مصادر الخضوع لقانون الاخلاق
مصادر الخضوع لقانون الاخلاق 1-998
يقول نيتشه في كتاب (الفجر) صفحة 75 بترجمة محمد الناجي :
( التصرف الاخلاقي لا يعني إن المرء اخلاقي ! .. الخضوع لقانون الاخلاق قد يأتي نتيجة لغريزة العبودية او الغرور او الانانية او الاستسلام او التعصب او الطيش ، و قد يكون عملاً يدل على اليأس تماماً كالخضوع لسلطة ملك .. لا يحمل في ذاته أي معنى اخلاقي )
هذه الفكرة هي ضمن مفهوم ( ما وراء الخير و الشر ) الذي يُعتبر احد الافكار الرئيسية التي طرحها نيتشه في فلسفته .. و التي قام بموجبها بتحطيم مفهوم الاخلاق التقليدي السائد بشكل منطقي و فلسفي و اثار جدلاً واسعاً ، و اصبح هذا المفهوم محل دراسة و بحث لكثير من المفكرين و الفلاسفة من بعد نيتشه ..
دعونا نشرح هذا النص وفق السياق الفلسفي لنيتشه :
اولاً : نيتشه يُشير إلى أن بعض الناس يتبعون القوانين الأخلاقية بدافع الخضوع والتبعية، وليس بدافع قناعة داخلية بالأخلاق ، و صنف نيتشه هذا النوع تحت عنوان (اخلاق الضعفاء و العبيد ) ، هذا النوع من التصرف يأتي من رغبة في الطاعة والانصياع للأوامر بدون تفكير نقدي.
ثانياً : قد يتصرف بعض الأفراد بطرق تبدو أخلاقية بدافع من الغرور والرغبة في تحسين صورتهم أمام الآخرين، أو بدافع الأنانية لتحقيق مكاسب شخصية ، في هذه الحالة، يكون الدافع وراء التصرف الأخلاقي هو المصلحة الذاتية، وليس الالتزام الحقيقي بالقيم الأخلاقية
ثالثاً : بعض الأشخاص قد يتبعون القوانين الأخلاقية بشكل أعمى بسبب الخوف من العقاب أو الانتقام، أو بسبب تعصبهم لفكرة معينة دون التفكير في صحتها أو عدالتها ، هذا التصرف يكون ناتجاً عن الاستسلام للضغوط الخارجية وليس عن قناعة داخلية ..
رابعاً : في بعض الأحيان، قد يتصرف الفرد بشكل يبدو أخلاقياً نتيجة لليأس والشعور بعدم وجود خيارات أخرى. هنا يكون التصرف الأخلاقي نتيجة لحالة نفسية سلبية وليس عن قناعة بالعمل الأخلاقي ذاته.
بشكل عام .. نيتشه يرى أن التصرفات التي تتوافق مع القوانين الأخلاقية ليست بالضرورة نابعة من أخلاقية حقيقية أو أصيلة ، قد يكون الشخص يتصرف بطرق تبدو أخلاقية لأسباب تتعلق بالخوف أو المصلحة الذاتية أو التبعية، وليس بسبب التزام حقيقي بالقيم الأخلاقية.
بالنهاية .. الأخلاق الحقيقية تأتي من القوة الداخلية والإرادة الذاتية وليس من الانصياع الأعمى للقوانين أو الأعراف المجتمعية !!!


المصدر : مواقع إلكترونية