بم تشابه الفينيقيون و الأغريق قبل الأنصهار ؟
"تنافس - تزاوج - أبناء عم - حضارة واحدة" …الحضارة الهلينية … فيما بعد "الحضارة الرومية" …
إن الفينيقيين و الأغريق قد واجهوا نفس الصعوبات و التحديات الداخلية و الخارجية فتوجه الطرفان نحو البحر للحضور التجاري و البحث عن أراضٍ جديدة …
و أمام هذا الانتشار الواسع للفينيقيين في البحر المتوسط و الحضور القوي للعنصر الأغريقي "اليونان" في البحر المتوسط وقعت المنافسة الكبرى بين العملاقين التجاريين و قد اشتد الصراع السلمي بينهما لحكم شواطىء البحر الأبيض المتوسط الذي كان له الدور الأكبر و المشترك بين الطرفين فكان الصراع و السباق على الأراضي المحيطة في البحر و الجزر …
فينيقيا :
1- عانى الفينيقي من صراعات الآشوريين مع المصريين و التي كان الساحل الفينيقي ممراً لها …
2- ظهور الآراميين و إحتلالهم لمناطق في شرق فينيقيا و هم المهاجرين من بلاد مابين النهرين "العراق" و صراعهم الضروس مع الآشوريين أيضاً …
3- ظهور مملكة اسرائيل و صراعها مع الآراميين و الآشوريين …
4-صراعات الممالك الحثية جراء الانقسامات الكبيرة …
جغرافياً : يحد فينيقيا من الشرق بما يسمى اليوم ب البادية السورية و الصحراء العراقية و العربية مما جعل الفينيقيون ينظرون إلى البحر ك وسيلة أسهل للتواصل و التجارة و هم المحترفين بصناعة السفن مستخدمين خشب شجر الأرز اللبناني …
في الجهة المقابلة "اليونان" :
1- عانى الأغريق من الصراعات الداخلية بين أثينا و اسبرطة و الحروب مع الفرس خصوصاً …
جغرافياً : تشكل الجبال و التضاريس المتعرجة الصعبة في الغرب اليوناني عائقاً أمام الاغريق للتجارة و التواصل مع شعوب أوروبا حتى لم تتوفر لديهم الزارعة بسبب التضاريس الجبلية المتعرجة مما جعلهم يبحثون عن أراضٍ جديدة فكان التوجه بحراً إلى فينيقيا خصيصاً و البحر المتوسط بشكل عام …و الحضارة الإغريقية اليونانية تعتبر في التاريخ من حضارات المشرق والشرق والسبب الاول هو الجغرافيا والتي تتصف بطبيعة اليونان الجبلية الصعبة والتي منعت الاغريق من التواصل مع شعوب اوروبا مما دفع الاغريق اليونان الى الهجرة ل مشرقنا منذ 1500 قبل الميلاد والاستقرار وانشاء مدن كانت لها الاهمية الأكبر في مشرقنا وأهمها هي أنطاكية و اللاذقية و آفاميا والكثير غيرها طبعاً بالأضافة الى العديد من المدن الفينيقية في بلاد اليونان و اهمها طيبة و العديد غيرها ….
- في الصراع الفارسي – اليوناني القديم ، كانت المدن الفينيقية على الدوام تميل إلى شقيقاتها من المدن الهلينية الطابع. وقد احتل الفرس المدن الفينيقية ، وعندما اتى الاسكندر ، رحبت به كل المدن الفينيقية وتعاونت معه ، وعلى رأسها صيدا مثلها مثل أكثرية المدن الهلينية الطابع (ما عدا صور التي قاومته على الأرجح بسبب تمكن الفرس فيها ، كما قاومته مدن يونانية في داخل اليونان الحالية ، لأن تلك المدن كانت تحاول الحفاظ على استقلالها السياسي ، وليس لأنها اعتبرته من "حضارة عدوة") .
كان البحر المتوسط هو المحور الذي تمحورت حوله حياة الفينيقيِّين والإغريق ، فتفاعلوا وتزاوجوا ، وخلقوا معاً ابنتهما المسماة : " الحضارة الهلينية بلغتها اليونانية" ، والتي أخذت الطابع المسيحي "الرومي" فيما بعد ، وهي التي ينتسب إليها يونانِيُّو اليوم والقَبارِصة والروم في المشرق الأنطاكي والأوروشَليمي .
حصل التمازج "الشرقي الفينيقي – البلاسجي اليوناني" لتنشأ منه حضارة مميزة اسمها "الحضارة الهلينية" ، انتشرت في الساحل المشرقي "سوريا- لبنان- فلسطين" وقبرص واليونان ، وتطورت بشكل طبيعي جداً وأعطت الحضارة "الرومية" .
المصدر:مواقع ألكترونية