هل تعلمون ان مليون اوروبي عاشوا عبيدا في الجزائر بين القرن السادس عشر والثامن عشر قبل احتلال الجزائر ؟
هل تعلمون ان مليون اوروبي عاشوا عبيدا في الجزائر بين القرن السادس عشر والثامن عشر قبل احتلال الجزائر ؟ 1484
الجهاد البحري والذي يسميه الجانب الاوروبي قرصنة كان نتيجة طبيعية لسقوط الاندلس وطرد الالاف من سكانها واستمرار الحملات الصليبية على الدول الاسلامية في شمال افريقيا حيث شكلت عاصمة الجزائر التي لقبت بدار الجهاد راس الحربة في الجهاد البحري ،ورغم انتشار القرصنة في اوروبا فان الاروروبيين ظلوا يلصقونها بالمسلمين وبالجزائريين خاصة رغم ان معظم المدن الساحلية الاوروبية كانت تمارس القرصنة
ومع ذلك لا اعتبره جهادا بل قرصنة ولصوصية فطرد الآلاف من الأندلسيين ليس مبررا فدول شمال أفريقيا حين استرجعت سيادتها لم تحتفظ بالمستعمرين فتم طردهم إلى بلادهم من جهة ثانية أن دول أوربا وأمريكا ليست لهم أي ذنب في طرد الموريسكيين ولا في تنصيرهم أو إكراههم عن دينهم ولا إبادة هوية اتجاههم.
وهذا الفعل لا يعد جهادا ماداموا هم المعتدون على الطرف الآخر الآمن في سيره .فالجهاد يشترط إذا هاجمك غاز للاستلاء على أرضك طمعا في ثرواتك ومحاربة دينك والقضاء على هويتك
كان يعيش في مدينة الجزائر وسكانها المائة ألف، خلال منتصف القرن السابع عشر، قرابة ثمانية وأربعين ألف عبد. كانوا يعملون لدى العائلات الغنية في العناية بالحدائق وتقديم المشروبات وخدم بيوت لمساعدة النساء فضلا عن الطبخ والخدمة. أمّا البحارة فكانوا يعملون في التجديف على المراكب أو العمل بمقاطع الحجر أو في الحقول و لا يحصل على الحرّية إلا من تمت فديته او اعتنق الاسلام وتم تحريره من سيده
كانت الكنائس الأوروبية تخشى على الجانب الروحي للعبيد، وكانت ترسل رجال دين إلى الجزائر من أجل تثبيت الاسرى على المسيحية وخلال قرون نشأ نظام واضح المعالم بقواعد وأسعار ثابتة.
واضطرت معظم الدول الاوروبية لتاسيس خزائن لتحرير الاسرى منها خزينة تحرير البحارة بهامبورغ والتي ظلت تعمل طيلة ثلاثة قرون لتحرير الاف العبيد الاوروبيين بالجزائر
هذا الوضع اجبر المانيا على توقيع معاهدة سلام مع الجزائر في القرن السابع عشر واصدار عملة احتفالا بهذا الحدث عام1751م لتامين مرور سفنها ، كما ظهرت في فرنسا منظمة الثالوث الاقدس و كانت تنكفل بجمع التبرعات وتحرير الاسرى الفرنسيين بالجزائر وفي الدانمارك وأراضيها التابعة لها بمنطقة هولشتاين أنشئت أيضا صناديق تحرير العبيد في بداية القرن الثامن عشر.
هل تعلمون ان مليون اوروبي عاشوا عبيدا في الجزائر بين القرن السادس عشر والثامن عشر قبل احتلال الجزائر ؟ 1-70
كان البحارة الذين يقعون في الاسر يبلغون أسعارا عالية في أسواق العبيد. وكان ربابنة السفن والقائمون على المقصورات أو ضاربو المدافع مطلوبين بشكل خاص وعلى مدى قرون اعتنق الاف الاسرى الاسلام واندمجوا في المجتمع الجزائري وصار بعضهم رياس بحر مرموقين ونقلوا تقنيات جديدة في مجال صناعة السفن وفي استعمال المدفعية و فن الملاحة ومن اشهر الاسرى الاوروبيين الذين اندمجوا في المجتمع الجزائري واعتنقوا الاسلام ووصلوا لمراتب مرموقة
حسن اغا الايطالي الذي ولد بسردينيا وشغل منصب حاكم الجزائر وتصدى لحملة شارل الخامس
مراد رايس وهو اسير هولندي الاصل واسمه جان جانزون قبل اسلامه وشغل منصب اميرالا في البحرية الجزائرية
الحاج حسين واسمه ميزو مورتو وهو إيطالي اعتنق الاسلام
ألج علي باشا وهو ايطالي الاصل
الرايس حسان قورصو وهو كورسيكي الاصل
الرايس حسان فينيزيانو وهو ايطالي
علي بتشين و هو إيطالي اعتنق الاسلام ومثلهم الالاف من الاوروبيبن الذين كافحوا واصبحوا مواطنين جزائريين ورفضوا العودة لاوطانهم الاصلية
امتد نفوذ رياس البحر الجزائريين للمحيط الأطلسي نحو الشمال فوصلوا شواطئ بريطانيا بداية من عام 1600م حيث وصلوا سنة 1627 إلى إيسلندا واسروا 400 شخص ونقلوهم للجزائر ليتم تحريرهم عام 1635م بعد ان دفع ملك الدنمارك الفدية كما وصل بحارة الجزائر لايرلندا ردا على هجمات بريطانية ضد الجزائر واسروا بعض سكّان الجزر معهم إلى الجزائر. كما وصلوا إلى مصبّ نهر الإلب حسب مؤرخي هامبورغ هذه السيطرة البحرية الجزائرية اجبرت معظم الاساطيل الهولندية والفرنسية والقوى البحرية الأوروبية الاخرى لدفع الإتاوات للجزائر لتامين مرور سفنها،استمرت سيطرة رياس الجزائر على البحر ثلاثة قرون ولم يتوقف الجهاد البحري الا بعد حملات ممنهجة قادتها دول اوروبا مجتمعة بدات في مؤتمر اكش لاشابيل 1818م لاضعاف قوة الجزائر البحرية ثم سقوطها وتعرضها للاحتلال الفرنسي عام 1830م لتبقى. كتابات المؤرخين شاهدة على ان الجزائريين استعبدوا الانسان الاوروبي وباعوه في اسواقهم طيلة ثلاثة قرون .



المصدر: مواقع ألكترونية