كيف كان المصريون القدماء يستعدون للحياة الآخرة؟
هل تريد أن تعرف كيف كان المصريون القدماء يستعدون للحياة الآخرة؟ تعال واكتشف معي حالة التابوت والمومياء المصرية لبانخيناموم، الذي عاش في الفترة الانتقالية الثالثة، حوالي 945-715 قبل الميلاد. بانخيناموم كان كاهنًا للإله أمون، ودفن في تابوت مذهل مصنوع من الكرتوناج، وهي مادة تتكون من شرائح من الكتان أو ورق البردي ملتصقة بمادة صمغية. تم تغطية التابوت بالذهب والصباغ، وزخرفته بالنصوص الهيروغليفية والمشاهد الدينية. تم حفظ جسد بانخيناموم بعناية من خلال عملية التحنيط، وتضمينه بالتمائم والأعضاء الداخلية في جرار كانوبية. كان التابوت والمومياء جزءًا من هيكل مقبرة معقد، يهدف إلى توفير كل ما يحتاجه الكاهن في رحلته إلى العالم السفلي.
تمحورت المعتقدات المصرية القديمة بالحياة الآخرة حول مجموعة متنوعة من الطقوس المعقدة التي تأثرت بالجوانب المتعددة للثقافة المصرية. كان الدين مساهمًا رئيسيًا، لأنه كان ممارسة اجتماعية مهمة ربطت جميع المصريين معًا. مثلًا، لعب العديد من الآلهة المصرية أدوارًا في إرشاد أرواح الموتى إلى الحياة الآخرة. مع تطور الكتابة، دُونت المبادئ الدينية وانتشرت بسرعة في جميع أنحاء المجتمع المصري. كان صوغ متون الحياة الآخرة هو الذي سبك هذه المبادئ وأطلقها، إذ أوضحت هذه النصوص وشرحت ما يحتاج الموتى إلى معرفته لإكمال الرحلة بأمان.
تضمنت التعاليم الدينية المصرية ثلاث أيديولوجيات عن الحياة الآخرة: الإيمان بالعالم السفلي والحياة الأبدية وولادة الروح من جديد. كان للعالم السفلي، المعروف أيضًا باسم دوات، مدخل واحد فقط يمكن بلوغه عن طريق الانتقال عبر قبر المتوفى. تكون الصورة الأولية التي ستظهر للروح عند دخولها هذا العالم عبارة عن ممر تصطف على جانبيه مجموعة من التماثيل المبهرة، بما في ذلك شكل مختلف للإله حورس ذو رأس الصقر. لربما تفاوت المسار المتبع إلى العالم السفلي بين الملوك وعامة الشعب. بعد الدخول، تُقدم الأرواح لإله بارز آخر وهو أوزيريس. سيحدد أوزيريس طهارة روح المتوفى ويمنح من يعتبره جديرًا حياة آخرة يسودها الاطمئنان. غالبًا ما كان المفهوم المصري عن «الحياة الأبدية» بأنها ولادة جديدة إلى أجل غير مسمى. لذلك، تُرشد الأرواح التي أمضت حياتها برقي إلى أوزيريس لتولد من جديد.
المصدر : مواقع ألكترونية