الهوية والتعددية اللغوية
تمثل العلاقة بين الهوية والتعددية اللغوية علاقة ترابطية حيث يمكن اعتبار أن اللغة عنصر أساسي تبنى عليه الهوية لكنه ليس الوحيد والأوحد. فعند القول بأن فلان أنجليزي فيعني نسبيا أنه يتكلم الأنجليزية ويمتلك ثقافة أنجليزية بالمعنى الأنثربولوجي أي أن تصوره و تمثله لمحيطه وللعالم ينبثق من تجربته في مجال تتعايش فيه مجموعة بشرية تشترك في المقومات القيمية و العقدية واللغوية والثقافية …
من هذا المنظور، يشكل المشترك أساس الهوية وكل ما يحيل على الخصوصي هو مكمل للنسق الهوياتي في تجلياته الترابية. انطلاقا من هذه الثنائية (المشترك والخصوصي) ، يمكن رصد العلاقة بين التعددية اللغوية والهوية، فالتعددية اللغوية لا تفضي أساسا إلى التعدد الهوياتي.
ففي جميع الحالات ترتبط التعددية اللغوية بالهوية دون أن ينتج عن هذا الوضع تعدد هوياتي، لاسيما أن المقولة التي تحدد تمفصلات التعددية اللغوية بالهوية هي مقولة المواطنة.
الدكتور سعيد بنيس
المصدر:مواقع ألكترونية