الطفل المدلل: معاناة في الصغر وشقاء في الكبر.
إن الإفراط في تدليل الطفل ينطوي على مخاطر كثيرة ربما تكون أشد خطورة من ضربه، خاصة إذا كان الطفل وحيدا فالطفل الوحيد غالبا ما يكون أنانيا، يستمتع بالسيطرة على كل من حوله إلى درجة يصبح فيها ديكتاتورا.
نعم التدليل الزائد يفسد مستقبل الطفل:
- لذا يحذر اخصائيي التربية والأسرة من العواطف الجياشة التي تجعل الطفل عاجزا عن الإرتباط بأقرانه، لأنه يشعر بتشبع شديد من عاطفة الأسرة فلا يميل إلى الآخرين وهو ما ينمي في داخله الوحدة والإنطواء.
- كما تسيطر على الطفل المدلل الأنانية وحب السيطرة على إخوته والعنف في تصرفاته معهم لإحساسه بالتميز عنهم، فضلا عن أنه لا يستطيع الإعتماد على نفسه أو مواجهة متاعب الحياة ومصاعبها.
كيف يجب التصرف مع الطفل المدلل؟؟
وللتخلص من هذه الآفة، يجب أن يعتدل الأهل في تربية طفلهم وألا يبالغوا في حمايته وتدليله، أو إهماله كذلك على حد سواء.
- وعليهم أن يعوا أنهم عندما يمنعون عنه بعض حاجياته فذلك لا يعني أبدا حرمانه، بل يعني تنشئته تنشئة صحيحة حتى يخرج الطفل للمجتمع قادرا على مواجهة الحياة متمكنا من مجاراة كل موقف يتعرض إليه في حياته.
- فليس كل شيء ميسرا وليست كل الرغبات متاحة وإن محاولة إرضائه وتلبية طلباته على الفور، قد يسعده ويسعد الأم في الوقت نفسه، لكن هذه السعادة لن تدوم حينما تتعارض رغباته لاحقا مع الممنوعات. فمن لم يفهم كيف تلبى كل احتياجاته لن يفهم أن يرفض له طلبا يوما ما مهما كان ممنوعا لأنه لا فرق عنده بين الممنوع والمرغوب.
- فالدلال المبالغ فيه وإن كان مدفوعا بالحب والعواطف الطيبة، إلا أنه كثيرا ما ينقلب إلى عكس المراد.
مخلفات الدلال الزائد عند الأطفال:
إنشاء طفل متمركز حول ذاته:
لا يفقه إلا لغة الأنانية يفكر فقط بنفسه وبما يخدم مصلحته الشخصية حتى وإن كان على حساب غيره، ولا يبالي إطلاقا بمن حوله ويكبر وهو لا يدرك أساسا أن حريته تقف عند حرية غيره.
الفشل الدراسي وضعف مستوى التحصيل:
أحد أهم مخلفات التدليل الزائد هي أن يفشل الطفل في دراسته أو يتراجع مستواه ويجد صعوبة في التحصيل الدراسي بسبب أنه لا يستجيب لكلام المعلم أو لا يفضل الإستماع للشرح وتعود أن يمارس مايحلو له دون النظر للعواقب.
غياب معنى المسؤولية:
يتربى الطفل المدلل على أن حاجاته تقضى بدون أدنى مجهود منه مما يجعل حياته أصعب له ولمن حوله لأنه لم يتعود على الإعتماد على نفسه وقضاء حاجاته بمفرده حتى أنه لايعرف قيمتها لأنه لم يبذل أي مجهود في الحصول عليها، وبالتلي سيكون شخصا فاقدا تماما للمسؤولية.
غياب النضج الاجتماعي:
لكونه محاطاً دوماً بمن يحميه ويخاف عليه فالطل المدلل لن يكون ناضجا اجتماعيا بل على العكس تماما سيكون مفتقرا لأهم المهارات التي يجب أن يكتسبها كل طفل في مرحلة الطفولة حتى يعتمد على نفسه في مواجهة كل مايعترضع في حياته مما يسبب له المشاكل كلما كبر.
عدم تحمل الآخرين له:
لا يمكن لأي فرد أو مجموعة تحمل طفل مدلل ولا يمكنهم بذل أي مجهود في تحمل مزاجه خاصة كونه لا يراعي قواعدهم الإجتماعية.
عدم إحساسه بوالديه:
يتقد الآباء والأمهات أن التدليل الزائد لأبنائهم نوع من الرعاية ومحاولة لتوفير الحياة الملائمة لهم ولكن أحيانا يتحول هذا الدلال إلى وحش مدمر لهم ولكم ولعلاقتكم، فالطفل المدلل لن يراعي والديه وكم المجهود الذي يبذلونه من أجله لأنهم خدم يلبون طلباته
الشيء الذي سيكون صانعا للمشكلات والأزمات.
وهذا كله وغيره يزيد من تدهور جودة حياته وصحته النفسية في المستقبل، لهذا من كان يحب أولاده لا يفرط في دلالهم فيفسدهم.
المصدر:مواقع ألكترونية