ماذا يعني "عالم"؟
أكبر خطأ شائع يردده العرب و المسلـ .ـمين هو إطلاق صفة "العلماء" على رجال الدين، بصفتهم مختصين في هذا العلم "المُبهم الخطير"!تسمع كثيراً عن مجموعة من الشيوخ و رجال الدين يُطلق عليهم: (هيئة علماء المسلـ .ـمين) أو (إتحاد علماء المسلـ .ـمين) أو (كبار علماء المسلـ .ـمين) أو جمعية العلماء المسلمين ).
رجال الدين ليسوا علماء و لا يُمكن أن يكونوا كذلك، و لا يحق لهم أصلاً هذا اللقب.
ماذا يعني "عالم"؟
العالم هو الإنسان الذي يتسائل ثم يبحث ثم يقرأ ثم يُفكّر ثم يُفسّر ويقوم بالتجربة ثم أخيراً يكتشف،ويبذل جهوذا فكرية متواصلة دون ملل وكل ذلك يتمحّور في (النظريات العلمية حصراً) و بعد ذلك يُقدّم خلاصة علمهُ للبشرية لتسهيل حياتهم.
أما رجل الدين فهو يروي بعض القصص, و يحفظ بعض النصوص و يقصّها على الناس، و بالطبع يُفضّل أن يتميز بإسلوب "الخطابة" حتى يتبعه أكبر عدد من البسطاء.وهذه النصوص والروايات التي يقدمها جاهزة ولا تتطلب منه أبحاث وتجارب فهو مقيد ولا يمكنه تجاوز النصوص المقدسة فيبقى في دائرة مغلقة !
أمّا العالم فلا يحتاج إلى الخطابة و لا أي أسلوب مميز في الإلقاء، لا يحتاج إلى الكلام أصلاً، يكفي أن ينشر بحثه فقط بالاعتماد على الأجهزة العلمية المخبرية ومن خلالها يتوصل إلى المعرقة العلمية فيكتشف منفعة تفيد كل البشرية وكل الكائنات الحية .
رجل الدين يجب أن يتميز بالإلقاء، رجل الدين "حكواتي"ما يلقيه يردده آخرين هي أفكار ثابتة لا تستحدث و ليس بعالم.
حتى المتدين الذي يقرأ الكثير من الكتب الدينية، ليس شخص "مفكر" كما يعتقد الكثير، بل "حفيّظ" فهو لا يحاورك بتفكيره و إستنتاجاته و تحليلاته، بل ينقل ما سمعه من شيوخهُ و مُعمميهُ و مراجعهُ .. مثل (الحكواتية) تماماً.
والفرق بين العالم ورجل الدين تتمثل في أن الأول باحث ومنتج وبالتالي يقدم للناس الفائدة والمنفعة العامة بينما الثاني مجرد مستهلك يسرد نصوصا وروايات دينية ألفنا سماعها.