أمين الزاوي يكتب عن المرأة الأمازيغية
اعتبر الأديب الجزائري أمين الزاوي المرأة الحريصة الأولى على اللغة في كل بقاع العالم، مثنيا على المرأة الأمازيغية التي صنفها ضمن هذه الطينة، كما أكد أن الجنس اللطيف بداية لمسيرة المقاومة اللغوية ضد التفكك والاندثار، فقد عرف عن العائلات الأمازيغية التشبث الدائم بالدروب الواعرة .
في أخر ما كتبه ابن مدينة الزيانيين، قال «لقد حملت المرأة الأمازيغية هذه اللغة وصانتها أمام عنف اللغات الزاحفة. هرّبتها من سيف الغزاة فحفظتها في الصناعات الخزفية وفي معاني وأشكال الأوشام على أذرع ووجوه الرجال والنساء، وهدهدتها داخل الأغنيات الزراعية ساعة القطف أو الزرع كي تظل حية لا تموت، ودفدفتها في ألوان الألبسة والزرابي ساعة النسيج خلف النول.» وأكد صاحب رواية «مملكة الفراشة أنه على مدى عقود من الزمن تميزت الثقافة الأمازيغية بالطابع الشفوي فأنقذ الفولكلور نظامها اللغوي، وكانت المرأة مركز ها، مصدرها، موزّعها، القائم عليها وعسسها الأمين، ثم مع صعود الحركة الوطنية الجزائرية في عشرينات القرن الماضي ونضج بنيتها السياسية بعد أحداث 8 ماي 1945، بدأت القضية الأمازيغية تتجلى كأطروحة سياسية وطنية ابتداء من العام 1949، وهو ما عُرِف بالأزمة البربرية، وبدأت المطالبة بالهوية الأمازيغية كجزء مركزي في الثقافة الجزائرية. وتطرق إلى خلافات ما بعد الاستقلال، من حرب الإخوة الأعداء، وارتفاع صوت المطالبة بإعادة الاعتبار للثقافة واللغة الأمازيغيتين، وظهور جيل جديد من المثقفين، وتجدد الشعر الذي يعد تقليدا ثقافيا أمازيغيا عريقا كرّسه أمير الشعراء الأمازيغ السي امحند أو محند (توفي العام 1905).ولم ينس التنويه بإبداعات جيل من الأدباء والفنانين الذي ساهموا كثيرا في إسماع صوت الهوية الأمازيغية، على غرار الكاتبة مارغريت- طاووس عمروش (1913-1976)، بلعيد آيت علي، رشيد عليش، عمّار مزداد وسعيد سعدي وهو من الأوائل الذين نشروا رواية بلغة «معمري»، مرورا بنشاط الحركات الطلابية والنقابية العمالية، في سبيل استعادة اللغة الأمازيغية والاعتراف بها وترقيتها على المستوى التربوي والتعليمي والإعلامي.. وخصص حيزا كبيرا للكاتبة الراحلة ديهيا لويز (1988-2017) وهي روائية متميزة تكتب بالعربية وبالأمازيغية، خطفها الموت مبكرا. وعنها قال الزاوي «من أجمل نصوصها الروائية الجريئة بالعربية “سأقذف نفسي أمامك” و”جسد يسكنني”، ومن أجمل نصوصها بالأمازيغية رواية “بين سماء وأرض” التي حصلت بها على جائزة محمد ديب للعام 2016، وأذكر أيضا تجربة ليندة كوداش من خلال روايتها “ناس تاماكاهوت” التي حصلت على جائزة آسيا جبار 2016 ويجب التنويه أيضا بتجربة الروائي سالم زينيا وإبراهيم تازغارت صاحب نص “سالاس ونوجة” أول رواية مكتوبة بالأمازيغية تترجم إلى العربية