سنة 439 م ، ولم يتوقفوا عند هذا الحد بل واصلوا تقدمهم بحرا لإحتلال روما نفسها والتي خربوها وأحرقوها مع أخذ كل كنوزها سنة 455 م ، وبذلك إنتهت مدينة روما الأسطورة التي دامت 1229 سنة من المجد والقوة تحت اقدام الهمجية الواندالية
المصادر
تاريخ الجزائر العام ج 01 لعبد الرجمن بن محمد الجيلالي
Histoire de la persécution vandale en afrique de Victor de Vita




العهد الواندالي Aiaca211




العهد الواندالي Aiaca111




العهد الواندالي Aiaca310





العهد الواندالي Aiaca410