محاكمة سعيد جاب الخير..يعني. تحديد إتجاه مسار الجزائر؟
ما هي نتائج و عواقب محاكمة الأستاذ جاب الخير
لأول مرة في تاريخ الجزائر الحديث يحاكم أستاذ جامعي على ما أنتج من أفكار و ما قدم من نقد معرفي ، فرغم محاولات عديدة في السابق من قبل التيار الظلامي ملاحقة بعض المفكرين و الأدباء إلا أن محاولاتهم كانت تجابه و تجمد كنتيجة لعدم نضج التناقض بين مشروعي المجتمع
ما قاله و كتبه رشيد بوجدرة و ميموني و كاتب ياسين و مقبل و جاووت و مولود معمري و معتوب الوناس.... يعد بحر امام ما قاله و كتبه جاب الخير.... لكن لم يجرأ تيار الظلامية سواء في السلطة او المجتمع المساس بهم !
اليوم حدة التناقض بين أجنحة السلطة ادت الى هذه المواجهة....ابدا محاكمة جاب الخير ليست محاكمة شخص من قبل اشخاص...هي محاكمة تيار سياسي حداثي من طرف تيار ظلامي اسلاموي
لقد سرع تضافر ثلاث عوامل : الحراك الشعبي و أزمة السلطة و النقاشات العالمية الخاصة بجائحة COVID-19.... ما تبعه من كثافة النقاشات الجادة و الحادة بين تياران اساسيان في المجتمع الجزائري من قمة السلطة الى مختلف شرائح المجتمع من نضج التناقض الحاد بين مشروع مجتمع يريد بناء مجتمع الحداثة و المواطنة و الديمقراطية و بناء أركان الدولة العلمانية الحديثة و ثانيا أنصار مجتمع الدولة الثيوقراطية ( الدينية ) بكل تيارات هذا المشروع من اقصى التيارات الظلامية الى منظمات الإخوان المسلمين و السلفيين
محاكمة الأستاذ جاب الخير....نقطة مفصلية تاريخية بوادر نتائجها بدأت في الظهور
أولا : سينقسم المجتمع الجزائري بصفة عمودية متباينة الى تياران سياسيان متناقضان حول نمط الدولة الجزائرية التي يريد بنائها المجتمع الجزائري و سنعود للنقاش السياسي الذي كتمه قادة الثورة التحريرية و المشاركين في مؤتمر طرابلس و الذي أنتج الدولة الهجينة تفاديا للخلاف حول ماهية الدولة العلمانية التي يريدها الجزائريين.
ثانيا : سيتابع العالم كله هذه المحاكمة و النقاشات التي ستصاحبها و نتائجها لأنها تشكل صورة واضحة و كاملة لمستقبل الجزائر....نتائج هذه المحاكمة ستفكك التحالفات السياسية للاحزاب و التيارات السياسية الجزائرية و تعيد تشكيل تحالفات جديدة
ثالثا : نتائج هذه المحاكمة ستدخل في حسابات علاقات كل دول العالم مع الجزائر..... نتائج هذه المحاكمة سيكون عامل حاسم في قرار استثمار الاجانب في الجزائر :thinking:
نتائج هذه المحاكمة ستسرع مسار تاريخ الجزائر فأما انها سوف تحسم الكثير من النقاط العالقة و نتجه صوبا لبناء المستقبل و الدولة الحديثة و مجتمع الحداثة و المواطنة أو نشهد هجرة جماعية لغالبية المفكرين و الاساتذة الجامعيين و الاطارات و الطاقات الحية للمجتمع الجزائري و هجرة كل المنتجين و الصناعيين و نعود للانحطاط الفكري و الظلامية
سأكون صادقا معكم ... ان كل ماهو إيجابي منتج سيهجر من الجزائر.... في حالة سيادة الفكر الظلامي في أرض ثورة التحرير !
Hidouche Ali le 09/02/2021