الجزائر: متابعة أستاذ بسبب كتابة الإسم الأمازيغي لمدينة وقولة لإبن خلدون
أثار إمتحان في التاريخ وضعه أحد الأساتذة في ولاية غرداية ضجة واسعة بالجزائر وفي مواقع التواصل الإجتماعي بسبب ذكره لإسم غرداية الأمازيغي “تغردايت” واستناده على قولة لإبن خلدون حول قبائل بني هلال التي قدمت للمغرب الكبير في عهد الموحدين في امتحان مادة التاريخ.
وأعلنت مديرية التربية بولاية غرداية أنه نتيجة لما صدر من الفعل الفردي لأستاذ التاريخ والجغرافيا بمدرسة المجاهد المرحوم العلامة مولود قاسم ببريان وما ورد في موضوع التقويم التحصيلي في مادة التاريخ و الجغرافيا للسنة الثانية متوسط، تم إتخاذ إجراءات بحق الأستاذ تتضمن التوقيف التحفظي لأستاذ المادة، وإحالة القضية إلى القضاء مع إحالة بقية المسؤولين على ذلك (مدير المؤسسة) على مجلس تأديبي.
يذكر أن الأمازيغ في ولاية غرداية الجزائر يعانون منذ سنوات من اضطهاد النظام الجزائري الذي شن حملة عنف وقمع بحقهم استعان فيها بميليشيات من الملثمين كما اعتقل العشرات منهم وعدد منهم ماتوا وهم معتقلون تعسفيا في السجن كما هو شأن المناضل الحقوقي الأمازيغي المعروف كمال الدين فخار.
وأمام حملة القمع العسكري لأمازيغ غرداية اضطر كثيرون منهم إلى الفرار خارج البلاد وطلب اللجوء السياسي بدول أخرى.
هذا ولا يزال النظام الجزائري يعتقل تعسفيا كثيرا من الحقوقيين والنشطاء الأمازيغ بمختلف مناطق الجزائر ومن ضمنهم رئيسة الكونغريس العالمي الأمازيغي كاميرة نايت سعيد التي حكم عليها مؤخرا بخمس سنوات سجنا نافذا بتهم سياسية اعتاد النظام الجزائري فبركتها ضد المناضلين الأمازيغ والحقوقيين والصحافيين المعارضين.
للرد عن هذا الحدث أصرح بأن إسم المدينة "تغردايت" وليست غرداية والتي عربت عمدا والتعريب فعل همجي لا يمارسه سوى رعاع لا يعرفون شيئا عن الإنسانية ولا يفقهون شيئا في اللسانيات ..هدفهم تغيير خلق الله غصبا عن الخالق بتبرير ديني
فيما يخص قول ابن خلدون عن بني سليم وبني هلال :
ـ يقول ابن خلدون في كتاب العبر الجزء الأول- 8 من 258: والمغرب لما جاز إليها بنو هلال منذ أول المائة الخامسة وتمرسوا بها لثلاثمائة وخمسين من السنين قد لحق بها وعادت بسائطه خراباً كلها بعد أن كان ما بين السودان والبحر الرومي كله عمراناً تشهد بذلك آثار العمران فيه من المعالم وتماثيل البناء وشواهد القرى والمدر.
ـ و يقول عالم الاجتماع العراقي الذكتور علي الوردي : كانت بلاد المغرب قبل هجوم بني هلال عامرة بالخيرات ، و كانت التجارة و الصناعة فيها مزدهرة . ثم إنقلبت بعد الهجوم الى ارض يشيع فيها الفساد و الخراب . و بقي الخراب ظاهرا في المغرب مدة طويلة . و من الادلة على ذلك ما يحدثنا به عبد الله التيجاني الرحالة التونسي الذي تجول في تونس وليبيا في اوائل القرن الثامن ، إذ قال في معرض حديثه عن مدينة صفاقس : إنه كان فيها من قبل بساتين وغابة زيتون ملاصقة لسورها ، و لكن عربان بنو هلال خربوها فلم يبقى فيها الآن شجرة قائمة .
نستنتج أن ماجاء به الأستاذ هي حقائق مطلقة ولا يمكن نكرانها والأحداث التاريخية تفرض علينا الموضوعية والنزاهة وتجردنا من عواطفنا وأهوائنا وإذا كان القصد هو تكميم الأفوه وتمجيد همجية بني هلال وبني سليم فهذه سياسة ديكتاتورية
سواء شئتم أو أبيتم فالعرابيش هم شعب همج على مر العصور عاشوا و لايزالون في القبلية الجاهلية يتغذون على العصبية الهوجاء و العنصرية العمياء، و العربوشي لا يهمه الدين بقدر ما تهمه قبيلته، أما إهتماماته اليومية تقتصر على إشباعه لرغبات البطن و الفرج بإختصار هو أقرب للحيوان
المصدر:مواقع ألكترونية