خرافة سلمية الغزو -الاسلامي-


خرافة سلمية الغزو العربي -الاسلامي- 4386

يقول: بن ساليم حميش "ان نشطاء الأمازيغية من المغرَّرِ بهم من طرف الغلاة والريعيين والمشحونين بكراهية مرضية للعرب والإسلام دأبوا على تقديم العرب كغزاةٍ محتلين سفاحين وغصابين سابين في الديار البربرية، بينما الواقع المعترف به عند المؤرخين مسلمين ومستشرقين هو أن العرب قليلي الأعداد لم يدخلوا بلدان المغرب بصفتهم عرباً بل مسلمين حملةَ رسالة اسمها الدعوة المحمدية التوحيدية، حتى أن منهم من يصورهم كسعاة بريد لا غير، أو كمؤطرين عسكريين (كموسى بن نصير وعقبة بن نافع) للداخلين من البربر في الإسلام أفواجا أفواجا". من مقاله, نشر مؤخرا في موقع هسبريس.
بن سليم حميش أحد الشوفينيين العروبيين المتزمتين للعرو-اسلام, في بلاد الامازيغ, تسلم حقيبة الثقافة من 2009 الى 2011, في مجلس خدام القصر العلوي, و في هذه الفترة أظهر حقده وعداءه الدفين ضد الأمازيغ والثقافة واللغة الأمازيغيتين بالتهميش والاقصاء المطلق.
انطلاقا من مبدأ التقية والمغالطات التي يمارسها بائعي الكلمات, و التدليس المعرفي كأساس لثقافة الاستلاب والإغتراب الذاتي, من هذا وذاك يتحفنا حميش بأسطورة سلمية الغزوة الاعرابية لبلاد الامازيغ, تامازغا (شمال افريقا), وتبرءة المجرمون السفاحون الأعراب من جرائمهم الوحشية واللاإنسانية وخصوصا عقبة ابن نافع و موسى ابن نصير.
بالدجل المعرفي يستشهد بن ساليم حميش بالمؤرخين المسلمين والمستشرقين, مجهولين الهوية (لم يذكر في هذا الصدد و لا أسم واحد), من أجل تبرئة الغزات الاعراب من القتل والنهب والسبي, بإعطاء للغزوة الاعرابية صفة الدعوة الاسلامية. عشرات الألاف من راكبي الأحصنة والإبل يهاجمون مدينة بعد آخرى وقرية بعد آخرى لنشر الرسالة المحمدية "السلمية", والامازيغ يعتنقون الاسلام أفواجا أفواجا, هذه تخيلات الحكواتيين من الكتابات الصفراء لا يستوعبه إلا عقول مريدي الكتاتيب القرآنية و السذج من متلقي الحكايات الخرافية.
نشتسهد ببعض االمؤرخين لنستكشف حقيقة من سماهم حميش بمؤطرين عسكريين بإسم الاسلام وليس العروبة. يقول ابن عبد الحكم عن عقبة السفاح:"قدم ودان فافتتحها، وأخذ ملكهم فجدع أذنه، فقال: لم فعلت هذا بي؟ وقد عاهدتني، فقال عقبة: فعلت هذا بك، أدبا لك، إذا مسست أذنك ذكرته، فلم تحارب العرب". عن ابن عبد الحكم، كتاب "فتوح إفريقية والأندلس"، ص-51. الفعل الإجرامي للحاقد الأعرابي المتوحش يتكرر مرارا ما يكشف مرضه النفسي, يقول نفس الكاتب"فمضى إلى قصور خوار فإفتتحها حتى انتهى إلى أقصاها وفيه ملكها فقطع أصبعه فقال: لم فعلت هذا بي؟ قال أدبا لك إذا نظرت إلى إصبعك لم تحارب العرب", نفس المرجع ص. 52. السفاح عقبة كان يقدم نفسه على أنه عربي ويعلم المقهورين المنهزمين الثقافة الاعرابية الوحشية. قال:ابن عذاري المراكشي عنه في كتابه "البيان المغرب في أخبار الاندلس والمغرب", ص.19: "فوصل عقبة إلى إفريقية فإفتتحها ودخلها ووضع السيف في أهلها...وأوغل في الغرب يقتل و يأسر أُمّة بعد أُمّة وطائفة بعد طائفة" ... وفي نفس المرجع, ص. 24:"...فمضى إلى المُنستير فقاتلهم قتلا شديدا حتى ظن أنه الفناء". وقال ابن خلدون" فسار عقبة وفتح وغنم وسبى وأثخن فيهم وانتهى إلى السوس وقاتل مسوفة من أهل اللثام وراء السوس ووقف على البحر المحيط" تاريخ ابن خلدون. كما أشار القيرواني الى ان غزوة عقبة للمغرب, بعد قتله للاهالي ونهب ثروات البلاد: " أصاب نساء لم يرى الناس في الدنيا مثلهن, فقيل ان الجارية منهن كانت تبلغ بالمشرق ألف دينار ونحوها", وذكر جورج مارسييه في كتابه "البربرية الإسلامية " ان عقبة بن نافع الفهري ارسل من السبايا البربريات إلى دار الخلافة بدمشق ما عدده ثمانين ألف, كما ارسل حسان بن نعمان, ما عدده خمسة وثلاثين ألفا, أما النساء البربريات فكن مشهورات في قصور الخلفاء والأمراء ، فكانت إحداهن تباع بما لا يقل عن ألف قطعة ذهبية " عن السيوطي ( تاريخ الخلفاء).
وعن المجرم السفاح موسى ابن نصير, يقول ابن خلكان: "خرج موسى غازياً، وتتبع البربر وقتل فيهم قتلاً ذريعاً، وسبى سبياً عظيماً، وسار حتى انتهى إلى السوس الأدنى لا يدافعه أحد. فلما رأى بقية البربر ما نزل بهم استأمنوا وبذلوا له الطاعة فقبل منهم، وولى عليهم والياً، واستعمل على طنجة وأعمالها مولاه طارق بن زياد البربري، ويقال إنه من الصدف، وترك عنده تسعة عشر ألف فارس من البربر بالأسلحة والعدد الكاملة، وكانوا قد أسلموا وحسن إسلامهم, ورجع الى افريقية" (وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان , ابن خلكان, ج. 5, ص. 320).
وذكر ابن عذراى المركشي عن نية موسى بن نصير الانتقام لمقتل عقبة بن نافع والحط من كرامة الامازيغ واذلالهم, قال: " فتح موسى بن نصير سجومه، وقتل ملوكها، وأمر أولاد عقبة عياضً وعثمان وأبا عبدة أن يأخذوا حقهم من قاتل أبيهم، فقتلوا من أهل سجومه ستمائة رجل من كبارهم , ثم فتح موسى هوارة وزناته وكتامة، فأغار عليهم وقتلهم وسباهم، فبلغ سبيهم خمسة الف رأس , و تمكن موسى من فتح طبنة وصنهاجة وبلغ سبيهم عشرين ألف رأس، وقدم موسى بن نصير بمائة ألف رأس من سبي إفريقية، ووجه ابنه مروان إلى ناحية أخرى، فبلغ خمس وستين ألفا، وقيل: لم يسمع بمثل سبايا موسى في الإسلام. وأعزى موسى ابنه عبد الله سردانية ففتحها، وأصاب منها سبيً ، وكذلك غزا ابن أخيه أيوب، مطمورة فبلغ سبيهم ثلاثين ألفً . وغزا موسى بن نصير طنجة ، والسوس الادنى سنة 89هـ وحصل على السبي الكبير، أرسل موسى بن نصير ابنه مروان إلى السوس الاقصى لغزوها، فبلغ السبي أربعين ألفا ، وحصلت الدولة الإسلامية أعدادا كبيرة من السبي", كتاب البيان المُغرب في أخبار الأندلس والمغرب".


خرافة سلمية الغزو العربي -الاسلامي- 4387


هذا ما يقول المؤرخون عن السفاحين, مصاصي الدماء, أمراء الحرب والنهب والسبي, وهذا ليس من إختراع النشطاء الامازيغ, الذين يهاجمهم بن ساليم, لذنبهم أنهم فضحوا التاريخ الدموي لأسلافه بالتبني الغزات الاعراب الذي قال عنهم إبن خلدون:" فطبيعتهم آنتهاب ما في أيدي الناس وان رزقهم في ظلال رماحهم وليس عندهم في أخذ أموال الناس حد ينتهون إليه بل كلما امتدت أعينهم الى مال أو متاع أو ماعون آنتهبوه", مقدمة ابن خلدون. ص.149.
يقول حميش:"أن العرب قليلي الأعداد لم يدخلوا بلدان المغرب بصفتهم عرباً بل مسلمين حملةَ رسالة اسمها الدعوة المحمدية التوحيدية"
لم أستطيع أن أستجمع قوايا العقلية لأستوعب فكرة قليلي العدد وحملة الرسالة المحمدية التوحيدية!!
1) فهل كانوا مائة أو ألف؟؟؟
ليس من المنطق أن يرسل الخليفة جيش من هذا الحجم القليل لغزو بلاد بحجم بلاد الامازيغ وتعداد سكانه, ما يقال أنه كان بعشرات الألاف. "دعا عثمان للجهاد، واستعدت المدينة (عاصمة الخلافة الإسلامية) للمتطوعين وتجهيزهم، وترحيلهم إلى مصر لغزو إفريفية تحت قيادة عبد الله بن سعد، وقد خرج في تلك الغزوة الحسن والحسين، وابن عباس وابن جعفر وغيرهم. وعندما بات الاستعداد تامًا خطب عثمان فيهم، ورغبهم في الجهاد، وقال لهم: لقد استعملت عليكم الحارث بن الحكم إلى أن تقدموا على عبد الله بن سعد فيكون الأمر إليه، وأستودعكم الله. وعندما وصل الجيش إلى مصر إنضم إلى جيش عبد الله بن سعد, وعندما وصلوا إلى برقة انضم إليهم عقبة بن نافع ومن معه من المسلمين" (لشرف والتسامي بحركة الفتح الإسلامي، للصلابي، ص.191).
2) ما فحوى الرسالة المحمدية؟؟؟
غزا إبن العاص شرق ارض الليبو سنة 643 م, و بمعاهدة استسلام أنطابلس (برقة) والصلح, أجبر الاهالي بدفع الجزية للغازي عمرو ابن العاص, بمقدار 13 الف دينار و أجبر الأهالي ببيع أبنائهم وبناتهم ليؤمنوا الجزية المفروضة عليهم. وكان أهل أنطابلس يرسلون ما عليهم من الأموال إلى والي مصر من غير أن يأتيهم جامع الأموال. وقد غنم ابن العاص الشئ الكثير من غزواته ليبيا ( طرابلس و فزان ولهذا قام بإستئذان أمير الغزات عمر بن الخطاب بإستكمال غزو بلاد الامازيغ, الا أن عمر منعه عن ذلك. في سنة 647 م, عين الخليفة عثمان بن عفان, عبد الله بن سعد بن ابي سرح والي على مصر, و أمره عثمان (أحد الخلافاء الراشدين) بغزو افريقية وإرسال الغنائم. عن ابن كثير " امرعثمان عبد الله بن ابي السرح ان يغزو بلاد افريقية فاذا فتحها الله عليه فله خمس الخمس من الغنيمة, فساراليها ... وقتل خلقا كثيرا من اهلها " , وعن بن عذاري المراكشي, كتاب البيان المغرب , يقول "سار عبد الله بن ابي سرح حتى نزل باب مدينة قرطاجة, فحاصرها من كان معه من المسلمين حصارا شديدا أتي فتحت فأصاب فيها من السبي والاموال ما لم يحيط به الوصف وكان اكثر اموالهم من الذهب والفضة, فكانت توضع بين أيديه اكوام الفضة والذهب", ويضيف:" قسم ابن ابي السرح السرايا والغارات من مدينة سيبطلة فبلغت جيوشه بقصر قفصة فسبوا كثير وغنموا, فأذلت هذه الوقعة الروم بافريقية ورعبوا رعبا شديدا, فجاءوا الى الحصون والمعاقل, ثم طلبوا من عبد الله بن اسعد ان يقبض منهم ثلاثمائة قنطار من الذهب في السنة جزية على ان يكف عنهم ويخرج من بلادهم, فقبل ذلك منهم وقبض المال وكان شرط صلحهم" نفس المصدر(كتاب البيان النغرب).
عن بن الأثير ( الكامل في التاريخ ) " بلغت غنائم موسى بن نُصير, فاتح المغرب , سنة 91 هجرية , ثلاثمائة ألف رأس سبي , بعث خمسها الى الخليفة الوليد بن عبد الملك , أي ستين الفا".
"وجه البعوث في النواحي، وبعث ابنه عبد الله في البحر إلى جزيرة ميورقة فغنم منها وسبى وعاد. ثم بعثه إلى ناحية أخرى وابنه مروان كذلك، وتوجه هو إلى ناحية فغنم منها وسبى وعاد. وبلغ الخمس من المغنم سبعين ألف رأس من السبي. ثم غزا طنجة وافتتح درعه وصحراء تافيلالت. وأرسل ابنه إلى السوس وأذعن البربر لسلطانه ودولته وأخذ رهائن المصامدة وأنزلهم بطنجة" (كتاب تاريخ ابن خلدون, ص. 239).
واشار بن كثير (البداية والنهاية) الى العدد الضخم من سبايا الامازيغيات بقوله: "بعث موسى ابنه مروان على جيش فأصاب من السبي مائة ألف رأس، وبعث ابن أخيه في جيش فأصاب من السبي مائة ألف رأس أيضا من البرير، فلما جاء كتابه إلى الوليد وذكر فيه أن خمس الغنائم أربعون ألف رأس, قال الناس: إن هذا أحمق, من أين له أربعون ألف رأس خمس الغنائم ؟ فبلغه ذلك فأرسل أربعين ألف رأس وهي خمس ما غنم، ولم يسمع في الاسلام بمثل سبايا موسى بن نصير أمير المغرب", ويقول ابن الأثير في ( الكامل في التاريخ ) " بلغت غنائم موسى بن نُصير, فاتح المغرب , سنة 91 هجرية , ثلاثمائة ألف رأس سبي , بعث خمسها الى الخليفة الوليد بن عبد الملك , أي ستين الفا".
قال الحميدي في "جذوة المقتبس": إن موسى بن بصير نقم على طارق إذ غزا بغير إذنه، وسجنه وهم بقتله، ثم ورد عليه كتاب الوليد بإطلاقه فأطلقه، وخرج معه إلى الشام. وكان خروج موسى من الأندلس وافداً على الوليد يخبره بما فتح الله سبحانه وتعالى على يديه وما معه من الأموال في سنة أربع وتسعين للهجرة، وكان معه مائدة سليمان بن داود عليهما السلام التي وجدت في طليطلة على ما حكاه بعض المؤرخين، فقال: كانت مصنوعة من الذهب والفضة، وكان عليها طوق لؤلؤ وطوق ياقوت وطوق زمرد، وكانت عظيمة بحيث إنها حملت على بغل قوي فما سار قليلاً حتى تفسخت قوائمه، وكان معه تيجان الملوك الذين تقدموا من اليونان، وكلها مكللة بالجواهر، واستصحب ثلاثين ألف رأس من الرقيق".
عن الأموي هشام بن عبد الملك, أنه بعث الى عامله عن افريقية (بلاد ايمازيغن) يطالبه بإرسال المزيد من السبايا الأمازيغيات الى دمشق من اجل التلذذ والولد, وكان هذا نص رسالته: "أما بعد, فإن أمير المؤمنين لما رأى ما كان يبعث به موسى بن نصير إلى عبد الملك بن مروان رحمه الله، أراد مثله منك، وعندك من الجواري البربريات المالئات للأعين الآخذات للقلوب، ما هو معوز لنا بالشام وما ولاه. فتلطف في الإنتقاء، وتوخ أنيق الجمال، عظم الأكفال، وسعة الصدور، ولين الأجساد، ورقة الأنامل،وسبوطة العصب، وجدالة الأسوق، وجثول الفروع، ونجالةالأعين، وسهولة الخدود، وصغر الأفواه، وحسن الثغور، وشطاط الاجسام, واعتدال القوام، ورخامة الكلام, ومع ذلك, فأقصد رشدة وطهارة المنشأ, فأنهن يتخذن أمهات أولاد والسلام" من كتاب (الدولة الأغلبية 800-909 )التاريخ السياسي", محمد الطالبين, تعريب, المنجي الصيادي , ص, 39.
يقول حميش:"الداخلين من البربر في الإسلام أفواجا أفواجا", هذا هو أسلوب الكابات الإنشائية. فإذا إعتنق الأمازيغ الايديولوجية الاسلامية أفواجا أفواجا؟ فما كان الداعي لإستمرار الحرب على الامازيغ لمدة 70 سنة. ولماذا إرتد الامازيغ عن الاسلام 12 مرة (ابن خلدون), ولم يستقر الاسلام في بلاد الامازيغ الا في عهد الدولة الموحدية (الامازيغية).


خرافة سلمية الغزو العربي -الاسلامي- 4052

أن كانت هذه الغزوات وما رادفها من قتل وسبي ونهب, هي كنه الرسالة المحمدية, وهي كذلك "وأورثكم ارضهم وديارهم واموالهم وأرضا لم تطئوها وكان الله على كل شيْ قديرا" الاحزاب:27. فقد أبدعت الوحوش الادمية في تطبيقها, فالغزات الاعراب طبقوا الرسالة المحمدية على أحسن وجه.هذا هوالواقع التاريخي الذي رواه المؤرخون. أما الحكايات الايديولوجية للحركة الكولونيالية, في تزييف الحقائق التاريخية بتقديم رموز الإجرام التاريخي على أنهم ناشري السلم والحرية فهذا يتنافى مع الحقائق التاريخية, فتمجيد وتعظيم رموز الابادة الجماعية للأمازيغ, هو دلالة عن مساندة الاستعمار العربي القديم و الجديد و إبادة الشعوب الغير عربية وفي مقدمتها الامازيغ.
الغزوات الاعرابية لم تكن لنشر دين جديد ولم تأتي بالسلام ولا بالحرية للمنطقة, فقد أتت لهم بالقتل القادم من الشرق, كانت الغزوة من أجل الحصول على الغنائم (النهب والسبي), وهو الفعل الذي أكدته هذه المراجع. و العنصر الاقتصادي هو أساس كل الحملات الاستعمارية التي عرفها التاريخ البشري.