جيمس ويب يلتقط مجرة حلزونية تبعد عن الأرض مليار سنة ضوئية بتفاصيل مذهلة
تُظهر صورة تم إصدارها حديثا من تلسكوب جيمس ويب الفضائي التابع لناسا حقلا مزدحما من المجرات والنجوم، مع مجرة حلزونية بعيدة تبرز بتفاصيل مذهلة.
والمجرة الكبيرة المسماة LEDA 2046648، واضحة جدا في صورة تلسكوب جيمس ويب الفضائي (JWST) بحيث يمكن رؤية أذرعها الحلزونية الفردية.
ويعد هذا المستوى من التفاصيل أكثر إثارة للإعجاب بالنظر إلى أن المجرة المعنية تقع في كوكبة هرقل التي تبعد أكثر من مليار سنة ضوئية عن الأرض وعن التلسكوب.
وتُظهر الصورة أيضا مجموعة من المجرات والنجوم الأخرى، جميعها مميزة بشكل “مسامير الحيود” (diffraction spikes) سداسية الرؤوس والتي تُعد توقيعا لملاحظات تلسكوب جيمس ويب.
والتقطت الصورة بواسطة كاميرا جيمس ويب القريبة من الأشعة تحت الحمراء (NIRCam) بينما كان التلسكوب يراقب القزم الأبيض WD1657 + 343.
ويشار إلى أن المجرات الأخرى في الصورة ليست أصغر من LEDA 2046648 فحسب، بل إن بعضها أبعد أيضا، ما يوفر رؤية أعمق لتاريخ الكون، وهي إحدى الأهداف الرئيسية لجيمس ويب، الذي يراقبة المجرات البعيدة الواقع بعضها على مسافة أبعد بكثير من LEDA 2046648، من أجل النظر في الزمن إلى الكون عندما كان في مهده.
وهذه النظرة التاريخية ممكنة لأن الضوء يستغرق وقتا محدودا للسفر إلى الأرض من المجرات البعيدة، لذا فإن النظر إلى هذه المجرات يشبه رؤيتها في الوقت الذي غادر فيه الضوء، أحيانا في وقت مبكر من تاريخ 13.8 مليار سنة من بعد نحو 300 مليون سنة من الانفجار العظيم.
ومع ذلك، فإن الضوء الصادر من هذه المجرات لا يظل ثابتا على مدار رحلته التي استمرت عدة مليارات من السنين إلى المرآة الأساسية المطلية بالذهب والتي يبلغ عرضها 21 قدما (6.5 مترا) في جيمس ويب.
ويؤدي تمدد الكون إلى تمدد الأطوال الموجية لهذا الضوء، ما يقلل طاقته من الطيف المرئي إلى ضوء الأشعة تحت الحمراء.
وتُعرف هذه العملية باسم “الانزياح الأحمر”، حيث تنقل الضوء باتجاه النهاية الحمراء للطيف الكهرومغناطيسي.
وتجعل هذه الظاهرة قدرات اكتشاف الأشعة تحت الحمراء الخاصة بجيمس ويب مثالية لدراسة الضوء الأحمر المنبعث من المجرات القديمة، وبالتالي لتحديد تفاصيل تكوينها وتطورها وتكوينها.
ويمكن لعلماء الفلك بعد ذلك مقارنة بنية هذه المجرات القديمة البعيدة بتلك التي نراها أقرب إلى موطننا المجري، مجرة درب التبانة، الموجودة في حقبة أكثر حداثة من الكون.
ويمكن أن تساعد المقارنة في الكشف عن كيفية نمو المجرات لتشكيل البنية التي نراها في الكون اليوم.
بالإضافة إلى ذلك، يساعد الضوء القادم من المجرات البعيدة في الكشف عن تركيبها الكيميائي ، ويوضح لعلماء الفلك كيف ومتى تشكلت العناصر الثقيلة وكيف أصبحت أكثر وفرة في المجرات اللاحقة بفضل التخصيب من النجوم المتفجرة.
المصدر:مواقع ألكترونية