مأساة الغزو العربى لمصر-3
مأساة الغزو العربى لمصر-3 11999
حريق مكتبة الإسكندرية الأول (غير متعمد)
وقعت الكارثة الأولى للمكتبة في (عام ٤٨ قبل الميلاد ) ، وتبدأ هذه القصة عندما دخل يوليوس قيصر مصر وكانت هناك حرب على السلطة بين كل من (كليوباترة) ، وأخيها (بطليموس الثالث عشر) ، فوقف (يوليوس قيصر) إلى جانب (كليوباترة) وانتصر على (بطليموس) ، الأمر الذي أدى إلى (ثورة المصريين) بثورة عارمة ضد يوليوس قيصر لأنه ناصر كليوباترة ، وهكذا وجد يوليوس قيصر نفسه محاصراً في البر من المصريين ، وفى البحر من أسطول بطليموس ، حيث قطعت إمدادات المياه عن قواته التي كادت أن تهلك عطشاً ، ولكي يخرج من هذا المأزق ، قام بإشعال النيران في كل السفن الراسية على الميناء ، ولقد كان هذا الحريق هائلاً لدرجة أن امتدت ألسنة اللهب إلى الكثير من المباني المحيطة بالميناء ، وكان من ضمنها مخزن المكتبة فى المبنى الواقع على الميناء فى القسم الغربي من المدينة وهو المعروف باسم الحي الشعبي ، اي أن الذي أحترق فى هذه المرة هو المبنى الخاص بتخزين الكتب و ليس المكتبة نفسها أي المكتبة آلام
يكذّب كثير من المؤرخين هذه الرواية على أساس أن المصادر التاريخية عن هذا الحريق ذكرت بعد هذا الحريق ( بزمان) لا يقل عن (تسعين سنة) بينه وبين الأحداث ، وهناك زعم أن "أنطونيوس" عوّض المكتبة بعد ذلك ، ويقول بعض المؤرخين أنه قد حرقها خصيصاً
الغلق لمكتبة الإسكندرية
فقام الإمبراطور (كاراكاللا) (حكم بين 211-217م) بإغلاق المكتبة وطرد العاملين والباحثين ، وقد عانت المكتبة منه ، لأن جانب من المكتبة (معبد وثني) وهو السرابيوم
حريق مكتبة الإسكندرية الثاني (غير متعمد)
كان في عهد (الإمبراطور أورليانوس) 273م ، حيث دمر جانبًا كبيرًا من المدينة بعد اضطرابات من جانب المسيحيين ، وتكرر الأمر في عام 296م
قال بعض المؤرخين كانت في عصر الإمبراطور المسيحي ثيؤديسيوس الكبير ( 378 – 395 م) ، و كان لهذا الإمبراطور دوراً كبيراً في نشر المسيحية وإرساء قواعدها ، حيث أصدر هذا الإمبراطور عام 381 م ، مرسوماً بجعل المسيحية هي الديانة الرسمية للبلاد ، وتم تحويل أكثر من أربعة من المعابد الوثنية إلى كنائس ، وكان معبد السرابيوم (معبد الإلهة سيرابيس) أحد هذا المعابد ، وتبدأ هذه القصة عندما رأى الوثنيين أن معابدهم تتحول إلى كنائس ، شعروا بالحقد والضغينة على المسيحيين ، فقاموا بإشعال الحرائق داخل المعبد حتى لا يستولي المسيحيين على تراثهم ولا يتسنى لهم الاستفادة بشيء من محتوياته ، وكان ضمن محتويات هذا المعبد المكتبة الصغرى فأطالها الحريق ولقد كانت هذه المكتبة تضم نسخ من المجلدات الموجودة في المكتبة الأم ولم تكن نسخ أصلية.، ربما هذا ما يدعيه بعضاً من الكتاب غير المدققين ، بأن المسيحيين وعلى رأسهم البابا ثاؤفيلس البطرك الـ 23 من باباوات الإسكندرية فى عام 391 م ، وبأمر من (الإمبراطور ثيؤديسيوس المسيحي) ، هم الذين أحرقوا المكتبة ، إلا أن المسيحيين أعادوا المكتبة إلى سابق عهدها (مكتبة السيرابيوم) بالإسكندرية و معهم (البابا ثاؤفيلس)
حريق مكتبة الإسكندرية الثالث ( متعمد)
أمر عمر بن الخطاب ( أول محتل عربي ) بحرق حضارة مصر وأساس تقدم العالم والمتمثل في كنوز المعرفة الموجودة في مكتبة الإسكندرية ، ولكن فى ظل الحكم الروماني استطاع (المصريين الأقباط) أن يجددوا هذه المكتبة فنقلوا (مكتبه برغاموس) لكي تكون نواه للمكتبة الجديدة ثم أضافوا إليها ، و بمضي السنين صارت أكبر من الأولى وفاقت شهرتها الأفاق واحتلت مركز الصدارة فى العالم وأصبحت الإسكندرية هدفا لكل طالب علم و(مركزا لحضارة العالم الى أن أحرقها العرب) ، وصارت مكتبه الإسكندرية خبرا فى كتب التاريخ واحترقت معها حضارة مصر.
لم يستطع الأقباط ان يعيدوا مكتبه الإسكندرية الى سابق مجدها وهم تحت الحكم العربي ، لأن العلم والحضارة لم يكونوا من أهداف العرب ، وحاول بعض الباحثين وكتاب التاريخ العرب المحدثين من التنصل من هذه الحقيقة وإنكارها إلا آن (المستشرق جاستون فييت) قال إن عبد اللطيف البغدادي المتوفى سنه 629هـ - 1230م) كتب يصف عمود السواري ، فقال عنه انه الأثر الوحيد الباقي من ذلك البناء الفخم الذي علم فيه (أرسطاطليس وتلاميذه من بعده) ثم أضاف هذا الطبيب البغدادي ( وهناك كانت تقوم المكتبة آلتي حرقها عمرو بن العاص بأمر عمر بن الخطاب).
يذكر ابن خلدون فى مقدمه بن خلدون » أن العرب قد ألقوا فى الماء والنار جميع كتب الفرس التي يؤيد الواقع زوالها من الوجود بحيث لم يبق لها أثر ، وعلى ذلك يكون حرق مكتبه الإسكندرية حادثا محتملا وقوعه من جنود العرب كما يكون متفقا مع المنطق بحيث يتسنى لنا إن نؤيده دون أن نمس الحقيقة الراهنة
وجود مكتبة الإسكندرية حتى الغزو العربي الإسلامي بقيادة عمرة بن العاص
أما عن وجود مكتبه الإسكندرية قبل الغزو العربي فقد ذكر المؤرخين (بسوزومين وثيئودوريت وروفينوس) انهم شاهدوا المكتبة فى القرن الرابع
افتونيوس المؤرخ قال » هذه مكتبه السيرابيوم المفتوحة للجمهور نهارا هي لكل المدينة ، دعوه مستمرة للاستقاء من مناهل الحكمة) ، اما (الانبا كيرلس مقار) ذكر ان شابا اسمه (بول أوروز) أسباني رأى مكتبه السيرابيوم ( بالاسكندر يه) وذكر أيضا ان (امونيوس الفيلسوف الإسكندري) الذي كتب مؤلفات فى السنوات ألا خيره من القرن السادس وصف مكتبه الاسكندر يه وذكر أنها تحوى فى هذا الوقت على 4، نسخه من « التحاليل الفلسفية » - ونسختين من « المصنفات » وهما من تأليف الفيلسوف المشهور (أرسطاطليس) ، وكان (أمونيوس) هذا معلما ل(يوحنا الغراماطيقى) الملقب (بفيليبون) الذى يروى عنه المؤرخين العرب انه حاول مع (عمرو بن العاص) لينقذ المكتبة من الدمار.
مأساة الغزو العربى لمصر-3 1697
الرد على محدثي المسلمين الذين يحاولون التنصل من حرق مكتبة الإسكندرية
المؤرخ عزت اندراوس » لقد سجل المؤرخون العرب المسلمين حادثة حرق مكتبة الإسكندرية استشهدوا بنصوص من (أبو الفرج الملطى) ، (عبد اللطيف البغدادى) و (صاحب الخطط للمقريزى) ، ولكن اوثقهم هو (جمال الدين ابو الحسن ابراهيم القفطى) وزير حلب المعروف (بالقاضى الأكرم ) صاحب كتاب ( تراجم الحكماء) وهو عالم بالفقة والحديث وعلوم القرآن واللغة والأصول والتاريخ والجرح والتعديل
وقد حاول المسلمين التملص من حادثة حرق عمرو مكتبة الإسكندرية فقالوا أنها حرقت قبل ذلك ولكن هذا لا يعنى أن عمرو بن العاص لم يحرقها أيضاً كما أوضحنا سابقاً ، وأوردوا المسلمين سبباً للتشكيك فقالوا أن زمن تسجيلها كان متأخراً ؟
و نرد ونقول أن الذي سجل لنا هذه المعلومات كانوا من المؤرخين المسلمين أنفسهم ، كما أن المؤرخين المسلمين أنفسهم ذكروا أن كتب الأحاديث النبوية عند آهل السنة قد دونت بعد عدة قرون بعد موت محمد صاحب الشريعة الإسلامية مثل صحيح البخاري (858م) ، صحيح مسلم (875م) سنن ابى داود (888م) ، سنن الترمزى (895م) سنن النسائى (915م) سنن ابى ماجة (886م).
العلامة ابن خلدون » فى كتابه (مقدمة ابن خلدون) حيث يقول فى ص 194 كاشفاً الستار عن بعض خصال العرب ، العرب إذا تغلبوا على الأوطان أسرع إليها الخراب والسبب فى ذلك إنهم أمة وحشية باستكمال عوائد التوحش وأسبابه فيهم فصار لهم خلقا وجبلة ثم يقول لنا في موضع أخر من نفس الكتاب عن خصال العربى انه لا يطيق أن يرى حضارة مزدهرة وانه يميل إلى تخريبها كلما سنحت له الفرصة ، وكان الجنود الذين صحبهم عمرو بن العاص فى فتوحاته فى مصر من البدو القح الذين لم تهذبهم الحضارة والمدنية بعد ومن ثم فإنهم لم يقدروا الكتب والمكتبات حق قدرها كما أنه يكشف لنا عن سابقة للعرب في حرق الكتب فيقول أن للعرب سابقة حرق جميع كتب الفرس بإلقائها فى الماء والنار الأمر الذى يؤكد وصمة العاص في حرق مكتبة الإسكندرية
الدكتورة سناء المصرى » تقول في كتابها (هوامش الفتح العربي لمصر ص 12، ) ، ربما كان الحريق أو التهديد بالحريق أكثر وسائل عمرو بن العاص الموجهة ضد مقاومة العزل من سكان المدن
الدكتور شعبان خليفة » في كتابه ( مكتبة الإسكندرية الحريق والإحياء ص 1،7 ) فيقول ، وأنظر إلى صلاح الدين الأيوبي نفسه عندما أمر بتدمير (المكتبات الفاطمية فى مصر) سواء بيت العلم أو مكتبات القصور ، وكيف أن جنوده كانوا ينزعون جلود الكتب ليصنعوا منها نعال وأحذية لهم ، ونفس ( صلاح الدين الأيوبى) فعل بمكتبات الشام نفس ما فعله بمكتبات مصر ، حتى قيل أن المجموعات آلتي دمرها قد بلغت في مصر والشام نحو أربعة ملايين مجلد.
يقول المؤرخ بتلر » ابو الغرج (1226- 1286م) ويسمى كذلك (بأبن العبرى) نظراً لأنه من (أصل إسرائيلي) ، وقد ولد فى ملطية بأرمينيا وهو معروف بكتابه تاريخ الدول الذى نشره (بو كوك) مع ترجمة لاتينية ، وهذا التاريخ مكتوب باللغة العربية ، وقد أختصره أبو الفرج نفسه من كتاب أكبر منه باللغة السريانية وقد جاء فيه أول ذكر مفصل إحراق مكتبة الإسكندرية [راجع ألفرد بتلر ( فتح العرب لمصر ترجمة محمد فريد أبو حديد ) ص 38 ]
عمرو ابن العاص قــاتــــــل المصريــــن
من هي أم عمرو بن العاص؟
الزمخشري في (ربيع الأبرار) » كانت (النابغة) أم عمرو بن العاص أمة (ملك) لرجل من عنزة (بالتحريك) فسبيت فاشتراها (عبد الله بن جذعان التيمي) بمكة فكانت بغيا (أي عاهرة) ...ثم ذكر نظير الجملة الأولى من (كلام الكلبي) ونسب الأبيات المذكورة إلى (أبي سفيان بن الحرث بن عبد المطلب) ، وقال (أي أبي سفيان) جعل لرجل ألف درهم على أن يسأل عمرو بن العاص عن أمه ولم تكن بمنصب مرضي فأتاه بمصر أميرا عليها فقال ...أردت أن أعرف أم الأمير.
(أي طلب من رجل ما أن يذهب إلى مصر و يسأل عمرو بن العاص عن أمه مقابل مال آلف دينار) فقال: نعم ، كانت امرأة من عنزة ، ثم من بني جلان تسمى (ليلى) وتلقب (النابغة) ، اذهب وخذ ما جعل لك
مأساة الغزو العربى لمصر-3 1--650
(ورواه المبرد في الكامل، ابن قتيبة في عيون الأخبار 1 ص 284، ابن عبد البر في الاستيعاب ، و ذكر في شرح النهج لابن أبي الحديد 2 ص 100، جمهرة الخطب 2 ص 19)
قال الحلبي في سيرته 1 ص 46 في (نكاح البغايا ونكاح الجمع) »
وكانت (النابغة) أم عمرو ابن العاص بغيا (عاهرة) وأرخصهن أجرة ، فوقع عليها « أبو لهب » و« أمية بن خلف الجمحي » و « هشام بن المغيرة » و « أبو سفيان » و « العاص بن وائل السهمي » .. فولدت عمروا » .فأدعى كل منهم (عمرو له) فحكمت أمه فيه و قالت هو من العاص. فقال أبو سفيان ،أما أني لا اشك أني وضعته في رحم أمه ، فأبت إلا العاص.(الكاتب): هي نفسها (أمه) لا تعرف من أبوه!
شرح نهج البلاغة 2 / 100 101 » قالوا عن عمرو ابن العاص كانت أمة (ليلي العنزية) اشهر (بغايا) مكة (أرخصهن اجره) ، ولما ولدته ادعاها (خمسة رجال) قالوا ان عمرو ابن (أحد منهم ) غير إن ليلي ألحقته (بالعاص) لأنة اقرب الشبة به
العقد الفريد 1 - 164 ، المسعودي ( مروج الذهب ومعادن الجوهر) ، السيرة الحلبية 2 / 310 / 312 » يقال أن أم عمر بن العاص وطئها (نكحها) أربعة رجال وهم ( العاص ) ، ( وأبو لهب) ، و( أميه بن خلف) ، و( أبو سفيان بن حرب) ، وأدعى كلهم عمرا ، فألحقته أمه بالعاص ، و قيل لها لما اختارت العاص ، فقالت: لأنه كان ينفق على بناتي ، ويحتمل أن يكون منه وذلك لغلبه شبهه عليه.
جاء فى السيره الحلبية ، للعلامة برهان الدين الحلبى و باب تزويج عبدالله أبى النبى صلعم آمنه أمه صلعم وحفر زمزم » وكان (عمرو) يعير بذلك ، و قد عيره بذلك كلا من على بن آبي طالب ، وعثمان بن عفان والحسن وعمار بن ياسر وغيرهم من الصحابة.
أيضاً فى المراجع الإسلامية الآتية » ( العقد الفريد ، بلاغات النساء ، الروض الأنف ، المناظر، ثمرات الأوراق)
قال الإمام السبط الحسن الزكي سلام الله عليه بمحضر من معاوية وجمع آخر: أما أنت يا بن العاص فإن أمرك مشترك ، وضعتك أمك مجهولا من عهر وسفاح ، فتحاكم فيك أربعة ( في لفظ الكلبي وسبط ابن الجوزي: خمسة ).
من هو ابو عمرو ، وهل هو (العاص) أم (عثمان) أم من؟
وروى أبو عبيدة معمر بن المثنى المتوفى 209 / 11 في كتاب ( الأنساب) » إن عمرا اختصم فيه يوم ولادته رجلان ، (أبو سفيان) و (العاص) فقيل لتحكم أمه فقالت إنه من ، العاص بن وائل
فقال أبو سفيان أما إني لا أشك إنني وضعته في رحم أمه فأبت إلا العاص فقيل لها ابو سفيان أشرف نسبا
فقالت ( أي أم عمرو) إن العاص بن وائل كثير النفقة علي وأبو سفيان شحيح .
وعدّه الكلبي من الأدعياء في باب - أدعياء الجاهلية
مأساة الغزو العربى لمصر-3 1701
وقال: قال الهيثم :
ومن الأدعياء عمرو بن العاص، وأمه النابغة حبشية، وأخته لأمه أرينب (بضم الألف) وكانت تدعي لعفيف بن أبي العاص، وفيها قال عثمان لعمرو بن العاص : لمن كانت تدعى أختك أرينب يا عمرو ؟
وعدّه الكلبي أبو المنذر هشام المتوفى 206 / 4 في كتابه ( مثالب العرب ) » الموجود عندنا - ممن يدين بسفاح الجاهلية ، وقال في باب تسمية ذوات الرايات : وأما (النابغة) أم عمرو بن العاص : فإنها كانت بغيا من طوايف (التى تطوف) مكة فقدمت مكة ومعها بنات لها، فوقع عليها العاص بن وائل في الجاهلية في عدة من قريش منهم : أبو لهب، وأمية بن خلف، وهشام بن المغيرة، وأبو سفيان بن حرب، في طهر واحد فولدت عمرا فاختصم القوم جميعا فيه كل يزعم أنه ابنه، ثم إنه أضرب عنه ثلاثة وأكب عليه اثنان : العاص بن وائل، وأبو سفيان بن حرب
فقال أبو سفيان : أنا والله وضعته في حر أمه
فقال العاص : ليس هو كما تقول هو ابني فحكما أمه فيه فقالت : للعاص
فقيل لها بعد ذلك : ما حملك على ما صنعت و أبو سفيان أشرف من العاص ؟
فقالت : إن العاص كان ينفق على بناتي، ولو ألحقته بأبي سفيان لم ينفق علي العاص شيئا وخفت الضيعة ، وزعم ابنها عمرو بن العاص إن أمه امرأة من غنزة بن أسد بن ربيعة.
العرب كانوا يحتقرون عمرو بن العاص
(بلاغات النساء ص 27، العقد الفريد 1 ص 164، روض المناظر 8 ص 4، ثمرات الأوراق 1 ص 132، دايرة المعارف لفريد وجدي 1 ص 215، جمهرة الخطب 2 ص 363).
كانت أمه حبشية وليست عربية ودفعها سيدها لممارسة البغاء فقد نظر إليه العرب القريشين نظرة دنيا ، كانت أمه ليلى أشهر بغي بمكة وأرخصهن أجرة، ولما وضعته ادعاها خمسة كلهم أتوها غير أن ليلى ألحقته بالعاص لكونه أقرب شبها به، وأكثر نفقة عليها ، ذكرت ذلك أروى بنت الحارث بن عبد المطلب لما وفدت إلى معاوية
فقال لها : مرحبا بك يا عمة ؟ فكيف كنت بعدنا ؟
فقالت : يا بن أخي ؟ لقد كفرت يد النعمة ، وأسأت لابن عمك الصحبة ، وتسميت بغير اسمك ، وأخذت غير حقك ، من غير بلاء كان منك ولا من آبائك، ولا سابقة في الإسلام ، ولقد كفرتم بما جاء به محمد صلى الله عليه وآله فأتعس الله منكم الجدود، وأصعر منكم الخدود ، حتى رد الله الحق إلى أهله ، وكانت كلمة الله هي العليا ، ونبينا محمد صلى الله عليه وآله هو المنصور على من ناواه ولو كره المشركون، فكنا أهل البيت أعظم الناس في الدين حظا ونصيبا وقدرا حتى قبض الله نبيه صلى الله عليه وآله مغفورا ذنبه ، مرفوعا درجته ، شريفا عند الله مرضيا، فصرنا أهل البيت منكم بمنزلة قوم موسى من آل فرعون يذبحون أبناءهم ويستحيون نساءهم ، وصار ابن عم سيد المرسلين فيكم بعد نبينا بمنزلة هارون من موسى حيث يقول : يا بن أم إن القوم استضعفوني وكادوا يقتلونني ، ولم يجمع بعد رسول الله لنا شمل ، ولم يسهل لنا وعر ، وغايتنا الجنة، وغايتكم النار
فقال لها عمرو بن العاص :
أيها العجوز الضالة ؟ أقصري من قولك، وغضي من طرفك
قالت : ومن أنت ؟ .. لا أم لك؟
قالت: يا بن اللخناء النابغة تتكلم وأمك كانت أشهر امرأة بمكة وآخذهن لأجرة، أربع على ظلعك (مثل يضرب لمن يتوعد ربع في المكان أي أقام به . الظلع (العرج) ، يقال ، ظلع البعير أي غمز في مشيته فالمعنى ، لا تجاوز حدك في وعيدك ، وأبصر نقصك وعجزك عنه) واعن بشأن نفسك فو الله ما أنت من قريش في اللباب من حسبها ولا كريم منصبها ، ولقد أدعك ستة (في العقد الفريد، وروض المناظر : خمسة) نفر من قريش كله يزعم أنه أبوك فسألت أمك عنهم.
مأساة الغزو العربى لمصر-3 12000
فقالت : كلهم أتاني فانظروا أشبههم به فألحقوه به، فغلب عليك شبه العاص بن وائل فلحقت به ، ولقد رأيت أمك أيام منى بمكة مع كل عبد عاهر، فأتم بهم فإنك بهم أشبه.
وصف (شكل) عمرو بن العاص
قال ابن عبدالحكم (6) » و كانت صفة عمرو بن العاص كما حدثنا سعيد بن عفير عن الليث بن سعد قصيرا عظيم الهامة ناتئ الجبهة واسع الفم عظيم اللحية عريض ما بين المنكبين عظيم الكفين والقدمين ، قال الليث يملأ هذا المسجد.
ماذا فعلت عائشة زوجة رسول الإسلام صلعم بعدما قتل عمرو بن العاص أخوها » لما بلغ عائشة قتل محمد بن أبي بكر جزعت عليه جزعا شديدا وجعلت تقنت وتدعو في دبر الصلاة على معاوية وعمرو بن العاص رواه الطبري في تاريخه 6 ص 60، ابن الأثير في " الكامل " 3 ص 155، ابن كثير في تاريخه 7 ص 314، ابن أبي الحديد في شرح النهج 2 .
عندما كشف عمرو بن العاص عن عورته
مروج الذهب ـ المسعودي ـ ج 2 ـ ص 25 » إن معاوية أقسم على عمرو ولما أشار عليه بهذا أن يبرز إلى علي، فلم يجد عمرو من ذلك بدا ًفبرز، فلما التقيا عرفه علي وشال السيف ليضربه به ، فكشف عمرو بن العاص عن عورته ، وقال: مُكْرَهٌ أخوك لا بطل فحول عليٌّ بن آبي طالب وجهه عنه ، وقاك: قبحت! ورجع عمرو إلى مصافه
المحاسن والمساوي ـ البيهقي ـ ج 1 ـ ص 38 » دخل عمرو بن العاص على معاوية وعنده ناس فلما رآه مقبلا استضحك
فقال: يا أمير المؤمنين ؟
أضحك الله سنك وأدام سرورك وأقر عينك ما كل ما أرى يوجب الضحك
فقال معاوية ؟
خطر ببالي يوم صفين يوم بارزت أهل العراق فحمل عليك علي بن أبي طالب رضي الله عنه فلما أغشيك طرحت نفسك عن دابتك وأبديت عورتك ،
كيف أحضرك ذهنك في تلك الحال ؟ أما والله لقد واقفت هاشميا منافيا ولو شاء أن يقتلك لقتلك فشاعت هذه الأبيات حتى بلغت عمرا فأقسم بالله ليلقين عليا و لو مات ألف موته ، لما اختلطت الصفوف لقيه فحمل عليه برمحه فتقدم علي بن آبي طالب وهو مخترط سيفا معتقل رمحا فلما رهقه ، همز فرسه ليعلو عليه فألقى عمرو بن العاص نفسه عن فرسه إلى الأرض شاغرا برجليه كاشفا عورته فانصرف عنه لافتا وجهه مستدبرا له فعد الناس ذلك من مكارمه و سؤدده و ضرب بها المثل.
الكاتب » افهم من الروايتين السابقتين ، عندما أراد عمرو بن العاص أن يستسلم لعلى بن أبي طالب ، فكشف بنفسه له عن عورته (أي مقعدته)
أي أراد القول لعلى بن أبي طالب ، هلم افعل معي كذا و كذا ....و لكن لا تقتلني ، ولك أن تتخيل أخلاقيات هؤلاء.
موت و نهاية عمرو بن العاص
مروج الذهب 3 - 110 » عمر بن العاص الذي غزا مصر كانت أمة اشهر البغايا في مكة المكرمة ، دخل عمرو بن العاص لقصر عبد الملك بن مروان فأمر عبد الملك بغلق الأبواب ثم أمر صاحب حرسه بان يضرب عنقه ففعل ثم اجتز رآسة ورماة إلى اصحابة فلما رأوا رآسة تفرقوا.
المؤرخ عزت اندراوس » لم يموت عمرو بن العاص موتاً طبيعياً بل تم قطع رأسه وإلقاءها إلى أصحابه أما دفنه في سفح المقطم فربما نقل أصحابه جثته ودفنوها فى المقطم أو أن قصة موته طبيعياً ودفنه قصة ملفقة
الثروة التى جمعها عمر بن العاص لنفسه من سرقة مصر والمصرين
قال المقريوى فى الخطط ص 83 » خلف عمرو بن العاص 70 بهارا دنانير والبهار جلد ثور ( أي جلد ثور ملئ بالدنانير) ومبلغه إردبان مصري فلما حضر الوفاة أخرجه وقال من يأخذه بما فيه فأبى ولداه أخذه وقالا له: ( حتى ترد لدى حق حقه )
مأساة الغزو العربى لمصر-3 1-331
فقال: والله ما أجمع بين أثنين منهم فبلغ معاوية
فقال معاوية: ( نحن نأخذه بما فيه )
الكاتب المصري أسامة انور عكاشة يصف الصحابي عمرو بن العاص بـ أحقر شخصية في الإسلام وأنه أفاق » نشر أسامه أنور عكاشة في الصحف ( نقلته غالبية الصحف) ، هجوما على عمرو بن العاص نفى عنه أهميته التاريخية و قد قام بتهميش وجوده وحقره وقال عنه أنه أفاق ، و كما ظهر في إحدى القنوات المصرية في اكتو بر 2004 ، و قال بأنه مقتنع بكل ما كُتب وأنه مسئول كل المسؤولية عن كلامه.


المراجع المستعملة:
(1) المواعظ والاعتبار في ذكر الخطط والآثار للمقريزى ، طبع بولاق 1272هجريه ج1ص159
(2) ابن خلدون فى « مقدمه بن خلدون » طبعها ورثه المرحوم الشيخ محمد عبد الخالق المهدى بالقاهره
(3)موسوعة تــــــــاريخ أقبـــــاط مصـــــر بقلم (عزت اندراوس)
(4)عبد الطيف البغدادى ( الإفادة والإعتبار فى الأمور المشاهدة والحوادث المعاينة فى مصر )
(5) أبو الحسن على بن القفطى ( أخبار العلماء فى أخيار العلماء )
(6) أبى الفرج المالطى ( مختصر تاريخ الدول )
(7) المقريزى ( المواعظ والاعتبار فى ذكر الخطط والآثار )
(8) ابن خلدون ( مقدمة ابن خلدون )
(9) حسن إبراهيم ( عمرو بن العاص )
(10) شعبان عبد العزيز خليفة ( مكتبة الإسكندرية الحريق والإحياء (11)عبد الخالق سيد أبو رابية ، ( عمرو بن العاص بين يدى التاريخ )
(11) سناء المصرى ( هوامش الفتح العربى لمصر)
(12) إبراهيم نصحى ( تاريخ مصر فى عصر البطالمة )
(13)حاجى خليفة ( كشف الظنون فى أسامى الكتب والفنون )
(14) جورجى زيدان ( التمدن الإسلامى )
(15) كمال فريد اسحق ( مكتبة الإسكندرية لم نحرق المكتبة )
(16) عادل فرج ( الإسكندرية منارة الشرق والغرب )
(17) ألفرد ج بتلر ( فتح العرب لمصر ، ترجمة محمد فريد أبو حديد (19) جيبون - ( اضمحلال وسقوط الدولة الرومانية )
(18) جوستاف لوبون ( حضارة الشرق )
(19) سيريو ( تاريخ العرب )
(20) لويزا بوتشر تاريخ الكنيسة المصرية ، ترجمة ميخائيل ميكسى اسكندر
(21) الأنبا ديسقورس ( موجز تاريخ المسيحية )
(22) القمص أنطونيوس الأنطونى ( وطنية الكنيسة القبطية وتاريخها )
(23) مقالة بعنوان ، الأقباط أبرياء من تهمة حرق مكتبة الإسكندرية ، بقلم شنودة ميخائيل - الجريدة الإلكترونية دراسات مصرية)
(24) القس منسى يوحنا ( تاريخ الكنيسة القبطية)
(25) القرآن - صحيحي مسلم و البخارى
(26) الطبقات لابن سعد / المعارف لابن قتيبة / تاريخ ابن عساكر
(27) كتاب فتوح مصر وأخبارها - عبد الرحمن بن عبد الله القرشي

بقلم: موريس رمسيس


المصدر:الحوار المتمدن

طالعوا هذه العناوين على الرابط أسفله
مأساة الغزو العربى لمصر-2
https://amazigh24.yoo7.com/t16863-topic
مأساة الغزو العربى لمصر-1
https://amazigh24.yoo7.com/t16864-topic