يعتبر الوشم عند الأمازيغ طقسا من الطقوس العريقة وارتبط بنظامهم الثقافي ومعتقداتهم والديانات التي اعتنقوها على مر التاريخ، حيث استخدموا الوشم للتعبير عن انتمائهم وهويتهم، كما ارتبط عندهم بمعاني الأنوثة والخصب.
انفردت المرأة الامازيغية منذ عصور خلت بالوشم الذي يزين مختلف مناطق جسدها، منها الرأس والجبين، وما بين الحاجبين والخد والذقن والوجه والجيد والكتف والذراع، واليد والصدر والبطن والظهر، والفخذ والركبة، والقدم، والساقين.
وتستخدم المرأة المتخصصة في الوشم العديد من الادوات كالإبر الحادة ، والحكل، ورماد الفرن الترابي، والفحم الأسود، والعديد من الأعشاب العطرية، كما وجب على هذه الأخيرة أن تخضع لطقوس خاصة بأحد الأضرحة حيث تنام لمدة ليلة كاملة تحت إشراف إحدى الكهنة أو الكاهنات اليهوديات أو أحد المتخصصات في الوشم وذلك من أجل تسلم “بركة الوشم”، فيما تستلهم أخريات طريقة الوشم من ممارسات محترفات ويحملن المشعل بعدهن.
تقوم الواشمة بملئ جسد الفتاة برموز ذات دلالات مختلفة، كعلامة زائد (+) التي تخط على الخد والتي تعني حرف التاء في الحروف الأمازيغية، وهو الحرف الأول من كلمة “تامطوت”، والذي تعني أنثى بالأمازيغية وعين الله كما كانوا يعتقدون في السابق .
ويتم وشم النهدين وذلك للدلالة على الخصوبة والنضج الجنسي واستعداد الشابة للزواج، ويتم رسم خط مزركش على الذقن ومعين مقسم إلى أربع زوايا بين الحاجبين، وهلال وشمس يوضعان على الخد أيضا، ونجد مربع موشوم في العنق والذي يدل على البيت والإستقرار بالإضافة إلى وضع نقطة بجانب الأنف للحماية من أمراض الأسنان، وبجانب العين للوقاية من كافة الأمراض التي تصيب العين.
لم تنفرد النساء الأمازيغيات فقط بالوشم بل الرجال أيضا كانوا يضعون وشوما على مستوى الذقن واليدين لأغراض مختلفة وللدلالة على القوة والخصوبة ومن أجل إبطال السحر وإبعاد الأرواح الشريرة، وكذا تجنيبهم البؤس و الفقر.
تحكي فدوى عن والدتها الأمازيغية “زهرة” ابنة جبال الأطلس الكبير والتي كانت تضع على جسدها أوشاما وهي عبارة عن رموز تحمل دلالات مختلفة كالنجمة السداسية التي كانت تتوسط جبينها والتي تدل على القوة والأنوثة ووشوم على مستوى العنق والتي كانت تعتبر من علامات الجمال لدى المرأة الامازيغية.
وتضيف فدوى أن والدتها تم إجبارها على وضع الوشوم على جسدها من طرف والدتها هي الأخرى إيذانا بوصولها لسن البلوغ ولإعلان استعدادها للزواج كباقي قريناتها من بنات الدوار خاصة وأن الوشم كان يتعبر عرفا مسلما به ولا يمكن معارضته.
وفي تصريح كشف الناشط الحقوقي والباحث في الثراث الأمازيغي حمو إسحاق أن الوشم على جسد المرأة الامازيغية قصة قديمة قدم التاريخ وله دلالات وشفرات بالغة التعقيد البعض منها تم فكها وفهمها من قبل المهتمين والباحثين حسب روايات الجدات وكبار السن من المجتمع الامازيغي.
ويضيف الباحث في الثراث الأمازيغي أنه بعض الرموز ظلت معانيها ودلالاتها غامضة كونها رموز وحروف تحكي قصة بدايات ولادة “التيفيناغ” التي قدر عمرها من قبل علماء الاثار بـ 20000 الف عام مضى .
و يكشف المتحدث ذاته أن الوشم الامازيغي على جسد المرأة الامازيغية يعد أرشيفا وطنيا وهوية الارض وثقافة الأمة ولغتها منذ فجر التاريخ حتى يومنا هذا، ناهيك عن ما يحمله الوشم الامازيغي على المرأة الامازيغية من الجمال والجاذبية.


Amazigh Tattoo _ الوشم الأمازيغي




الوشم عند الأمازيغيات جمال ام هوية وخصوبة




أوشام تزين وجوه الأمازيغيات.. لماذا تحوّل إلى عار في المغرب؟ | MaghrebVoices





حقائق عن الوشم الامازيغي




أسرار و دلالات الوشم الأمازيغي




معاني الوشم عند الأمازيغ - Tatouage - Tottoo





الوشم الأمازيغي Amazigh tattoo