التتار في عهد أوكتاي يواصلون الزحف على البلاد الإسلامية  والصين و روسيا و أوربا .
التتار في عهد أوكتاي يواصلون الزحف على البلاد الإسلامية  والصين و روسيا و أوربا . 1717
وفاة أوكتاي و تولى كيوك خان .
--------------------------------------------------------------------
كان انتخاب أوكتاي بن جنكيز  خانا أعظم للمغول إيذاناً بشن حملة جديدة على ممالك الدولة الخوارزمية والقضاء عليها نهائياً، ومواصلة الزحف غربا .
وقسم المغول قواتهم إلى ثلاثة جيوش رئيسية :
فتح الجيش الأول ديار بكر، وأرزن الروم وميافارقين وماردين ونصيبين وسنجار، وقد تقدم هذا الجيش حتى بلغ ساحل الفرات،
واشتط جنود المغول في القتل والسلب والنهب دون أن يجرؤ أحد من سكان هذه المناطق على مقاومتهم أو حتى مجرد سماع اسمهم !!
 وقد استولى الرعب والفزع على قلوب الأهالي إلى الحد الذي يتضح فيما ساقه ابن الأثير من قصص تذكي لهيب الأسى في النفوس وتثير الشجون :cry:
تلك القصص التي قد يتوهم القارئ أنها سيقت على سبيل المبالغة لولا أنها جاءت على لسان مؤرخ يعتبر ثقة  فيما رواه، يقول:
ولقد حكى عنهم حكايات يكاد سامعها يكذب بها من الخوف الذي ألقاه الله سبحانه وتعالى في قلوب الناس حتى قيل إن الرجل منهم كان يدخل القرية أو الدرب وبه جمع كثير من الناس فلا يزال يقتلهم واحداً بعد واحد ولا يتجاسر أحد أن يمد يده إلى ذلك الفارس }
وأما الجيش الثاني فقد قصد مدينة ((بدليس)) وبعد أن أحرقها استولى على بعض القلاع المحيطة بخلاط وغيرها !
أما الجيش الثالث فقد سار إلى منطقة أذربيجان، وشرع يفتح مدنها الواحدة تلو الأخرى، وأخيراً صمم عل احتلال حاضرتها تبريز، فسلمت دون مقاومة في أوائل سنة 629هـ/1232م،

وذلك لأن الأهالي هناك لم يكونوا على وفاق مع السلطان جلال الدين وعندما تأكدوا من ضعفه ثاروا عل الحكام الخوارزميين وقتلوهم وقطعوا رؤوسهم وأرسلوها إلى المغول تقرباً إليهم
لهذا لم يكد الجيش المغولي يقترب من أبواب تبريز حتى سارع الأهالي إلى تقديم فروض الطاعة، وقدموا مختلف الهدايا من مال وقماش إلى قواد المغول ، وتعهدوا بأن يدفعوا لهم جزية كبيرة كل سنة،
 فما كان من المغول إلا أن وافقوا على هذه العروض، ودخلوا المدينة، ولكنها سلمت من التخريب، والتدمير إذا قيست بغيرها من المدن ،
وفي عام 632 ـ 633هـ (1234 ـ 1235م) دخل المغول إقليم إربل وغزوا حاضرته، إلا أن أهالي المدينة أسرعوا إلى القلعة، وتحصنوا فيها، فحاصرها المغول أربعين يوماً وأخيراً افتدى الأهالي أنفسهم بمبلغ كبير من المال ورحل المغول عنها عندما سمعوا أن المدد قد جاء من بغداد
---------------------
هذا يوكد الرأي القائل أن التتار تأخروا في غزو بغداد و فضلوا غزو آسيا الصغري (تركيا و أذربيجان و جورجيا) وروسيا و أوربا توهما لقوة الخلافة العباسية حسبما نقل إليهم الصليبيون من معلومات واكتفوا بمناورات العراق.
....جواهر
---------------------
وبعد ذلك انتقلت القوات المغولية إلى العراق في سنة 634هـ (1236م) وواصلت زحفها شمالاً حتى وصلت مدينة (سامراء)،
 فلما شعر الخليفة يتهدده الخطر، أسرع وأعلن الجهاد بعد أن جمع مجلساً من العلماء أفتوا بأن الغزو في سبيل الله خير من الحج إلى بيت الله،
 فكان أن تجمع جيش كبير بقيادة مجاهد الدين الدواتدار ، واستطاع أن يهزم المغول بالقرب من تكريت ما بين دجلة وجبل (حَمْرَين) وأن يفك أسر عدد كبير من المسلمين كانوا قد وقعوا في أيدي المغول أثناء قتالهم في إربل،
واقام المسلمون الاستحكامات المنيعة حول بغداد وعاد المغول الكرة وقصدوا بغداد عام 635هـ/1237م حيث هزموا المسلمين في الخانقين، وقتلوا عدداً كبيراً منهم، وعاد الباقون إلى بغداد ،
و استمر المغول في مهاجماتهم لجورجيا وأرمينية ودمروا وخرّبوا ولكن المغول عادوا وأحسنوا معاملة أرمينية وجورجيا وسلكوا معهما نفس السلوك الذي  سلكوه مع فارس وكرمان ؛
 وكذلك سيطر المغول سيطر كاملة على الأقاليم الشرقية من الدولة الخوارزمية، دون أن يجدوا أدنى مقاومة، فسلمت سجستان وغزنة وكابل وحدود السند ،
واستطاع المغول السيطرة على سلاجقة الروم عام 640هـ/1243م بعد انتصارهم عليهم في معركة عنيفة بموضع"كوسة طاغ" ووضع الأناضول بعدها في قبضة المغول وخضع السلطان غياث الدين لخان المغول وألتزم بدفع جزية سنوية له .
--------------------------------------------------------------------
فتح أقاليم الصين الشمالية :
بعد وفاة جنكيز خان نجحت أسرة كين في استرداد جزء كبير من مملكتهم، واتخذت مدينة (كاي فونج ) في إقليم هونان عاصمة لها،
 فلما تولى أوكتاي حكم المغول أعد العدة لفتح هذه البلاد، فسير جيوشه إليها سنة 627هـ/1229م، وذلك في نفس الوقت الذي كان جنوده في إيران يتعقبون السلطان جلال الدين منكبرتي ؛
 وقد تحرك أوكتاي بنفسه مع أخويه جغتاي وتُولوي إلى سهل (هوانج هو) الذي يطلق عليه المغول (فزاموران) ثم قسموا قواتهم إلى جيشين رئيسيين :
هجم الجيش الأول من الشمال بقيادة أوكتاي، واختار الآخر الهجوم على الجنوب بقيادة أخيه تولوي، وقد أسفرت المعارك عن انتصار المغول على قوات الصينيين انتصاراً ساحقاً وانتزعوا منهم مساحات شاسعة من الأراضي،
بعد ذلك عهد المغول إلى قائدهم المشهور (سبوتاي) بفتح العاصمة (كاي فونج)، وسقطت هذه العاصمة الكبيرة في أيدي المغول وقتل معظم سكان المدينة ولم يفلت منهم إلا القليل وكان ذلك في سنة 631هـ/1233م،
وعلى أثر ذلك تقدم الوزير الحكيم (يي ليو جوتساي) إلى أوكتاي ملتمساً ألا يأمر بتدمير المدينة، بل يلحقها بالأملاك المغولية، واستجاب لطلبه ،
وعند قيام المغول بحملتهم على الصين الشمالية كان حكام الصين الجنوبية من أسرة (سونج) يقدمون المساعدات للمغول طمعاً في أن يكون لهم نصيب في أراضي الصين الشمالية،
فلما خابت آمالهم، نشبت الحرب بينهم وبين المغول وكانت هذه فرصه سانحة للمغول للقضاء على هذه الأسرة أيضاً، وضم أملاكها إلى حوزتهم ولكن تم هذا في عهد خلفاء أوكتاي .
-------------------------------------------------------------------
المغول في أوربا
بعد أن عاد أوكتاي من الصين مظفراً، كون جيشاً عظيماً تعداده 150 ألف جندي أسند قيادته العليا إلى  باتو بن جوجي، وكلفه بفتح بلاد الروس والجركس والبلغار واقاليم أوربا الشرقية،
وكان القائد المغولي المشهور (سبوتاي) يتولى القيادة الفعلية وقد تمكن هذا الجيش من الاستيلاء على كل  المنطقة الواقعة بين جبال الأورال وشبه جزيرة القرم التي كانت موطناً للباشقرد والبلغار، وهزم حكام روسيا،
وأحرق مدينة موسكو، ودمر مدينتي سوزدال وفلاديمير، فاشتعلت النيران في سوزدال على حين شهدت فلادميرير عند سقوطها عنوة أفظع المناظر، إذ دارت المذبحة في كل السكان الذين لجأوا إلى الكنيسة وسط لهيب النار،
وبعد ذلك إنسابت الجيوش المغولية إلى مملكة أوكرانيا، فقلبوا هذه المناطق رأساً على عقب وعاثوا فيها تخريباً وفساداً، واستولوا على عاصمتها ( كييف ) في سنة 1240م  ودمروها تدميرا كاملاً !
ثم نهبوا إمارة غاليسيا الروسية، وبذلك سقطت في أيديهم روسيا بأكملها، واستمرت تلك المناطق الشاسعة خاضعة للمغول مدة قرنين ونصف حتى (1490م)
وبعد أن تم فتح روسيا، انقسمت جيوشهم إلى قسمين:
زحف القسم الأول على بولندا،
وتوجه القسم الثاني إلى المجر.
وقد تمكن القسم الأول من التغلب على جيش متحالف من البولونيين والألمان يبلغ تعداده 30 ألف جندي، واستولى المغول على مدينة ( بِرسلاو )
وتقدموا حتى مدينة برلين، بعد أنزلوا بالسكان الفناء والهلاك وبالمدن الخراب والدمار وفي هذا الاقليم وحده، جمعوا أكياساً ملأوها بآذان ضحاياهم وقتلاهم فبلغ مجموعها 270000 أذن أخذوها معهم دليلاً على ما كانوا يفخرون به من بأس وسطوة
وأما القسم الثاني فقد تغلب أيضاً في نفس الوقت على المجريين واستولى المغول على عاصمتهم ( بودابِست) وتقدموا إلى فيينا من جهة وإلى سواحل بحر الأدرياتيك من جهة أخرى،
--------------------------------------------------------------
وفاة أوكتاي خان
وبينما المغول سائرون في فتوحاتهم على قدم وساق في أوربا ؛  إذا بالأنباء ترد إلى أوربا تعلن وفاة أوكتاي في سنة 639هـ/1241م  .
وتم استدعاء باتو وسبوتاي لحضور القوريلتاي والاشتراك في انتخاب الخان الجديد،
 وبذلك سلمت أقاليم غرب أوربا من خطر محقق كان ينتظرها على أيدي هؤلاء المغول ..
 كان أوكتاي ولوعاً إلى أقصى حد بالشرب والإدمان على الخمر وقد تسبب هذا في ضعفه يوماً بعد يوم، ولم يتيسر للخاصة ولا الأصفياء منعه من ذلك، بل كان يكثر من الشراب رغماً عنهم .
 وعندما كانت جيوشه تحارب في أوربا، ظل مدة سبع سنوات عاكفاً على اللهو والمتعة والشراب إلى أن أثر هذا على صحته، وفي إحدى الليالي عندما حان أجله، أفرط في الشراب، فتوفي وهو نائم وكان ذلك في سنة 639هـ/1241م .
---------------------------------------------------------------------
النظم والإصلاحات التي تمت في عهد أوكتاي :
قام أوكتاي بعدة إصلاحات في البلاد المغلوبة على أمرها فقد ترك زمام الأمور في الصين في يد وزيره الحكيم (يي ليو جوتساي) الذي استطاع أن ينشئ في هذا الاقليم إدارة حازمة منظمة، مستعيناً في ذلك بالكتاب والعمال من الصينيين والأويغوريين والإيرانيين وأهل التبت،
كذلك نجح في تنظيم الشئون المالية، وضبط عمليات الداخل والخارج، وإلى هذا الوزير يرجع الفضل في إعداد ميزانية ثابتة للإمبراطورية المغولية،
 إذ ألزم الصينيين بأن يأدوا ضرائب معينة نقداً ونوعاً، بما يجري تقديره من اثواب الحرير وكميات الحبوب على حين يدفع المغولي عشرة في المائة مما يحوزه من قطعان الخيل والماشية والغنم،
ثم أنه شيد في مدينة بكين ( خان باليغ ) مدارس لتخريج شباب ذوي خبرة وكفاءة، وفيها كانوا يدرسون تعاليم كونفوشيس ،
ولما تم لأوكتاي فتح الصين الشمالية ولي عليها ( محمود يلواج )  كما نصب ابنه ( مسعود بيك ) حاكماً على إقليم ما وراء النهر،
 فقام الأب والابن بتعمير ما خربه المغول، وأخلصاً في خدمة الناس وإصلاح أحوالهم وإدارة تلك المناطق أحسن إدارة ،
وكان أوكتاي يميل إلى التعمير والتشييد وشرع في عام 631هـ/1234م في بناء عاصمة جديدة له وأمر بتشييد قصر شامخ في العاصمة الجديدة يبلغ طول كل ضلع من أضلاعه رمية سهم بعيد المدى،
وأقاموا في وسطه مقصورة عالية وأنجزوا ذلك المبنى في أكمل صورة وأتم نسق، ثم عكفوا على زخرفتة وتزيينه بمختلف فنون النقش والتصوير ؛
 وامر أوكتاي بأن يبني كل من الإخوة والأبناء وسائر الأمراء والملازمين له دوراً فخمة حول هذا القصر فامتثلوا جميعاً لأمره ؛
 وعندما تمت هذه المباني واتصل بعضها ببعض كونت مجمعاً عمرانياً رائعاً وكان ذلك بإشراف أمهر المهندسين الصينيين الذين قد أحضرهم معه ،
وطور أوكتاي نظام البريد وفكر في حفر الآبار على امتداد دروب الصحراء في آسيا الوسطى .
--------------------------------------------------------------------
 معاملة أوكاتي لرعاياه من المسلمين :
كان أوكتاي ملكاً  طيب المعاملة للمسلمين على حين أن أخاه جغتاي، كان لا يكف عن إيذاء المسلمين، وإلحاق الضرر بهم، وكان يود أن يستأصل شأفتهم من سائر البلدان،
 وتنفيذاً لهذه السياسة درج على تحريض كبار الشخصيات المغولية من الأمراء والقواد لكي يوشوا بالمسلمين عند أوكتاي حتى يتغير عليهم ويعمل على الخلاص منهم،
وذات يوم جاء راهب بوذي إلى الخان وقال له : إنه رأى جنكيز خان في المنام، وأنه يأمر ابنه أوكَتاي بضرورة العمل على هلاك المسلمين في جميع الأقطار ويوصيه بألا يتردد لحظة واحدة في تنفيذ هذا الأمر لأن المسلمين أصبحوا الآن كثرة، وسوف يكون على أيديهم القضاء على ملك المغول،
 فلما سمع أوكتاي هذا الحديث، وكان ذكياً ومحباً للمسلمين، أدرك بفراسته على الفور أن هذا الكلام كذب ومحض افتراء، وأنه من إيحاء أخيه الظالم جغتاي،
ثم دعا أوكتاي إلى عقد اجتماع كبير حضره كبار الشخصيات من المغول وحكام الممالك وأمر باستدعاء ذلك الراهب، وكلفه بأن يعيد سرد رسالة جنكيز خان على مسمع من الحاضرين ففعل،
بعد ذلك قال أوكاتي : ينبغي أن تكون لكل دعوى حجة وبرهان حتى يتبين الصدق من الكذب، والصحة من السقم فأمن الجميع على ما قال أوكتاي،
ثم توجه الخان إلى الراهب وسأله : أتعرف المغولية أم التركية أم الإثنين معا ً؟! ..
فأجاب الراهب : إنني أعرف التركية فقط، !
عندئذ قال أوكاتي : إن جنكيز خان كان لا يعرف سوى المغولية وأنت لاتعرف سوى التركية، فبأية لغة إذن بلغك هذا الأمر ؟!  هل بالمغولية أو بالتركية ؟!
فلما تأكد الراهب أنه قد افتضح أمره، لم يحر جواباً، واعتراه الخجل وعلى هذا اتضح للجميع كذبه ونفاقه؛
 ولكن أوكتاي لم يدع هذه الفرصة تمر دون أن يلقن هذا الراهب درساً لاذعاً في الأخلاق فقال له :
 إنني لن أستبيح دمك احتراماً لأخي جغتاي، فعد من حيث أتيت، وقل لجغتاي وزمرته: أن كفواً أيديكم عن إيذاء المسلمين لأنهم إخوتنا وأصدقاؤنا وقد استمدت مملكتنا القوة منهم وبعونهم أصبح العالم مسخراً لنا وطوع أمرنا.
ويروى أيضاً أن المغول كانوا أصدروا قراراً بألا يذبح أي شخص الخراف والحيوانات الأخرى التي يؤكل لحمها كذبيحة المسلمين، بل تشق صدورها وأكتافها، وذات يوم اشترى رجل مسلم خروفاً من السوق، وأخذه إلى البيت، وأوصد الأبواب، ثم سَمّى ـ الله ـ وهم بذبحه،
 واتفق أن راه في السوق رجل تركي من القبجاق، فتعقبه وتسلق السطح، وقيد ذلك المسلم وسحبه إلى بلاط القآان، فأرسل القآان نوابه للتحقيق، وعندما أطلعوه على ما جرى قال : إن الرجل الفقير قد احترم القانون ﻷنه ذبح سرا ، وهذا التركي ترك القانون، لأنه صعد إلى دار الفقير، وبهذا نجا المسلم وقتل القبجاقي !!

--------------------------------------------------------------------
تولى  كيوك خان (644 ـ 647هـ = 1246 ـ 1249 م):
على أثر وفاة أوكتاي، اضطربت أحوال المغول، واختلفوا على من يخلفه على العرش، فالأمير "باتو" ملك خانات روسيا ووداي القبجاق وأحد كبار الأمراء البارزين في أسرة جنكيز خان لم يكن يميل إلى أن يتولى عرش المغول أحد من أسرة أوكتاي،
كذلك كان يرغب"كوتان" الابن الثاني لأوكتاي في تولي هذا المنصب بعد أبيه، وكان هناك فريق آخر يرى التقيد بوصية الخان الراحل، واختيار حفيده الطفل"شيرامون" ليكون خاناً، أعظم للمغول،
ونظراً لمرور وقت طويل دون أن يستقر المغول على رأي معين بخصوص هذه المسألة وبسبب غياب كيوك الابن الأكبر عن المقر الأصلي للمغول، تهيأت الفرصة للطامعين في تولي هذا المنصب وكان من بينهم أوتجكين أخو جنكيز خان،
إذ أراد أن يغتصب العرش بالقوة، وتوجه لتنفيذ هذه الخطة إلى معسكر القآان بجيش جرار مزود بالعدة والعتاد، فهاج الجند والأتباع ،
وما أن علمت توراكينا خاتون أرملة جنكيز بهذا التدبير، حتى بادرت بإرسال الرسل إلى أوتجكين تعتب عليه في رفق، وتعمل على استمالته إلى جانبها،
فنجحت في هذا السبيل، إذ ندم أوتجكين ومهد سبيل الاعتذار، ثم قفل عائداً إلى موطنه، ولكن توراكينا خاتون لم تأبه بهذه المحاولات، وصممت على أن يتولى ابنها كيوك هذا المنصب،
ولبلوغ الغاية، صارت تبذل قصارى ما في جهدها لمدة تربو على أربع سنوات في سبيل اجتذاب الأقارب والأمراء بأنواع التحف والهدايا حتى ضمت الأغلبية إلى صفها ، وصاروا رهن إشارتها،
كذلك سنحت لها الفرصة للتخلص من كبار الشخصيات والولاة الذين كانوا ضد سياستها وكانت لها حاجبة تدعى"فاطمة" أصلها من مشهد طوس، ثم ألحقت بخدمتها،
وكانت هذه المرأة غاية في الذكاء والكفاءة وموضعاً للثقة التامة، وكاتمة أسرار الخاتون، وكان عظماء البلاد يتخذونها أداة لتحقيق أغراضهم،
 فأخذت توراكينا خاتون تعزل بمشورة تلك الحاجبة الأمراء وأركان الدولة ممن كانوا يتقلدون المناصب الكبرى في عهد أوكتاي ؛
وعندما تأكدت"توراكينا خاتون" من أنها أصبحت تملك الورقة الرابحة ووجدت أن الظروف كلها مهيأة لنجاح خطتها، أرسلت الرسل إلى كبار الشخصيات المغولية من جميع الأطراف والأمصار لحضور جلسة القوريلتاي التي سوف ينصب فيها كيوك رسمياً خاناً أعظم .
---------------------------------------------------------------------
تنصيب  كيوك  خاناً أعظم للمغول ثم وفاته و تنصيب منكو خان ؛ و التحالف المغولى الصليبي .
تابعونا #تاريخ_التتار_جواهر (12)