شيشناق الملك الأمازيغي العظيم الذي خطى إسمه بمداد من ذهب ...
شيشناق الملك الأمازيغي  العظيم الذي خطى إسمه بمداد من ذهب ...  2-146
شيشانق فرعون مصري من أصول امازيغية أسس الاسرة الثانية و العشرون، و يرجع نسبه إلى أسرة استقرت في مدينة إهناسيا، وجاء في احد النقوش المصرية ذكر أجداده بالتفصيل، الفرعون شيشنق بن نمرود بن شيشنق بن باثوت بن نبنشي بن ماواساتا بن بويو واوا.
أسلافه ...
كان جده الأعلى (بويو واوا) مستقرأً باحدى واحات جنوب غرب مصر ، و كان ينتمي لقبيلة التحنو الامازيغية ، أما ابنه ماواساتا فقد انتقل إلى العيش بمدينة أهناسيا وانخرط في صفوف الكهنة حتى صار كاهن معبد مدينة إهناسيا وقد خلفه ابنه نبنشي، الذي خلفه ابنه باثوت، الذي خلفه ابنه شيشنق، والذي ورث عن أجداده وظيفة الكاهن، وصار بعد ذلك الكاهن الأعظم وقائد حامية إهناسيا وقد تزوج من ابنة زعيم قبيلة المشواش الامازيغية، وأنجب منها نمرود، الذي تزوج من الأميرة تنتس بح، والتي أنجب منها شيشنق الدي اصبح فرعون مصر ومؤسس الأسرة الثانية والعشرين ....
كان هذا حوالي عام 950ق.م ،
لكن كيف وصل للحكم ؟
لعله إستغل العلاقة المتوثرة بين رامسيس الثاني و قبائل المشواش الليبية الأمازيغية وقادهم ضد الفرعون في معركة على ضفاف واد النيل وهذا تؤكده ﺑﺮﺩﻳﺔ ﻫﺎﺭﻳﺲ ﺍﻟﻜﺒﺮﻯ..
ﻭﻫﻲ ﺑﺮﺩﻳﺔ ﻳﺼﻞ ﻃﻮﻟﻬﺎ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺃﺭﺑﻌﻴﻦ ﻣﺘﺮ ﻭﻋﺮﺿﻬﺎ ﺣﻮﺍﻟﻲ 42 ﺳﻨﺘﻤﺘﺮ، ﺗﺘﺤﺪﺙ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺒﺮﺩﻳﺔ ﻋﻦ ﻫﺠﻮﻡ ﻗﺒﺎﺋﻞ ﺍﻟﻠﻴﺒﻮ ﻋﻠﻰ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﺍﻟﺪﻟﺘﺎ ﻭﻳﻔﻬﻢ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨﺺ ﺃﻥ ﺍﻟﺴﺒﺐ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻬﺠﻮﻡ ﺃﻥ ﺍﻟﻔﺮﻋﻮﻥ ﺃﺭﺍﺩ ﺃﻥ ﻳﻔﺮﺽ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻠﻴﺒﻴﻴﻦ ﻣﻠﻜﺎ ﻣﻨﻬﻢ ﺭﺑﺎﻩ ﻓﻲ ﻗﺼﺮﻩ ﻭﻟﻜﻦ ﺍﻟﻠﻴﺒﻴﻴﻦ ﺭﻓﻀﻮﺍ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺤﺎﻛﻢ ﻷﻧﻬﻢ ﺭﺅﻭﺍ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﻔﺮﻋﻮﻥ ﻧﻔﺴﻪ .
وقد كان شيشناق مشهورا و قام بتنفيذ برنامج عمراني واسع ماتزال آثاره الخالدة حتى هذا اليوم، منها بوابة ضخمة تعرف الآن باسم بوابة شيشانق وكانت تدعى في عصره ببوابة النصر وهي جزء من امتداد الجدار الجنوبي لبهو الأعمدة الشهير في الكرنك، وقد سجل على هذه البوابة كعادة الملوك المصريين أخبار انتصاراته في فلسطين وتاريخ كهنة آمون من أفراد أسرته ...
شيشناق الملك الأمازيغي  العظيم الذي خطى إسمه بمداد من ذهب ...  1-707
و قد حاول في مرحلة ضعف الدولة المصرية ان يحيي امجادها الغابرة، و استطاع ان يرجع لها هيبتها المفقودة، ويمكن رؤية تفاصيل انتصاراته على ممالك فلسطين و كنعان و سوريا، ونقوشه تصور مأقدمته هذه الممالك من جزية بالتفصيل وبتحديد حسابي دقيق ..
ونرى صدى معاركه و انتصاراته في بوابة شيشانق و في الكتاب المقدس او " التوراة " التي أوردت تفاصيل كثيرة عن هزيمته ليربعام ملك بني إسرائيل وابن النبي سليمان .
كيف ذلك ؟
كان شيشناق بإمبراطوريته الفرعونية يتوسع شرقا وكانت تجمعه علاقة طيبة بالنبي سليمان وقد زوجه حتى إبنته ، لكن بعد وفاته ستسوء العلاقة بإبنيه ليقوم بعد ذلك بإحتلال مملكة يهودا , ﻭ ﻗﺪ ﺫٌﻛﺮ ﺍﻟﻠـﻴﺒﻴـﻮﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻮﺍﺭﺓ ﻓﻲ ﺍﻻﺻﺤﺎﺡ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﻋﺸﺮ ﻓﻲ ﺳﻔﺮ ﺃﺧﺒﺎﺭ ﺍﻷﻳﺎﻡ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﻛﺸﺎﻫﺪ ﻋﻠﻰ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺤﺎﺩﺛﺔ ..
تقول الثوراة " 1 ﻭﻟﻤﺎ ﺗﺜﺒﺘﺖ ﻣﻤﻠﻜﺔ ﺭﺣﺒﻌﺎﻡ ﻭﺗﺸﺪﺩﺕ، ﺗﺮﻙ ﺷﺮﻳﻌﺔ ﺍﻟﺮﺏ ﻫﻮ ﻭﻛﻞ ﺇﺳﺮﺍﺋﻴﻞ ﻣﻌﻪ . 2 ﻭﻓﻲ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺍﻟﺨﺎﻣﺴﺔ ﻟﻠﻤﻠﻚ ﺭﺣﺒﻌﺎﻡ ﺻﻌﺪ شيشنق ﻣﻠﻚ ﻣﺼﺮ ﻋﻠﻰ ﺃﻭﺭﺷﻠﻴﻢ، ﻷﻧﻬﻢ ﺧﺎﻧﻮﺍ ﺍﻟﺮﺏ . 3 ﺑﺄﻟﻒ ﻭﻣﺌﺘﻲ ﻣﺮﻛﺒﺔ ﻭﺳﺘﻴﻦ ﺃﻟﻒ ﻓﺎﺭﺱ، ﻭﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻋﺪﺩ ﻟﻠﺸﻌﺐ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺟﺎﺀﻭﺍ ﻣﻌﻪ ﻣﻦ ﻣﺼﺮ : ﻟﻮﺑﻴﻴﻦ ‏( ﻟﻴﺒﻴــﻴﻦ ‏) ﻭﺳﻜﻴﻴﻦ ﻭﻛﻮﺷﻴﻴﻦ . 4 ﻭﺃﺧﺬ ﺍﻟﻤﺪﻥ ﺍﻟﺤﺼﻴﻨﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻟﻴﻬﻮﺫﺍ ﻭﺃﺗﻰ ﺇﻟﻰ ﺃﻭﺭﺷﻠﻴﻢ ...
إذن بعد إعتلاء شيشناق عرش الفرعون تولى بعدها الأمازيغ سدة حكم مصر الفرعونية لقرنين من الزمن ( 200 سنة )من خلال الأسر الثانية والعشرين، الثالثة والعشرين والرابعة والعشرين ...
شيشناق الملك الأمازيغي  العظيم الذي خطى إسمه بمداد من ذهب ...  2-59
ﺧﻼﻝ ﺍﻟﻔﺘﺮﺓ ﻣﻦ 950 730 ﻗﺒﻞ ﺍﻟﻤﻴﻼﺩ، ﻭﻣﻦ ﺃﺷﻬﺮ ﻣﻠﻮﻛﻬﻢ ‏
ﺷﻴﺸﻴﻨﻖ ﺍﻷﻭﻝ – ﺃﻭﺳﺮﻛﻦ ﺍﻷﻭﻝ – ﺗﺎﻛﻠﻮﺕ ﺍﻷﻭﻝ – ﺃﻭﺳﺮﻛﻦ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ – ﺷﻴﺸﻴﻨﻖ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ – ﺗﺎﻛﻠﻮﺕ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ – ﺷﻴﺸﻴﻨﻖ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ – ﺑﺎﻣﺎﻱ – ﺷﻴﺸﻴﻨﻖ ﺍﻟﺮﺍبع ﺑﺎﺩﻱ ﺑﺎﺳﺖ – ﺷﻴﺸﻴﻨﻖ ﺍﻟﺨﺎﻣﺲ – ﺃﻭﺳﺮﻛﻦ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ – ﺗﺎﻛﻠﻮﺕ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ – ﺃﻣﻨﺮﻭﺩ ..
ومن أهم الآثار التاريخية المصرية التي تدل على الأسر الفرعونية الأمازيغية :
قوس النصر في مدينة الكرنك وقبر الأسرة الأمازيغية المالكة الثانية والعشرين بمدينة تالبسطة ..
أما عن رأي ذكاترة التاريخ المصريين و علماء المصريات عموما في العالم على شيشناق !! فهم لا يختلفون على أنه ليبي أمازيغي ولا عن مأثره هناك
يختلفون فقط في طريقة وصوله للحكم بين من يراها بالقوة ومن يرى عكس ذلك تماما ، و يختلفون على ذكر اورشليم لما لها من مشكل سياسي في قضية فلسطين ...
وتذكر الدكتورة زكيه يوسف طبوزادة في إتجاه الإختلاف في طريقة الوصول للحكم ، في كتابها "تاريخ مصر القديم" أن جماعات من قبيلتي المشواش و الليبو المقيمين في مصر كانوا دائما يتجمعون في جاليات، إلا أنهم سرعان ما "تمصـروا" و تحولوا إلىالديانة والعادات المصرية.
وفي تصريح لـ"أصوات مغاربية"، يقول رئيس قطاع الآثار المصرية، الدكتور يوسف خليفة، "إن مصر كانت لها حدود غربية مع ليبيا، وكانت لمصر نشاطات اقتصادية واتصالات ثقافية واجتماعية، وجاءت بعض الهجرات من الغرب، فأتى بعض الليبيين إلى مصر فرادى وجماعات، وكوّنوا جالية وتصاهروا وتزاوجوا حتى استطاعوا أن يصلوا للحكم".
ويشير العديد من المؤرخون إلى أن شيشنق ذُكر اسمه في التوراة، تحديدا في سفر الملوك ( اوردته اعلاه )، وذلك عندما قام بالاستيلاء على مدينة "أورشليم" القدس حاليا.
كما سُجّلت انتصارات شيشنق العسكرية على الجدارن الجنوبية الخارجية لبهو معبد الكرنك في مصر، " إلا أن مدينة أورشليم لم ترد على هذه الجدران " .
شيشناق الملك الأمازيغي  العظيم الذي خطى إسمه بمداد من ذهب ...  2-60
(وهذا صراع عقيم بين المصريين الذين ينفون والإسرائليين الذين يؤكدون )
وفي إتجاه التأكيد يذكر العالم الإسرائيلي " يغال ليفين " أن السبب وراء عدم ذكر أورشليم بالإسم قد يعود إلى عوامل جغرافية أدت بدورها إلى اختفاء بعض الأسماء والأحداث على واجهة معبد الكرنك ..
أما عن تماثيل الملك العظيم شيشناق لا تزال حتى هذه اللحظة موجودة في متاحف متعددة، منها متحف بروكلين في مدينة نيويورك الأميركية، الذي يضم تمثال أبو الهول الخاص بالملك شيشنق، وهو في حالة جيدة....


المصدر : مواقع ألكترونية