الكتابة الليبية-البربرية واستيطان جزر الكناري بقلم إيرما مورا أغيار
تنشر الدكتورة الكنارية إيرما مورا أغيار، سليل غوانش أمازيغ جزر الكناري، كتابها الجديد بعنوان “من نوميديا إلى جزر الكناري، رحلة الكتابة الليبو أمازيغية” وهو عبارة عن دراسة لأكثر من 1500 نقش من أمازيغ تيفيناغ . الكتابة في شمال أفريقيا وجزر الكناري.
ويظل عدد سكان جزر الكناري لغزا يثير اهتمام الباحثين والفضوليين. يعد هذا المعلم الصغير في تاريخ شمال إفريقيا ضروريًا للبحث، لأنه يوفر لنا الإطار المرجعي الأساسي الذي يمكننا من خلاله فهم العمليات المختلفة لتكيف السكان الليبيين البربر مع البيئات البيئية المتنوعة لهذه الجزر في المحيط الأطلسي.
تعتبر الجوانب الثقافية والزمنية لهذا الاحتلال المبكر موضوعًا لأكبر قدر من الإجماع بين الباحثين، حيث تتطابق الفرضيات الحالية في التأكيد على طابع شمال إفريقيا والعصور القديمة المتأخرة. ومن ناحية أخرى، لا يوجد اتفاق يذكر على الأصل الجغرافي المحدد وأسباب وصول هؤلاء الرواد. ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى عدم تجانس البقايا الأثرية للأرخبيل، مما يجعل من الصعب تحديد أوجه التشابه مع البر الرئيسي. ومع ذلك، هناك جانب واحد، مادي ورمزي، مشترك بين جميع ثقافات الجزيرة، يقطع هذا التنوع: النقوش الليبية-البربرية.
تشكل الكتابات الأبجدية نظامًا محدودًا ومختزلًا ومغلقًا من القيم، مما يسمح لنا باكتشاف وتفسير الاختلاف في أي من عناصره. وهذه التغيرات ليست عشوائية، ولكنها مرتبطة بالنظام اللغوي، لذا يمكننا أيضًا تفسير أصلها وانتشارها وتطورها من خلال حالة اللغة التي تعكسها. وحقيقة أن الكتابة، كعنصر مادي، راسخة في المنطقة، تجعل من الممكن أيضًا تتبع مستخدميها جغرافيًا وتاريخيًا واجتماعيًا وثقافيًا. كشف التحليل المنهجي لـ 1500 من النقوش الليبية-البربرية القارية والكنارية عن وجود أبجدية متأخرة: جنوب ليبيا، والتي انتشرت على طول حدود ما قبل الصحراء الكبرى، ووصلت إلى جزر الكناري. يبدو أن تشتتها يتزامن مع الهجرات التي سببتها الكتابة بالحروف اللاتينية بين القرنين الأول والثالث الميلادي.
نقش ليبي أمازيغي من هويو بلانكو (الهيرو، جزر الكناري)
المصدر : مواقع ألكترونية