تابوت الملك شوشنق الثاني
تابوت الملك شوشنق الثاني 1-2920
هل تعلم أن تابوت الملك شوشنق الثاني هو واحد من أروع الآثار المصرية القديمة؟ إنه ليس مجرد تابوت يحتوي على جثة، بل هو عمل فني رائع يحكي قصة حياة وموت هذا الملك العظيم. تابوت شوشنق الثاني مصنوع من الفضة والنقوش الرائعه، ويزن حوالي 400 كيلوغرام. يظهر على وجهه نحت لشكل قناع حورس، إله السماء والملوك في المصر القديمة، والذي كان يرمز إلى السلطة والحماية. على جانبي التابوت، نجد مشاهد من كتاب الموتى، الذي يصف رحلة الملك إلى العالم الآخر والأختبارات التي يواجهها. كان شوشنق الثاني ملكًا قويًا وحكيمًا، حكم مصر من 887 إلى 885 قبل الميلاد، في عصر الأسرة المصرية الثانية والعشرون. خلفه ابنه تاكيلوت الأول، الذي استمر في حكم مصر بنجاح. تابوت شوشنق الثاني هو شاهد على تاريخ مصر العريق وثقافتها الغنية.
مقبرته
قد سبق الكلام عن كيفية كشف هذه المقبرة عند التحدث على مقبرة الملك «بسوسنس الأول» [راجع فراعنة الأسرة الواحدة والعشرين في تانيس الفرعون «بسوسنس» باسب خعنوت]، وسنتحدث هنا عن محتويات التابوت الذي دفن فيه هذا الملك.
وتابوت هذا الملك المصنوع من الفضة له رأس صقر (انظر صورة رقم ١٤)، وقد وجد على طوار، ودلت شواهد الأحوال على أنه سليم ولم يمسَّ بسوء، وقد ظُنَّ في بادئ الأمر بالنسبة للموضع الذي وجد فيه أنه للملك «بسوسنس»، ولكن عندما رفع غطاء تابوته ظهرت لفائف الفرعون المذهبة، وقد اتضح من قراءة الاسم أنها للملك الملقب «حقا خبر رع»، وهو كما أسلفنا من قبل «شيشنق الثاني»، والتابوت مصنوع من الفضة، وهو على هيئة حُق برأس صقر، وليس عليه من الخارج أية زينة، وقد اكتفى بأن يصور في داخله صورة أنثى.
ولكن من جهة أخرى أظهر المُفْتَنُّ الذي صنعه مهارة في تزيين غطاء هذا التابوت، وهو على صورة آدمي برأس صقر، وضفيرتا الشعر المستعار اللتان تحليان رأسه قد استعمل المفتَنُّ في صياغتهما الطرق، ومنقار الصقر مستعار، وأحاط المفتن العينين بثلاث دوائر منقورة، وخطط الشعر المستعار بخطوط متوازية، ووضع بين الضفيرتين أسماط عقد من الخرز، أما اليدان فتقبضان على زخمة وصولجان وقد صُنعتا على حدة، ويشاهَد بعد ضفائر الشعر جعران مجنح يحيط بثلاثة صفوف من الحلية التي على صورة أزهار، كما يشاهد طائر برأس كبش ناشرًا جناحيه على كل عرض الغطاء، وعند ذيل هذا الطائر يبتدئ سطر من النقوش معبرًا عن تمنيات الملك المتوفى، وهاك الترجمة:
يا «أوزير» الملك «شيشنق» محبوب «آمون»، إنك ستأخذ خبزًا إلى «حتكا بتاح» (منف)، وستجدد القرابين إلى «أون» (عين شمس)، ليتك ترى «آتون» يشرق في سفينته عندما يولد كل يوم طوال الأبدية.


المصدر : مواقع ألكترونية