للجزائر العاصمة 7 أبواب عتيقة ..تعرف عليها
“إيكوسيوم” هو الاسم القديم للعاصمة الجزائرية والذي يعني “جزيرة النورس”، أطلقه الرومان في فترة احتلالهم للجزائر، لتتوالى عليها التسميات، خاصة بعدما أصبحت مقرًا لقبيلة بربرية تدعى “بني مزغنة” وفي القرن العاشر ميلادي، أسس “بلكين بن زيري بن مناد الصنهاجي مدينة لقبها “بجزائر بني مزغنة”، ولكنها ليومنا هذا لا تزال تحتفظ بالتسمية الأخيرة كما تحتفظ بأبوابها الخمسة التي تربعت على مساحة في أحياء تاريخية. والقصبة بمعناها الأصلي، هي وسط المدينة العريقة المحصنة والمحاطة بالأسوار، يدخلها الزائرون من أبواب معلومة، على غرار “القصبات” المعروفة في الجزائر مثل قصبة بجاية وقصبة قسنطينة وغيرهما أو القصبات المعروفة في الدول العربية الأخرى مثل تونس وسورية. ومن أشهر أبواب القصبة في الجزائر: باب الوادي، وباب الجديد وباب عزون وغيرها التي أصبحت تحمل أسماء أحياء شعبية معروفة في الجزائر حاليا,و كل هذه الأبواب كانت كبيرة الحجم متقنة الصنع، مرصعة بالحديد، تغلق قبل غروب الشمس بقليل وتفتح بعد طلوع الشمس بقليل، يكثر بها الحراس، وتشتد بها الحراسة حتى لا ينسل منها إلى المدينة مشبوه فيه وتحاديها القلاع والثكنات، وكان داخل هذه الأبواب أبواب أخرى ثانوية مثل البابين الداخليين بالقصبة العليا والباب الداخلية فيما وراء باب الجزيرة أو الدزيرة .
اختلف آراء المؤرخين حول العدد الصحيح لهذه الأبواب خاصة وأنها تعرضت جلها للهدم فبعد دخول المستعمر الذي استغلا مناطق البعض منها في توسعاته الحضارية نجد أن بعضها الآخر نال منه حاجز الزمن الذي أخفى قصصها عن الأجيال المتعاقبة ومن أبرز القائلين بعددها نجد رقمين ثابتين لا ثالث لهما فهناك من يقول خمسة أبواب فقط وهناك من يقول سبعة.
و حسب السيد كريم عكاك، المعروف في الوسط الثقافي والتراثي باسم شيخ المحروسة وهو شخصية متخصصة في دراسة التراث العاصمي يقول أن عدد الأبواب سبعة وليس خمسة وهي كما يلي:
باب الوادي.
باب الدزيرة.
باب البحر.
باب عزون.
باب الجديد.
باب سيدي رمضان.
باب السبوعة.
1-باب الواد
تسمية باب الواد جاءت نسبة الى الوادي الذي يقع بالقرب من المدينة حيث كان مصب الوادي في البحر ولكن في يومنا هذا تم بناء طريق وساحة كبرى غطى الوادي الذي لا أثر له اليوم ولكن الباب مازال موجودا.
باب الواد و الملقب باب الموت بسبب منظوره على المقابر. من هذا الوصول ، الأبواب الداخلية الصغيرة (بدون اسم) لها غرض محدد ، خاصة تلك التي تكون بمثابة ممر للجنود الذين يعيشون ويحرسون المدينة. أيضا ، فإنه لا يكفي لإغلاق ابواب الأمن.
.فالجهة الشمالية لباب الواد كانت عبارة عن مرسى يشهد اقبالا كبيرا من التجار والصيادين والسفن التي تقل البضائع.
2-باب عزون
الذي سمي كذلك نسبة الى أحد الثوار من أهالي منطقة (القصبة) الذي ثار ضد الحاكم العثماني وحاصر المدينة بجيشه ولكنه قتل من قبل الأتراك أمام مكان أصبح يطلق عليه اليوم نفس الاسم..
.باب عزون مفتوح في شارع طويل يقابل شارع باب الواد ، وهو مرتبط بأي نشاط خارجي: الزراعة والسفر وحركة المرور داخل البلد ، ولكن أيضًا وصول البضائع. إلى الشرق.
3-باب الجزيرة(دزيرة)
.في المناطق الشمالية لمدينة الجزائر القديمة تم تشييد باب حديدي ضخم سمي ب(باب الجزيرة) وهو باب يسهل دخول البحارة من عرض البحرلانه الاكبر وكان مخصصا لهم في القرن ال18 كما كانت تقع بجانبه ثكنات عسكرية للجيوش الانكشارية اقوى فرق الجيش العثماني
باب البحر-4
كما خصص للصيادين في مرسى العاصمة الجزائرية باب يطلق عليه (باب البحر) ويسمى أيضا (باب الديوانة) حيث خصص للتجارة البحرية وعلقت به خمسة أجراس كان الصيادون يدقون بها ايذانا بوفرة المنتوج البحري من السمك والسردين ولقد علقت بهذا الباب خمسة أجراس، قيل بأنه جيء بها من مدينة وهران سنة 1708م وعلقت على باب الديوانة تخليدا لذكرى الإنتصار على الإسبان واسترجاع مدينة وهران
5- باب الجديد
باب الجديد (البوابة الجديدة) ، حيث لا يزال ما يسمى القلعة (أو وفقا للاسم الشعبي ، دار السلطان). لكن الممر ، مثل نفق صغير ، يبقى واضحًا كجزء من تراث القصبة للحفاظ عليه
6- باب سيدي رمضان:
وهو أقدم باب تعود تسمية هذا الصرح الديني سيدي رمضان إلى اسم أحد جنود الجيش الإسلامي الذي قدم إلى شمال إفريقيا ضمن حملة الفتوحات الإسلامية التي قادها الفاتح الإسلامي عقبة بن نافع حيث استقر هذا الجندي بعد ذلك بالجزائر العاصمة، وبعد وفاته تم دفنه في إحدى أركان هذا المسجد، ومنه أخذ هذا الصرح الديني تسميته الحالية.
وتأتي رواية أخرى عن أصل “سيدي رمضان” أنه ولي صالح تعود أصوله إلى أحد عروش مدينة الزيبان ببسكرة
7- باب السبوعة:
أو (باب الأسُود) هو باب منفصل يقع داخل الجزر في وسط البحر ليس هناك مصادر رسمية عن سبب تسميته بهذا الاسم ليبقى مجهولا
ان هذه الأبواب كانت كبيرة الحجم ومصنوعة من الخشب ومزخرفة بزخارف جميلة تفتح عند طلوع الشمس وتغلق عند غروبها.
والمثير أيضا للانتباه أن أبواب الجزائر القديمة مازالت موجودة سواء في أبواب ضخمة أو عبارة عن أماكن تحمل تسميات تلك الأبواب التي مرت عليها مئات السنين ولكنها لم تمح من ذاكرة سكان العاصمة الجزائرية والتي توارثوها أبا عن جد وتبقى تحافظ على تاريخ المدينة العريقة
المصادر:باب زمان +ويكيبيديا