قراءة في كتاب : الطوارق عائدون لنثور
 الطوارق عائدون لنثور 1-42
قراءة في كتاب : الطوارق عائدون لنثور
المؤلف: الطوارق عائدون لنثور
المؤلف: التنبكتي
الكتاب: من الحجم الصغير عدد صفحاته 80 صفحة
تاريخ الإصدار: 2006
صورة الغلاف: عبارة عن صورة شخص بلباس الطوارق
مقدمة الصفحات عبارة عن إهداء وتقديم من طرف عبد الله حيتوس رئيس منظمة تامينوت
قبائل الطوارق إموهاغ : واقعهم أصولهم موطنهم ثوراتهم
يؤكد الكاتب أن الحديث عن سكان الصحراء لا يخرج عن إطار أن حضارتهم انقرضت وحلت محلها شعوب مهاجرة، وهناك من ينظر إليهم أنهم متمردون يهددون استقرار المنطقة. هذه الفكرة يمكن دحضها من خلال تطرق الكاتب للمصادر التاريخية والمناهج اللغوية ودلالاتها التاريخية.
 الطوارق عائدون لنثور 1548
رهان الطوارق 2006
قضية الطوارق من القضايا التي همشت من طرف العالم بسبب سياسة الاستعمار التي قسمت الطوارق بين عدة دول، ومنذ ذلك الحين وهم يصارعون الأنظمة الشمولية وقسوة الطبيعة.
الحركة الطوارقية والدول المحيطة أية علاقة
المغرب والطوارق
تتجلى علاقة المغرب والطوارق في فوز الكاتب إبراهيم الكوني بجائزة محمد زفزاف الأدبية بأصيلة سنة 2005.العلاقة بين الطرفين تعود إلى الخمسينات حينما التقى الأمير الطارقي الأمنوكال بالراحل محمد الخامس، هذا الأمير ومنذ ذلك الحين وهو مستقر في المغرب. كما قدم المغرب دعما ماديا للطوارق في تكوين الأطر العسكرية. وبالمقابل ساهم الطوارق في سحب اعتراف دولة مالي بالبوليساريو.
الطوارق والجزائر
يشغل الطوارق ثلاثة أرباع من المساحة، منطقة تواجدهم غنية بالثروات الطبيعية، وتعتبر كذلك منطقة سياحية بامتياز ولكن رغم ذلك لم يستفد الطوارق من هذه الامتيازات وهذا ما تسبب في قيام احتجاجات وتمردات ضد الدولة الجزائرية التي ردت عليها بتهجير الساكنة واختطاف النشطاء التوارقيين مثل اختطاف رئيس جمعية طارق بن زياد والمحامي الذي كان في طور إعداد ملف حول الآثار التي خلفتها التجربة النووية الفرنسية خلال الخمسينات.
الطوارق ومالي
حدثت مجموعة من الانتفاضات من طرف الطوارق على الحكومة المركزية رغم مجموعة من الاتفاقيات فإنها لم تطبق، وهذا ما جعل الطوارق يحتفظون بالسلاح لأنه الضامن الوحيد لإرغام السلطة على تنفيذ وعودها .
الطوارق في النيجر
سيناريو الطوارق في مالي يتكرر في النيجر فالاتفاقيات لم تحترم، رغم توزير شخصيات من أصل توارقي لم يمنع من وقوع مواجهات بين الطرفين كان آخرها سنة2005. وبعدها وقعت اتفاقية بين الطرفين بوساطة ليبية من بين شروطها إطلاق سراح مقاتلي الطوارق وإصدار عفو عام ومنح المقاتلين رتب عسكرية مقابل نزع السلاح.
الطوارق وليبيا
استفاد طوارق ليبيا من التكوين في مجالات متعددة ظلوا أوفياء لإخوانهم الطوارق في مالي والنيجر .
الطوارق والجماعات الإسلامية
منطقة الطوارق كانت بعيدة عن الأحداث التي عرفتها المنطقة في صراعها مع الجماعات الإسلامية، و بعد تحولت المواجهة إلى الصحراء لاستهداف آبار البترول والمصالح الخارجية،وكانت الدول دائما ما تتهم الطوارق. ولكن النقطة التي أفاضت الكأس وبينت بالملموس أكاذيب الدول المركزية هي اختطاف 31 سائح ألماني الذين حرروا بمساعدة من الطوارق.
إموشـــــــاغ

الجذور التاريخية
حسب التمبكتي هناك خلاف بين الباحثين حول أصل الطوارق وهذا الاختلاف نلخصه على شكل نقط :
- الطوارق ينحدرون من أصل الجارامانت
- أهل الطوارق من الأمازيغ
- إبن خلدون ينسب الطوارق إلى قبيلة صنهاجة ويقول ـ هذه الطبقة من صنهاجة هم الملثمون المواطنون بالقفر وراء الرمال
- أغلب المؤرخين يؤكدون أن الطوارق أصلهم أما زيغي من شمال إفريقيا
مصدر التسمية
أكد المؤلف أن هناك اختلاف حول تسمية الطوارق
- لأنهم طرقو الصحراء وتوغلو فيها
- نسبة إلى طارق بن زياد وجيشه
- تركو الوثنية ودخلوا في الإسلام
- نسبة إلى إسم منطقة هي واد ورغة وتعني الأرض الخصبة
لكن ورغم هذا الاختلاف فأغلب الآراء تؤكد على أنهم جنس راق وفرسان على درجة عالية من الشجاعة، إلى جانب أنهم هم السكان الأصليون لمنطقة الأزواد وهذا ما أكدته المادة التاريخية .
إشتهر الطوارق بلثامهم، وهناك من يفسر ذلك تفسيرا دينيا أو كطريقة للوقاية من العواصف أو لإخفاء الوجه من العدو.
اللغة الطوارقية تماشق
يتكلم الطوارق لغة من أصل أما زيغي فهي وسيلة للتعبير الأولية وللكتابة بحروفها الأصلية تيفيناغ ـ كتابة العقود تسجيل الملكيات .....ـ .هناك من يرد أصلها إلى العربية أوالفينيقية، لكن الأبحاث الأثرية تؤكد وبكل وضوح أن الشعب الطارقي شعب أمازيغي مسلم لغته الأمازيغية وحروفها تيفناغ التي يرجع وجودها إلى أزيد من 3000 سنة ق. م.
الطوارق وتحريف التاريخ
للطوارق رصيد تاريخي وثقافي متميز ورغم ذلك فالباحث يصطدم بندرة الكتابات التي تؤرخ لهذا الشعب .رغم غناه نجد إنعدام لمحاولات التأريخ على يد أصحابها وهذا ما فسح المجال لبعض المحتالين لكتابة تاريخ الطوارق انطلاقا من إيديولوجية الأنظمة السائدة بدون الرجوع إلى ما أرخه القدامى والمحفوظ منذ القدم، والنموذج هي مكتبة تكزيرت وهي مكتبة طوارقية مكتوبة بحروف تيفيناغ موجودة في منطقة أكادز دونت فيه تقاليد عادات أسماء السلاطين والقبائل ....وهذه المكتبة موجودة إلى يومنا هذا .
الطبقات الاجتماعية
يتكون الطوارق من مجموعة قبائل كل قبيلة على رأسها أمير الأمينوكال وهو الحاكم العام حكمه وراثي.
في المرتبة الثانية نجد أكليد يحكم ويحمي مصالح قبيلته ويفرض الأحكام.
الفرسان:عملهم الوحيد هو الحرب وحراسة القوافل.
رجال الدين: لهم مكانة محترمة داخل القبيلة مهمتهم تدريس الشريعة الإسلامية وإمامة المصلين.
العبيد والجواري: هم أسرى الحرب.
الحرفيون: هم الصناع بعضهم يتقنون الكتابة ونجد منهم من إرتقى إلى درجة أمير أغلبهم من اليهود .
العائلة: تتألف من رب الخيمة زوجته وأولاده الأغنياء منهم يضيفون العبيد.المرأة تلعب دورا مهما على صعيد الأسرة أو المحيط الاجتماعي.
العادات والتقاليد
 الطوارق عائدون لنثور 1-43
لا تختلف عادات وتقاليد الطوارق عن سكان ثامزغا، مجتمعهم منفتح يلتقي شباب التوارك بالشابات في المناسبات وخارجها يستمتعون بالأغاني والعزف. وللمرأة لها الحق في إختيار الزوج، لهم طريقة خاصة في الزواج حيث البداية من رحلة الشاب و أصدقائه وأهله إلى خيمة العروس ويرسل شابين إلى عائلة العروسة للموافقة على الزواج.
الحياة الاقتصادية
يشتغل أغلب الطوارق بتربية المواشي، طعامهم الرئيسي هو اللبن واللحم هم لا يحسنون كثيرا الزراعة والصيد كما أنهم معروفون بالتجارة .
يسكن الطوارق خياما مصنوعة من الجلد والقش، لهم موروث شفهي متميز من أشعار وأغاني تناقش مواضيع مختلفة الحرب الحب الصحراء... يغنون أشعارهم على الطبول التندي أغنب مزمار. والهدف عندهم الترفيه ولكل جلسة أو مناسبة ولها أشعارها.
تكوين الفارس
لم يكن للطوارق في القدم أي تنظيم عسكري باعتبار أغلبهم من الفرسان مهمتهم حماية القبائل.الطفل الطوارقي ما إن يبلغ سن العاشرة حتى يخصص من وقته دروس في فنون الحرب .
أثناء الغزو الأجنبي يكون هناك تماسك قوي بين القبائل وهذا ما جعلهم يلحقون هزائم في صفوف الغازي نموذج فرنسا ،كما أن الطوارق لم يتأثروا بسياسة فرنسا في المنطقة على جميع الأصعدة بل حافظو على نمط عيشهم وهويتهم، و يتجلى ذلك في رفضهم التدريس الفرنسي والقتال إلى جانبهم لبسط نفوذهم ومصالحهم في المستعمرات.
ثورة كيدال
بدأت من طرف شباب كيدال سنة 1961 في عهد الرئيس موديبوكيا، وسرعان ما انتشرت في مناطق أخرى .بوسائل بسيطة كبدو الجيش الحكومي خسائر باعتمادهم حرب العصابات، لكن تدخل دول الجوار على المستوى العسكري قامو بمحاصرة الثورة كان نتيجتها عقاب جماعي ومجازر في حق ساكنة المنطقة ـ قتل الماشية تسميم آبار المياه التهجير....
بعد الإنقلاب الذي قام به موسى تراوري توقف العنف ضد الطوارق ونهج سياسة جديدة في تهميش منطقة التوارك، بالمقابل أشرك بعضهم في الحياة السياسية .رغم تفشي المجاعة والعطش فالحكومة المركزية لم تقدم أي دعم أو مساعدة للساكنة بل تعدت وقاحتهم إلى الإتجار بمعانات الطوارق في المحافل الدولية كل هذا لهدف وحيد وهو تهجير الساكنة.

إعداد : جمال عتوتي



المصدر:مواقع ألكترونية