ردّ البروفيسور في علم اللسانيات عبد الرزاق دوراري على مقال الكاتب الروائي أمين الزاوي حول قضية الأمازيغية و اللغة الإنجليزية :
ضمن فعاليات صالون الكتاب في طبعته الأولى المقام بمدينة بوغني على شرف الأنثروبولوجي الجزائري " يوسف نسيب " ; ردّ البروفيسور و الكاتب عبد الرزاق دوراري ; المشتغل حول قضايا اللغة و الهوية بجامعة الجزائر المركزية ; و الذي قدم محاضرة حول أهمية العودة للغات الأم و ضرورة تثمين كل منطقة للهجتها . ردّ على سؤال أثير ضمن النقاش حول موقف الكاتب الروائي الجزائري أمين الزاوي في مقاله الأخير حول قضية إدراج اللغة الإنجليزية في الإبتدائي ; التي حسبه ما هي إلا خطوة أخرى من قبل القائمين على النظام ; من أجل وأد اللغة الأمازيغية في مهدها و قطع الطريق نحو تعميمها ; و إفشال مشروع تعليمها في الإبتدائيات عبر كامل ربوع الوطن ; بحجة عدم إستيعاب الطفل لأربع لغات في آن واحد .يجيب عبد الرزاق دوراري حول السؤال كما يلي : " الكاتب الروائي و صديقي أمين الزاوي في تحليلاته حول قضية الإنجليزية و محاربة الأمازيغية بها ; تحليلات خاطئة و مبالغ فيها بدرجة كبيرة .
إن التوجه نحو دراسة الإنجليزية في الإبتدائي لهي حتمية تاريخية فرضت نفسها على المجتمع الجزائري في ضل التحولات الكبرى و السريعة التي تشهدها المعمورة ; حتى و إن كان ذلك يبدو بأن الصراع الإيديولوجي للقوى العالمية هو من فرضها عليه . أو صراع بعض القوى الداخلية كذلك .
أنا لست مثل الذين يكتبون من أجل أن يعجبوا الناس من حولهم ; أو أن يحشدوهم لصفهم ; و يجمهرون نفوسهم و لو بتقديم الأكاذيب و التحليلات المغلوطة ; أو لكي يطالني النقد من جهة معينة لأرفع شعبيتي لدى جهة أخرى . لست ممن يسعون للترويج للمقولات الغير المنطقية بغية ضمان متابعة جماهرية واسعة و لو على حساب التماسك البنيوي للمجتمع .
أنا أقدم الحقائق المرّة ; و لا أخشى في ذلك لومة لائم . لا من قبل السلطة التي إستقلت من أكادميتها للغة الأمازيغية و التي شيدت بغير التوصيات التي قدمها الباحثون الأكفاء ; و تحولت من مشروع لترقية اللغة الأمازيغية و مخبر علمي للنهوض بها علميا ; إلى هيكل في أيدي السياسيين ; و لا أيضا خائف من إخواني الأمازيغ لأني في الكثير من الأحيان أتصادم معهم في الآراء . بل ضميري المهني يحتم علي ذلك و شعوري بالمسؤولية الأخلاقية يملي علي هذا .
الإنجليزية ضرورة تاريخية علينا التعامل معها على أساس أنها نافذة نحو العالم ; لكن لا ينبغي أن نتصور أننا بمجرد تخريج دفعات تعلمت الإنجليزية من الإبتدائي فهذا يعني أننا مستقبلا سيكون لنا علماء ; أو بحث علمي رصين . علينا أن ندرك بأنه ليست اللغات من تحمل العلوم بل هو الإجتهاد الشخصي ; و أقول هذا إنطلاقا من كوني كنت أستاذا للغة الإنجليزية في الجامعة قبل أن أتحول إلى البحث اللغوي و اللسانيات . و أمثلة كثيرة عبر ما يسمى العالم العربي تدرس عبر عقود باللغة الانجليزية لكنها ما يسمون بنخبتها لا ينتجون مقالات علمية باللغة الإنجليزية و لا تطورت بلدانهم بسواعدهم .
دعوكم من الإديلوجيا التي تذكي التفرقة من أجل ضمان سحب أكثر عدد من النسخ .
أما عن الأمازيغية ; فهي مشروع كبير و علينا التعامل معه على هذا الأساس ; و لا ينبغي التسرع كثيرا لرؤية النتائج ميدانيا ; ليس فقط لوجود المعوقات السياسية ; و الرفض الذي يطالها من قبل الأمازيغ الذين ينسبون أنفسهم لأقوام أخرى دون علم ; بل لأن الذين يشتغلون علميا لصالح اللغة الأمازيغية هم قليلون جدا بالمقارنة بالذين يشتغلون عليها سياسيا " .
ملاحظة:أولا نحن لا نناصر كاتب أو مفكر على حسب آخر لكننا نحترم أراء كل واحد ونعطي لهم كامل الاهتمام
أمين زاوي اعطى كامل رأيه حول التهريج الذي يخص اللغة الأنجليزية وكان تحليله الخاص أن الأمازيغية ستكون الضحية أي كبش فداء فالطفل ذو 8سنوات ليست له القدرة على استيعاب 4 لغات وهنا تبقى عملية فرز وخاصة أن معظم الأولياء لا يعرفون اللغة الأمازيغية لمساعدة أطفالهم .فقد يحرصون على تقديم لهم يد العون في العربية والإنجليزية والفرنسية لكن الأمازيغية تبقى في خبر كان؟
لكن رد عالم اللسانيات عبد الرزاق بوراري اعتقد أن فيه نوع من التجريح فليس كل من يدلي برأيه هدف توسيع شعبيته وعلينا أن نحترم رأي الآخرين وإن كانوا يخالفوننا ولا يمكننا اتهامهم باتهامات عشوائية دون أي حجة أو دليل.وحتى ما جاء به عبد الرزاق بوراوي مجرد رأي يحترم وليس كلاما مقدسا.