فك لغز نصوص بابلية قديمة بالذكاء الاصطناعي
نجح علماء آثار في ألمانيا بفك لغز نصوص بابلية قديمة محفورة على ألواح أثرية بالاستعانة بالذكاء الاصطناعي.
أدى الذكاء الاصطناعي مهام معقدة خلال دقائق فقط بدلاً من أشهر من العمل المتعب اللازم سابقاً.
تتضمن النصوص التي تم اكتشافها وترجمتها نصوصاً من ملحمة جلجامش المعروفة كواحدة من أقدم القصص المسجلة.
قام فريق من العلماء في جامعة لودفيج ماكسيميليان الألمانية باستخدام تقنية الذكاء الاصطناعي لحل لغز محتوى العشرات من الألواح الطينية الأثرية التي تعود إلى الحضارة البابلية التي ازدهرت في بلاد ما بين النهرين قبل آلاف السنين.
قام الباحثون بتصميم نظام ذكاء اصطناعي عالي التخصص وقادر على تمييز الأجزاء المكسرة من الألواح الطينية القديمة وربطها مع بعضها البعض بسرعة وفعالية كبيرين لتشكيل صورة أقرب لشكل اللوح الأصلي وتسهيل قراءته وترجمته.
وفق العلماء المسؤولين عن الإنجاز، تكمن واحدة من مشاكل فهم النصوص البابلية في كونها مكتوبة على ألواح طينية مكسرة ومتوزعة في أرجاء العالم. إذ توجد بعض هذه الألواح في بغداد، لكن الكثير منها متوزعة على متاحف حول العالم مثل المتحف البريطاني.
بالإضافة للصعوبات اللوجستية المتمثلة بتوزيع الألواح على عدة بلدان ومتاحف ضمنها، فهي أيضاً مكتوبة بنظام كتابة معقد يتضمن كلاً من الكتابة السومرية والأكادية، وهو ما يزيد من صعوبة تجميع النصوص ومحاولة ترجمتها.
في السابق، كان العلماء يحلون هذا النوع من الألغاز عبر رسم محتوى الألواح على الورق ومن ثم محاولة ربط الأشكال مع بعضها البعض كما لو أنها لغز تركيب الصور. لكن وبالنظر إلى أن العملية كانت تحتاج أشهراً من العمل ليتم إتمامها، كان استخدام الذكاء الاصطناعي للأمر ترقية كبرى ساعدت في الوصول إلى النصوص بشكل أفضل من السابق.
خلال استخدام أخير للخوارزمية، فقد نجحت بتجميع واكتشاف لوح جديد يضاف إلى ملحمة جلجامش. ويعد هذا الأمر مهماً بالنظر إلى أن هذه الملحمة هي أقدم إنتاج أدبي مسجل ومعروف اليوم وتعود إلى أكثر من 4000 عام مضت.
تضمنت القصيدة التي تم تجميعها عبر الذكاء الاصطناعي ما يلي:
نهر أراهتو.
صنعه نوديمود، إله الحكمة. يروي السهل وينقع القصب.
يضخ مياهه إلى الأهوار والبحر.
حقوله مزهرة وخضراء.
تلمع المروج بالحبوب الغضة.
بفضله، تتكوم الذرة على شكل أكوام وأكوام.
وينمو العشب طويلاً ليكون مرعىً للقطعان.
مع خيرات وبهاء تنفع البشر.
وكل ذلك مغطىً بوفرة مجيدة.
لا يزال استخدام أداة الذكاء الاصطناعي التي تم تسميتها “Fragmentarium” محصوراً بعدد قليل من الباحثين وعلماء الآثار فقط. لكن سيتم فتح الأداة أمام الباحثين قريباً، وهو ما قد يؤدي إلى ثورة كبرى من حيث تجميع وترجمة النصوص القديمة الأثرية.
المصدر:مواقع ألكترونية