رفض البابليين الخضوع للفرس
على الرغم من أن كورش الفارسي قد حصل بسياسته الماكرة على تأيد من بعض البابليين وتأيد اليهود له ، لاسيما أنهم كانوا سببا لدخوله الى بابل بعد فتحهم بوابات بابل للجيش الفارسي ، إلا ان الكثير لم يرضَ بالخضوع فقد كانت الغالبية العظمى من سكان بابل ترى الفرس غزواً لا أكثر ، لذا ثار البابليين على الفرس ولم يرضخوا ومن اهم تلك الثورات:1)ثورة بابل الأولى:
(تشرين الأول 522 حتى كانون الثاني 521 ق.م)
اعلن اهل بابل الثورة على الفرس وانظموا تحت لواء زعيم لهم يدعى ندينتي-بيل الذي اعلن ملكيته على بابل وأطلق على نفسه اسم نبوخذ نصر الثالث حيث انه يمت بصلة النسب إلى نبونئيد زوج ابنة نبوخذنصر الثاني وقد افزع خبر هذه الثورة ، الملك الفارسي دارا الأول فقاد بنفسه الجيوش التي سارت لإخماد الثورة ويظهر ان هذآ الزعيم البابلي قد استحوذ على معابر نهر دجلة وشكل قوة نهرية لهذا الغرض ، ورغم استعدادته إلا ان دارا الأول نجح في عبور النهر وسار بأتجاه بابل بعد أن اوقع هزيمة بالثوار ولتنتهي بذلك الثورة البابلية الأولى.
2) ثورة بابل الثانية (أب 521 ق.م)
بعد فترة وجيزة من إنتهاء الثورة الأولى ثار البابليون مرة أخرى في آب في وقت كان دارا في ميديا وكان قائد الثورة يدعى اراقا وقد ادعى هذآ الرجل أنه نبوخذ نصر الرابع ابن نبونئيد وانه اتخذ لقب ملك بابل وقد بدأت الثورة في دوبالا جنوب بابل فأرسل دارا قواته لأخمادها ، و على اثر ذاك قُتل اراقا في 27 تشرين الثاني 521 ق.م ودخل الفرس المدينة ونهبوها وسرقوا احد قبور الملوك البابليين وقاموا بقتل 3000 رجل بابلي على الخازوق عقاب لهم على الثورة لتنتهي بذلك الثورة البابلية الثانية
3)ثورة بابل الثالثة والأخيرة( 482 ق.م)
بقيت بابل بعد فشل الثورة الأولى والثانية هادئة
طوال عهد دارا الأولى الا ان البابليين عادوا للاضطرابات
في أواخر عهده لتتحول تلك الاضطرابات إلى ثورة في
عهد احشويريش حيث ثار سكان بابل بقوة وقتلوا الوالي الفارسي زوبيروس وقد قاد هذه الثورة رجل إسمه بيل-شيماني الذي اتخذ لقب ملك بابل وملك البقاع لكن في النهاية تمكن احشويريش من اخماد الثورة والتنكيل بالثوار وقتلهم وتعذيبهم ودمر معابد بابل وأبنيتها الكبيرة وسويت بالأرض وتحطمت البنى التحتية لبابل تماماً لتنتهي بذلك
آخر الثورات البابلية على الفرس.
المصدر
كتاب سياسة الدولة الاخمينية