«أخناتون » الملك الذي تدور حوله الأسرار
«أخناتون » الملك الذي تدور حوله الأسرار 1----562
هو الملك أمنحتب الرابع وهو ابنًا للملك أمنحتب الثالث من الملكة تي ، جلس اخناتون علي عرش مصر وهو لم يتجاوز الـ ١١ من عمره، وجعل صغر سنه السلطة الفعلية في يد أمه الملكة " تي" ،قيل أنه قد أشترك مع أبيه في الحكم لعدة سنوات ولكن يختلفون في تحديد عددها وآخر يري انه تولي الحكم بعد وفاة أبيه .
تزوج أمنحتب الرابع من الأميرة نفرتيتي وكان ميالًا بفطرته للفلسفة والتأمل مما جعله يفكر في الدعوة إلي عبادة إله الشمس « آتون » وأقام له معبدًا علي مقربة من معبد الكرنك .
في بداية الدعوة إلي آتون كان أمنحتب معتدلا ولم تكن الأمور بينه وبين كهنة آمون قد وصلت إلي حد المواجهة حيث قدم القرابين لجميع الآلهة القديمة ثم جعل إله الشمس القديم " رع حور آختي" إلهه المفضل ووضعه في المقدمة مما آثار قلق كهنة آمون -إله الدولة الرسمي في ذلك الوقت - علي نفوذهم فبدأوا يضعون المشاكل أمامه.
وبعد حوالي خمس سنوات بدأ يشتد تعصب الملك للدين الجديد ووقف في وجه كهنة آمون وغير إسمه إلي " إخناتون " أي المفيد لآتون أو الصورة الحية لآتون وهكذا بدأت المتاعب حيث أنقسم الناس مما أضطره لترك الملك طيبة والهجرة الي مدينة جديدة .
أنتقل أخناتون الي عاصمته الجديدة والتي هي بالقرب من ملوي بمحافظة المنيا والتي عُرفت بإسم " آخت آتون " أي أفق آتون وهي الآن تل العمارنة بعدما انتهي من بناءها والذي استغرق عامين كاملين حيث بني معبدًا وقصورًا وأحياء للسكني أتباعه وقد أقسم يمينًا سجله علي لوحات الحدود التي وضعها علي أرجاء عاصمته الجديدة علي ألا يغادرها طالما بقي حيًا
وبسبب اهتمامه بديانته الجديدة أهمل شئون الحكم والإمارات الخاضعة لملكه في الخارج مما جعل مملكة خيتا تستغل الفرصة لإغارة علي الحدود السورية وضم ولاياتها الواحدة تلو الأخري، مما شجع ذلك ايضا بعض المدن الفينيقية والفلسطينية علي أن تستقل بأمورها وتغير إحداها علي الأخري .
وأخدت جماعات البدو تحدث إضطرابا في الأمن وهكذا سري التحلل من القبضة المصرية وسادت الفوضي والاضطراب ،ورغم كل هذه الفوضي كان أخناتون مهتما بثورته الدينية وتأملاته ومضي في دعوته الدينية مخلصًا و رغم استنجاة حكام الولايات الخاضعة لمصر به ولكنه لم يستجب .
وظل الملك هكذا في مدينته الجديدة هو وأسرته وبعض ٱخوته ، وبعد حكم دام حوالي ٢١ عاما توفي أخناتون ودفن في تل العمارنة ،وبموت أخناتون ماتت معه الديانة الجديدة حيث أن توت عنخ آمون رجع تائبا لديانة آبائه " عبادة آمون رع " وحول اسمه من توت عنخ آتون الي توت عنخ آمون.


المصدر : مواقع ألكترونية