قصة انكيدو في ملحمة كلكامش
في ملحمة كلكامش .. كان انكيدو كثيف الشعر متوحش يهيم في البراري و كان صديقاً للحيوانات ، يعيش معها في الغابة ، و ياكل العشب و يشرب الماء مثلما تفعل الحيوانات ، حتى اعتبره الكثير من الباحثين انه يمثل اول طرزان عرفه التاريخ .. ولقد اشارت الملحمة انه على الرغم من سلوك انكيدو الحيواني ، الا أنه امتلك الهيئة البشرية وتمتع ببعض من العقل و التفكير فقد كان يكتشف المصائد و الفخاخ التي ينصبها الصيادين محاولين بها صيد الحيوانات.
و هذه الصفة العقلية في انكيدو تجعله مهيئ للتحول البشري الكامل
الغريب في الامر ان الملحمة اعتبرت ان من اهم طرق التحول من السلوك الحيواني الى السلوك البشري يتم عن طريق امرأة !
في ملحمة گلگامش ، قدم احد الصيادين شكوى ضد انكيدو ، للملك كلكامش بسبب تخليص انكيدو للحيوانات من فخاخ هذا الصياد ، فقرر كلكامش ان يرسل البغي "شامات" لإغواء انكيدو ، و فعلا نجحت شامات في إغواءه .. و بعد مضاعجة انكيدو للبغي في المعبد المقدس لمدة ستة ايام
و بعد ان ارتوى من اللذة الجنسية .. ادار وجهه نحو الحيوانات ، الا انه صُدم حيث رآى ان الحيوانات تنفر منه و تهرب بعيدا عنه بعد ممارسته للجنس !
حتى انه نسي اين و متى ولد..
هنا تحول انكيدو من مجرد إنسان متوحش معادٍ للتمدن مفضلاً حياة البراري ، الى انسان عاقل كامل يتمتع بكل الصفات البشرية
و كان السبب في هذا التحول امراة !
اذاً فان ملاحم بلاد الرافدين تنقل لنا فكرة ادراك سكانها اهمية المراة في التمدن و التحضر الكامل !
دراسة في ملحمة كلكامش __ للكاتب "محمد خليفة حسن احمد"