المرض الهولندي أو المتلازمة الهولندية
لقد كانت هولندا أو البلاد المنخفضة كما يسمّونها بلدا صناعيا بقطاعات نشطة بُعيد نهاية الحرب العالمية الثانية. وفجأة في نهاية 1950 تم اكتشاف حقل ضخم للغاز بإقليم غرونينغن وبحر الشمال ، بهذا الاكتشاف استأنفت هولندا مشاريع ضخمة لاستغلال الغاز والاستثمار فيه بوتيرة متسارعة وبسرعة أصبحت بلدا مصدّرا للغاز الشيء الذي جعل مداخيلها من العملة الصعبة تتضاعف على نحو غير مسبوق. وكنتيجة لتزايد المداخيل من العملة الصعبة وارتفاع ثروة البلد تحسن المستوى المعيشي لسكان البلد والرفاه الاجتماعي ، لكن بالرغم من الأرباح التي جناها البلد من ازدهار تصدير الغاز الطبيعي ، تدفق العملة الصعبة نحو البلد زاد من قيمة سعر صرف عملة هولندا مقارنة بالعملات الأجنبية الأخرى ، هذا التحسن الملحوظ في سعر صرف العملة الوطنية جعل من السلع والخدمات خارج الحدود (في بلدان أخرى) رخيصة مقارنة بالسلع والخدمات المحلية (هولندا) وهو ما جعل قطاع الصناعة أقل تنافسية وأشرف على الإنقراض ، وهذه الحالة أضرّت بالبلد ، بأن جعلت اقتصاد البلد مرتبط عضويا بقطاع واحد استخراجي يشغل عدد محدود من اليد العاملة (البطالة التقنية) ، وأول من تنبّه
لهذه الحالة الشاذة التي آل إليها إقتصاد هولندا هي أسبوعية "ذي إكونومسيت سنة 1977 بأن وصفت حالته بـ:"المرض الهولندي" ثم درج علماء الاقتصاد على استعمال هذه التسمية لتشخيص حالة اقتصاد بلد مريض يعتمد فقط على قطاع استخراجي وحيد.
المهم، هذا "المرض الهولندي" كان بمثابة وعكة صحية عابرة بالنسبة لهولندا لأنه تم تشخيص المرض ووصف العلاج وشفي اقتصاد البلد. المشكل هو بالنسبة للبلدان الإفريقية التي مرضها الهولندي هو مرض مزمن وبالرغم من ذلك يسمونها
بلدان سائرة في طريق النمو وليس بلدان "ربي يجيبلها الشفاء
.
المصدر : منشور أستاذ الإقتصاد بجامعة بجاية "هشام كبيش"
La MALÉDICTION des MATIÈRES PREMIÈRES (MALADIE HOLLANDAISE) l DME
la maladie hollandaise