ضربة موجعة للتيار العروبي المتفنقين القديس اغستين يشهد ان سكان الشرق الجزائري لا يتكلمون الفينيقية و لا البونيقية


ضربة موجعة للتيار العروبي المتفنقين القديس اغستين يشهد ان سكان الشرق الجزائري لا يتكلمون الفينيقية و لا البونيقية  4311


جميعنا يعلم ان اساس كذبة الاصول الفينيقية للمغرب الامازيغي الكبير و كذبة العامية الجزائرية فينيقية هو يعتمد على خرافة واحدة حيث يزعم اصحابها ان القديس اغستين في القرن الخامس ميلادي زعم ان سكان او الفلاحين شرق الجزائر (ناحية عنابة ) كانوا يتكلمون البونيقية ( معتمدين قول اغستين ( اذا سالت فلاحينا من انتم اجابوا بالبونيقية كنعانيين )
اولا الدراسات الاخيرة للمخطوطة الاصلية لاغستين بينت ان هناك خطا مطبعي في نقل محتوى المخطوط الاصلي و تبين انه لم يقل اغستين تلك العبارة و على العموم هذا موضوع اخر سنعود لاثبات بطلانه لاحقا
مايهمنا في هذا المقال هو رد كذبة انتشار اللسان البونيقي في شرق الجزائر زمن اغستين و الى غاية دخول العرب الامويين في القرن 7 م كما يدعين التيار العروبي المتفنقين و بالنسبة لهم  البونيقية كانت لسان الجزائريين قبل دخول الاسلام الى ارضنا و يزعمون انها  قريبة من العربية  العامية الجزائرية و من ذلك  زعموا ان ذلك من اسباب انتشار العربية القريشية او العامية المغاربية الحالية و اعتبروا ان بلاد الامازيغ عربية قبل دخول الاسلام و قالوا الاسلام هدانا و لم يعربنا
لهؤلاء المتفنقين اعداء اصالة التاريخ الامازيغي امثال عثمان سعدي و بلغيث و بن كولة و محمد علي دبوز لهؤلاء جميعا نقول الله يرحم الكذب
عزيزي القارئ تصور القديس اغستين الذي يستعمله القومجيين العروبيين المتفنقين في المغرب الكبير للترويج لخرافة تكلم السكان باللغة البونيقية اغستين هذا القس  الكاثوليكي التابع لروما والناطق باللاتينية  هو نفسه  لم يكن يعرف البونيقية و لا الفينيقية يتضح هذا في مخطوط قديم لاغستين عبارة عن خطبة دينية القاها على اتباعه في عنابة المخطوط اكتشفه منذ سنوات قليلة الباحث النمساوي  Johannes Divjak
يبين لنا المخطوط ان  القديس أوغسطين  لم يكن قادرًا على إجراء محادثة أو الوعظ للمؤمنين باللغة البونيقية. وحتى الأساقفة الأفارقة الآخرون المعاصرون و التابعون له لم يكن لهم القدرة علة التكلم بالبونيقية و لا فهم الفينيقية
هذا النقص في رجال الدين  التابعين لاغستين الذين يتقنون اللغة البونيقية ، في الريف ناحية عنابة  والمناطق الريفية التابعة لحدود الاحتلال الروماني، محسوس بقوة وفقًا لوثيقة أوغستينية ذات أهمية استثنائية  وهي الخطبة رقم 167  SERMON CLXVII و التي دمرت خرافة انتشار اللسان البونيقي زمن اغستين
حيث ذكر اغستين في خطبته رقم 167 مثال قديم باللغة البونيقية و ترجمه لاتباعه باللغة اللاتينية و قال لهم انهم اغلبهم لا يعرفون اللغة البونيقية مما يدل على اندثار اللغة البنيقية زمن اغستين  انظر  الوثيقة الاولى
(On connaît un proverbe punique, que je vous dirai cependant en latin, parce que vous ne connaissez pas tous le punique. C'est en effet un très vieux proverbe punique : « La peste demande une pièce de monnaie; donne lui en deux et qu'elle s'en aille!
(نعرف مثلال بونيقي ، الذي ي سأقوله لكم باللاتينية ، لأنكم لا تعرفون جميعكم البونيقية. إنه حقاً مثل بوني قديم جداً:
"الطاعون يطلب قطعة نقدية؛ أعطه اثنين واتركه يذهب"


ضربة موجعة للتيار العروبي المتفنقين القديس اغستين يشهد ان سكان الشرق الجزائري لا يتكلمون الفينيقية و لا البونيقية  4414


التعقيب على ما جاء به القديس اغستين في القرن الخامس ميلادي والذي يزعم ان سكان او الفلاحين شرق (ناحية عنابة ) كانوا يتكلمون البونيقية (على حد قوله: ( اذا سالت فلاحينا من انتم اجابوا بالبونيقية كنعانيين
فأين تكمن المشكلة؟ مادامت ناحية عنابة ليست بعيدة عن قرطاج ؟فهناك تأويلات كثيرة فقد تكون أقلية فينيقية أو كنعانية قدمت من موطنها بعد تفشي الحروب مثل هجرة اليهود إلى شمال أفريقيا بعد إبادتهم من طرف البابليين فيما يعرف بالسبي البابلي وقد يكون أمازيغ منتحلي البونيقية أو الكنعانية ومهما يكن فهي عينة صغيرة لا يمكن تعميمها على شمال أفريقيا.لا أعتقد أن الفينيقية كانت سائدة بين المواطنين الأمازيغ باستثناء المناطق القريبة من قرطاج نظرا لوجود التواصل مع الفييقيين ويقتصر الأمر على النخب الأمازيغية الذين لهم ارتباطات ومصالح مع الهيئات القرطاجية أما باقي المناطق فلهم لهجتهم الخاصة
لقد سقطت قرطاجة عام 146 ق م ومنذ ذلك الوقت لم يظهر للفينيقيين أي وجود يذكر ومدة 7 قرون لم نسمع بمقاومة فينيقية أو تمرد من طرف ثائر فينيقي وهذا يؤكد أن الكائن الفينيقي ليس له أي نفوذ في المنطقة .فكل الأحداث دارت رحاها بين الأمازيغ والمستعمرين من رومان ووندال وبيزنطيين تحت قيادة قاذة أمازيغ .فأين اختفى الفينيقيين؟

وحول ما يزعم به التيار العروبي أن لهجة شمال أفريقيا الحالية هي نفسها الفينيقية .لا أدري من أين أتوا بهذه السخافة الغريبة؟فلهجتنا خليط من العربية والأمازيغية والفرنسية والإسبانية .ولا علاقة للفينيقية بالعربية ولا الأمازيغية .لقد انقرضت في موطنها الأصلي لبنان والساحل السوري فكيف يكون لها وجود في شمال أفريقيا



اغنية ديسباسيتو باللغة الفينيقية هل فهمتم شيئا ؟يا من تتدعون أن الفينيقية هي نفسها اللهجة التي يتحدث بها سكان مال أفريقيا حاليا

المرجع
Sermons on Selected Lessons of the New Testament: S. John, Acts
و الضربة القاصية الثانية و ليست الاخير لفكر المتفنقين المستعربين هو اعتراف اغستين بوجود البربر او ما نسميهم الامازيغ و اعترافه انهم يتكلمون لغة واحدة                        
تصوروا الطامة الكبرى التي نزلت على المتفنقين   أوغسطين نفسه في كتبه ينسب البربر اي الامازيغ الى افريقيا و ليس الى المشرق و يقول نحن نعلم انه هناك شعوب كثيرة من  البربر الأفارقة يتحدثون لغة واحدة .  هذه هي الإشارة الوحيدة التي يكرسها أوغسطين لهذه اللغة  الامازيغية ، اللغة الأم لغرب أفريقيا  الشمالية بالقول:
"نحن نعرف في إفريقيا العديد من الأجناس البربرية التي تستعمل  لغة واحدة . "
« Nous savons en Afrique plusieurs races barbares dont la langue est une. »
(in Africa barbaras gentes in una lingua plurimas novimus)
انظر الوثيقة الثانية وهي من كتاب اغستين (شارع الالهة)  la cité de dieu