النظام في كتابة اللغة
النظام في كتابة اللغة 1-2260
أثر السومريون في ما تلاهم من الحضارات بشكل عميق، عندما اقتبس الأكاديون نظام الكتابة الخاص بهم وكتبوا بها لغتهم السامية المختلفة عن لغة السومريين بشكل كبير. لاحقا اقتبس الاشوريون اعالي الفرات والعيلاميون في فارس نفس النظام في كتابة لغتهم، كما اقتبس الاوغاريتيون الخط المسماري واعدوا منه ابجدية خاصة بهم. وفي وقت لاحق وبعد انتشار الزرادشتيه في بلاد فارس، صار (الاڤستا) كتابهم المقدس مكتوبا بالفارسية القديمة التي كانت تستخدم الخط المسماري. وبعد الفتوحات الإسلامية انزوى الزرادشتيون في غرب الهند الى الآن، واحتفظوا معهم بكتبهم المقدسة يقرأوها ويتعلموها جيلا بعد جيل، فاحتفظوا بسر الكتابة المسمارية في حين كانت في بلاد العراق وفارس نسيا منسيا.
وفي عام 1765 تمكن الرحالة الدانماركي كارستن نيبور من استنساخ بضع كتابات منقوشة على النُصُب الموجودة في برسيبولس، وسرعان ما اتضح بأنها ثلاثية اللغات أي أن نفس الكتابة قد أعيد كتاباتها بثلاث لغات مختلفة منها اللغة الفارسية القديمة، ومن حسن الحظ انها كانت معروفة لدى علماء اوربا في ذلك الوقت تقريباً بنتيجة الجهود التي بذلها دوپرون الذي درس تلك اللغة على يد الزرادشتيين في الهند وكان يعد مشروع لترجمة (الافستا).
وفي عام 1802 تمكن العالم جروتفند من فك رموز القسم الاكبر من الكتابات الفارسية الموجودة ضمن الكتابات المدونة باللغات الاخرى ، وتلى ذلك اضافات وتصويبات اخرى من قبل العديد من العلماء في الاعوام التالية، بيد ان اهم الانجازات والجهود المبذولة في هذا السبيل، هي تلك قام بها بها رولنسون الباحث الانجليزي، وهكذا انفتح باب التاريخ العراقي على مصراعيه، وانكب العلماء على الرقائم الطينية يقرأوا ما تيسر لهم منها فانكشف تاريخ حضارات مابين النهرين بشكل واضح وحقيقي.

المصدر : مواقع ألكترونية