معوقات التعليم في أزواد
يعد التعليم من أولى الأولويات في بناء الدولة فهو الركيزة الأساسية التي تعتمد عليها الدولة في مؤسساتها الحكومية فلا يمكن لأحد ان يجد وظيفة حكومية إلا بشهادة موثوقة ومصدقة من قِبل الدولة، بناءً على هذا فإن الشعب الأزوادي مسلوب من حقه في التعليم منذ ثمانية سنوات ممتالية.
معوقات التعليم في أزواد قبل وبعد الثورة
1_عدم المبالات:
فالشعب الأزوادي جبل على الجهل وعدم الإهتمام بالتعليم بل جلّ اهتمامهم بالرعي والإنتقال من مكان لآخر وهذا ما أدى إلى عدم قدرتهم على بناء المدارس منذ القِدمْ فبناءً على هذا يرجى من المتعلمين والمثقفين الأزواديين إنشاء لجان خاصة لتوعية الشعب الأزوادي والتوضيح لهم أن التعليم هو أول كل شيء على الإطلاق وأن أول شيء أنزل من القرآن كلمة(إقرأ) وأن المتعلمين أعلى منزلة عند الله كما قال سبحانه(يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات) وقوله(إنما يخشى الله من عباده العلماء).
2_عدم توفر إمكانيات التعليم:
من ما أدى إلى كثرة الجهل في الشعب الأزوادي في عصر النهضة وبعد الإستقلال والمسارعة في إنشاء المدارس والجامعات تم إهمال إقليم أزواد في بناء المدارس خصوصاً مدينة كيدال مما أدى إلى ثورات ممتالية ضد النظام المالي لعدم إعترافه بالشعب الأزوادي وعدم توفريره لهم حقوقهم ومن بينهم حقهم في التعليم ومن ما ساعد في نشر المدارس العربية في إقليم أزواد الشيوخ الخريجيين من المعاهد السعودية هم من ساهموا كثيراً في بناء المدارس في مناطقهم وإيجاد أساتذة متعلمين من بينهم لتعليم أبنائهم بعيدا عن مالي ونظامها ومن بين تلك الشخصيات عبد الله موسى(رئيس منظمة المركز الخيري بالنيجر) فهو أول من بنى مركز مكون من الإبتدائي والإعدادي والثانوي في النيجر فالتحق بها الكثير من أبناء أزواد وتخرج منها الكثير من العلماء الأزوديين
وكذلك البشير محمد (رئيس منظمة التنمية لخدمة المجتمع في مالي)بنى مدرسة منذ سنة 2009 في بلدية تيسي دائرة آنسنغو مكونة من الإبتدائية والإعدادية وهي المدرسة العربية الوحيدة في المنطقة الحدودية بين ازواد والنيجر وبوركينافاسو وتلقى فيها التعليم المئات من الطلبة الأزواديين وأنا من بينهم ولديه مدرسة أخرى في منطقة تجلالت بتيسي مكونة من الإبتدائية فقط ولديه أيضا مركز في غاو مكون من الإبتدائية والإعدادية والثانوية وساهم في التعليم كثيراً في إقليم أزواد والكثير من الشخصيات الأزوادية القادمة من السعودية لديهم إنجازات كبيرة في الجانب التعليمي.
3_الفقر(عدم القدرة على دفع الرسوم)
غالبية أهل المنطقة فقراء لا يقدرون على دفع الرسوم الدراسية لأبنائهم وهذا مادفعهم إلى عدم الإلتحاق بالمدارس العمومية والدولة أيضاً لم تتكفل بدفع رسوم الطلبة إلا في المرحلة الثانوية وبعض السكان يرسلون أبناءهم إلى الشيوخ في الصحاري لتعليم أبنائهم القرآن والأسس الدينية مع وجود المدارس النظامية لعدم القدرة على دفع الرسوم لأولئك الأبناء.
4_الإقصاء وعدم المساواة:
يواجه الطلبة الأزواديين من قِبَلِ حكومة مالي الإقصاء و انعدام العدالة والشفافية ففي المرحلة الإعدادية والثانوية يقومون بإرساب غالبية شباب الطوارق أو اصحاب لقب (AG) او يقومون بإعطائهم معدل ركيك جداً كما فعلوا بنا هذه السنة فجميع طلاب مدينة كيدال وغاو وتومبكتو لم يتحصل منهم على معدل جيِّد سوى أربعة طلاب فقط وجميع الطلاب الأزواديين لم يجدوا سوى مقبول فقط وهذا ما تفعله وزارة التعليم في مالي لكي لا يجد الطلبة الأزواديين من منحها الخارجية فالطالب الذي تحصل معدل جيد بإبمكانه أن يجد منحة دراسية في الخارج من قبل الدولة المالية.
5_عدم الإستقرار
من معوقات التعليم في أزواد عدم الإستقرار فهم تعودوا على الإنتقال من مكان لآخر بحثاً عن الكلأ والعشب يقضون معظم حياتهم لصالح الحيوانات فقط حتى طبعوا بطبائعها ونسوا أنفسهم وعملوا لمصالح حيواناتهم.
6_إنعدام الأمن في المنطقة
فإقليم أزواد يعاني من إنعدام الأمن والاستقرار منذ بداية ثورة 2012 حيث أغلقت الكثير من المدارس وهدمت أخرى رأسها بل وصل الفوضى إلى أن سرقت أبواب بعض المدارس ونوافذها وأصبحت حظيرة للحمير فقط والخراف ففي مدينة كيدال لم تقام فيها الإمتحانات لنيل الشهادة الاعدادية والثانوية الإعدادية إلا في السنة الماضية فقط 2019 لخلو المنطقة من مالي ونظامها منذ ست سنوات ممتالية.
إعداد الطالب: عبدالله حسن السوقي
https://tanakramedia.wordpress.com/2020/12/11/education-dans-lazawad/