“ انتقادات وغضب عارم بعد إقصاء الأمازيغية من حافلة “أسود الأطلس”
عبر نشطاء الحركة الأمازيغية عن استيائهم وغضبهم من إقصاء اللغة الأمازيغية وحروفها تيفيناغ من واجهة الحافلة التي أقلت لاعبي المنتخب الوطني المغربي يوم أمس الثلاثاء من مطار الرباط/ سلا إلى القصر الملكي، بعد مشاركة تاريخية في كأس العالم “فيفا قطر” أنهاها بالحصول على المركز الرابع.
وندد المئات من النشطاء الأمازيغ في مواقع التواصل الاجتماعي بإقصاء اللغة الأمازيغية التي تعتبر لغة رسمية للدولة في دستور 2011، والاكتفاء بكتابة واجهة حافلة استقبال “أسود الأطلس” بالعربية والإنجليزية.
وتداول النشطاء صور لحافلة المنتخب المغربي مرفوقة بتدوينات غاضبة ومستنكرة بشدة لإقصاء وتغييب الأمازيغية من واجهتها، معتبرين ذلك “تمييز وعنصرية” ضد اللغة الأم لأغلب المغاربة واللاعبين الذين حققوا هذا الإنجاز التاريخي، وتجاهل للدستور المغربي وللقانون التنظيمي للأمازيغية.
وقال الناشط الأمازيغي أسامة لامين، إن “تغييب اللغة الأمازيغية في حافلة المنتخب الوطني المغربي لا مبرر له وهو أمر مقصود يضرب في عمق الدستور الذي هو اسما قانون في البلاد والذي يعتبر اللغة العربية لغة رسمية للبلد بجانب اللغة الأمازيغية”.
وأضاف في حسابه الخاص على موقع التواصل الاجتماعي، أن “اللغة الامازيغية لغة وطنية تاريخيا وقانونيا وعلى الجميع ان يحترم ذلك، كما يجب محاسبة كل المسؤولين عن هذا الإستهتار واللامبالاة والعنصرية التي يتصفون بها، وتظهر جليا في تعاملاتهم في جميع المجالات، سواء في الرياضة والإعلام والسياسة والتعليم…”.
وعبر الناشط الأمازيغي عن امتعاضه من “صمت بعض السياسيين و الحقوقيين والاقلام الحرة، وهم يشاهدون هذه الأفعال الصبيانية التي تسيء الى الشعب و الوطن وتعيده خطوات الى الوراء”. وفق تعبيره.
وختم تدوينته :”لقد نغصتم علينا هذه الفرحة، شكرا لمنتخبنا الوطني وشكرا للمدرب وليد الرگراگي، الذي يجب أن يكون قدوة لبعض المسؤولية والسياسين ببلدنا. ومن المؤسف ان تتكرر مثل هذه المشاهد التي تحط من قيمة القوانين والدستور والخطابات الملكية”.
وتبادل مجموعة من النّشطاء الأمازيغ تدوينات غاضبة من قبيل “كما العادة إقصاء اللغة الأمازيغية من حافلة استقبال المنتخب و تستمر عنصرية الدولة تجاه كل ما هو أمازيغي”. وتساءل ناشط “أين هي الأمازيغية في حافلة المنتخب المغربي ممثل الأمازيغ لعلكم تعقلون وتتعلمون!”
واعتبر آخرون أن “غياب تيفيناغ ” في حافلة المنتخب المغربي، يدل على التهميش والسعي وراء طمس الهوية الأمازيغية في المغرب”. واعتبر ناشط آخر أن “غياب الأمازيغية في حافلة نقل المنتخب يشكل نكسة دستورية خطيرة وخرق صارخ للمواثيق الدولية. إنتصار كروي بطعم العنصرية ضد الأمازيغ”.
وقال الناشط ادريس صابي من جهته :”عجيب أن يكون هناك إصرار على إقصاء اللغة الأمازيغية من حافلة المنتخب الوطني، وهي التي أعدت لتشهد على لحظة احتفالية عارمة تجمع الأمة المغربية كلها، وتؤكد على أنها موحدة بمختلف روافدها اللغوية والثقافية”.
وللتذكير، يضيف المتحدث فإن “الدستور المغربي ينص على لغتين رسميتين هما العربية والأمازيغية، وليس فيه ما يشير إلى أن الإنجليزية لغة رسمية للمغاربة”.
من جهته علق ناشط أمازيغي على صورة للاعب حكيم زياش ووالدته، إن “الأمازيغية موشومة في ذاكرة أمهاتنا ووجوههن، الأمازيغية هي جينات تورث من جيل إلى جيل وليس مجرد كتابات مناسباتية نخطها على الجدران أو على الحافلات، الأمازيغية كانت قبل 33 قرنا وستبقى إلى أن يرث الله الأرض و من عليها”.
المصدر:مواقع ألكترونية