5 مناطق سياحية ينصح بزيارتها في صحراء الجزائر
منطقة إيليزي بالصحراء الجزائرية
وضعت تقارير دولية عديدة في السنوات الأخيرة الجزائر ضمن أهم الوجهات السياحية في والعالم التي ينصح يزيارتها، وذلك لتنوع مناطقها السياحية وطبيعتها الجغرافية وشساعتها، والتي لا تنحصر في فصل معين أو بمنطقة محددة، إذ تتوفّر البلاد المتوسطية الأفريقية على أماكن سياحية تختلف حسب ظروف المناخ والطقس، حيث تشهد شواطئها إقبالًا في فصل الصيف، وفي فصل الشتاء يحج السياح إلى الصحراء.
تحسن الأوضاع الأمنية في البلاد وارتفاع عدد الزوار إلى تمنراست جعل الوكالات السياحية توفر رحلات تخييم إلى منطقة الأسكرام
وفي شهر أيار/ماي الماضي، نشرت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية مقالًا عن السياحة في الجزائر، تضمن رحلة بريّة للكاتب الصحفي هنري ويسماير على طول الشريط الساحلي للبلاد، وصف فيها الجزائر بعملاق السياحة النائم.
في هذا التقرير نقترح خمس مناطق تستحق الزيارة في عطلة الشتاء، والتي تكون الأكثر طلبًا من قبل الزوار على مستوى الوكالات السياحية، بالنظر إلى اختلاف كل منطقة عن الأخرى.
مدينة الغروب الأجمل
في أقصى جنوب الجزائر ، بولاية تمنراست الحدودية مع مالي، تظلّ إلى اليوم منطقة الأسكرام تدهش كل من يزورها، لأنه يكتشف لأول مرة أن الشمس هناك لا تغرب ولا تشرق كباقي الأماكن، ففي تلك المنطقة التي تتعانق الرمال بالصخور يمكن مشاهدة أجمل غروب في العالم، مثلما يرد في التقارير السياحية.
بتمنراست، توجد أعلى قمة في البلاد في سلسلة جبار الهقار البركانية التي تعود إلى عصور ما قبل التاريخ، والتي توجد بها منطقة الأهاقار كما تسمى هناك التي يرجع عمرها إلى ما قبل 12 ألف سنة، والأمر يتعلق بقمة تاهات أتاكور التي يزيد علوها على ثلاثة آلاف متر، وبينها يقع ممر الأسكرام أين يمكن الاستمتاع بأجمل وأروع غروب وشروق للشمس في العالم.
ويأتي هذا المنظر النادر من أن ألوان الطيف تمتزج بألوان الجبال والرمال فتشكل طبقات مختلفة للأفق، وهو منظر يمكن مشاهدته في كلّ وقت من السنة، لكن يتطلب أن يكون الجوُّ صافيًا، وهو ما يمكن تحققه في فصل الشتاء، باعتبار أن المنطقة لا تعرف تساقطًا كبيرًا للأمطار، وكذا تعذر مشاهدته في الصيف بالنسبة للغريبين عن المنطقة بسبب الحرارة المرتفعة هناك.
ولا يتعلق هنا الأمر فقط بمشاهدة طلوع الشمس في الصباح أو توديعها قبل ظهر الشفق، إنما يتعلق أيضًا بحكاية الإنسان نفسه، فقد صنفت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو) الأهقار ضمن التراث العالمي، باعتبارها متحفًا طبيعيًا يحكي قصة الإنسان الذي عاش بالمنطقة منذ آلاف السنين من خلال الرسومات الجدارية التي تعود إلى إنسان ما قبل التاريخ.
ومع ارتفاع عدد الوافدين إلى تمنراست في السنوات الأخيرة، وتحسن الأوضاع الأمنية في البلاد، أصبحت الوكالات السياحية توفر اليوم رحلات تخييم إلى منطقة الأسكرام تستمر أيام وفق ما يتم الاتفاق بشأنه مسبقًا مع الزبون، وبالخصوص في العطلة الشتوية، واحتفالات نهاية السنة التي يفضلها بعض الأجانب أن تكون في الصحراء الدافئة بدل ثلوج أوروبا.
تاغيت
عام بعد عام، يزداد عدد الزائرين إلى هذه المدينة التي تعد أهم المقاصد السياحية بولاية بشار الوقعة جنوبي غرب البلاد على بعد مسافة تتعدى ألف كلم عن العاصمة الجزائر.
وتختلف التأويلات حول أصل كلمة "تاغيت"، لكن البعض يقول إنه اسم بربري مشتق من "تاغونت" والتي تعني في لغة الأمازيغ الحجرة، و"تغليت" التي تعني الهضبة.
في هذا السياق، يقول البعض عن تسميتها إنها مشتقة من كلمة آغل وهو الذراع ، فيما قال البعض إنها المكان الضيق بين الجبل والكثبان الرملية، وأول من سكن تاغيت هم بنو كومي القادمين من تلمسان حسب ما ورد في كتب ابن خلدون، ويعتقد أنهم من كان لهم الفضل في غرس أول أشجار النخيل بالمدينة، حسب بعض الروايات.
وتتميز تاغيت بقصورها الطينية التي تعود التي يصل عمر بعضها إلى أكثر من 11 قرنًا ولا تزال صامدة حتى اليوم،حيث كانت المدينة تتكون من 24 قصرًا.
وبنيت هذه القصور بالطين والنخيل، ما جعلها قادرة على مقاومة الطبيعة القاسية للمنطقة وزوابعها الرملية، كما توفر تكييفًا طبيعيًا يمنع دخول الحرارة في فصل الصيف الحار التي تصل درجاتها إلى 50 درجة، ويرفعها شتاء عندما تنخفض ويصبح الطقس باردًا في الليل.
تيميمون
على بعد يزيد عن 1400 كلم، تقع "لؤلؤة الصحراء" تيميمون أو كما يسميها البعض الواحة الحمراء، والتي تعد من أبرز المناطق الجديرة بالزيارة في صحراء الجزائر الشاسعة.
وكغيرها من المناطق الصحراوية، تصبح تيميمون مقصدًا للزوار في فصل الشتاء بسبب دفء طقسها الذي يسمح بالتمتمع بمناظرها في مقدماتها واحات النخيل، والقصور المبنية بين الكثبان الرملية التي تعود إلى قرون من الزمن، وتسمح للزائر بمشاهدة غروب شمس قلما تشاهده في مناطق أخرى من العالم.
واكتسبت تيميمون لقب الواحة الحمراء من قصورها المبنية بالطوب الأحمر الخام المحلي، والبالغ عدد 40 قصرًا، والقصر في لغة السكان المحليين هو تجمعات سكانية، تحيط به حقول وبساتين وواحات نخيل، ومن أهما قصور، ماسين، وبني مهلال، وبدريان، وتنركوك.
تقول بعض الروايات بالمدينة إن قصور تيميمون هجرها أصحابها منذ قرون بعد أن غطتها الرمال، وعاودت الظهور بعد مدة ليختفي بعضها من جديد، وهي الروايات التي تظل إلى اليوم محل بحث المهتمين بالآثار والظواهر الطبيعية.
وبالنظر إلى أهميتها، ارتقت مدينة تيميمون في التقسيم الإداري الأخيرة إلى ولاية، بعدما ظلت لسنوات تابعة لولاية أدرار، وهو الإجراء الذي قد يساهم في النشاط السياحي بهذه الولاية الجديدة.
جانت
أصبحت الولاية الجديدة الحدودية مع النيجر وليبيا في الفترة الأخيرة من أهم المناطق السياحية، وهو ما دفع السلطات إلى ربط مطارها بخط جوي مع باريس، وهو القرار الذي ينتظر منه المساهمة في ارتفاع عدد زوار المدينة من الأجانب القادمين من العاصمة الفرنسية.
وتتميز جانت بتراثها العمراني الذي يعود إلى سنوات غابرة من خلول قصورها المختلفة، وبالخصوص قصور الميهان وزلواز وأجاهيل والمصنفة تراثًاوطنيًا ضمن القطاعات المحفوظة.
ولعل أهم ما يميز المدينة البعيدة بـ2800 كلم عن العاصمة الجزائر هي الحظيرة الوطنية الثقافية الطاسيلي ناجر لما تحتويه من تشكيلات جيولوجية وكهوف صخرية وبركانية ونقوش ورسومات تعود إلى ما قبل التاريخ والتي صنفت تراثًا عالميًا سنة 1982فهي متحف في الهواء الطلق بامتياز.
ويمكن للسائح الذي يزور جانت أن يتمتع بزيارةواحة "إهرير" التي أدرجت في 2001 ضمن قائمة "رامسار" الدولية للمناطق الرطبة، حيث تعد فضاءً بيئيًا متنوعًا لما تتوفر عليه من مسطحات مائية ونباتات من أصناف متعددة جعل منها موطنًا لأصناف متنوعة من الطيور المهاجرة.
وحسب وكالة الأنباء الجزائرية، فإن حركية النشاط السياحي، بجانت، جعلها تتوفر على 41 وكالة سياحية، إذ يشكل هذا القطاع مصدر رزق لعديد العائلات القاطنة بهذه المنطقة من الصحراء الجزائرية.
غرداية
تقع غرداية وسط شمال الصحراء الجزائرية، تعرف باسم وادي ميزاب، نسبة إلى "الميزابيين" وهم من الأمازيغ يتّبعون في أغلبهم المذهب الإباضي، ويطلق عليها أيضًا لقب"مدينة القصور السبعة" وهي غرداية، وبنورة، وبني يزقن، والقرارة، وبريان وتاجنينت (تسمى العطف حاليًا)، والتي تتميز بطابع عمراني لا يوجد في منطقة أخرى في الجزائر.
لكن منظمة اليونسكو اكتفت بتصنيف خمسة قصور فقط ضمن التراث العالمي، وهي غرداية وبنورة والعطف ومليكة وبني يزقن، التي تعود إلى القرن الـ11، نظرًا لمحافظها على طابعها العمراني طيلة هذه القرون وعلى نظامها الاجتماعي المحافظ الذي يقدس العائلة، ويرفض الاختراقات الخارجية.
واعتمد الطابع العمراني لغرداية قواعد تم العمل بها في بناء جميع القصور، حيث يكون المسجد في مدخل المدينة لتليها المنازل، في حين يكون السوق خارجها بهدف عدم السماح للأجانب بدخول المدينة المحافظة التي لا تحبب اختراق الغريب لنظامها الاجتماعي.
يمكن لزائر ولاية غرداية التمتع بزيارة مناطق أخرى كالسوق القديم للمدينةومخيم الهدارة وحمامات زلفانة
وإضافة إلى القصور والمنازل والمساجد ذات الطابع العمراني المميز بغرداية، يمكن للزائر إلى هذه الولاية التمتع بزيارة مناطق أخرى كالسوق القديم للمدينة، ومخيم الهدارة الذي يوفر متعة التزلج على الرمال، وحديقة حيوانات "سفينة نوح"، وحمامات زلفانة المعدنية التي تعد أحد أكثر المناطق جذبًا للسياح.
المصدر:مواقع ألكترونية