اليوم هو الاول من نيسان(أفريل) يوم الكذب
وعنه لكم هذه المعلومة
كلمة "نيسان" أو ما يقاربها في اللغة السومرية تعني "البداية" أو "البدء" لأن السنة الشمسية كانت تبدأ في الأول من نيسان.
استمر هذا التقليد فيما بين النهرين والعراق الحالي لعدة آلاف من السنين، وانتهى على يد حكومة (البعث) في السبعينات من القرن الماضي!
ربما يستغرب القاريء لهذه المعلومة غير المتوقعة وغير المنطقية. ولكنها حقيقة ثابتية وملموسة يعرفها كل متتبع للأحداث في العراق. حيث السنة "المالية" في حكومات العراق، كانت تبدأ في الأول من نيسان من كل سنة. أما بقية شؤون الدولة والتقاويم الرسمية والعطل والأعياد، فكانت تبدأ في الأول من كانون الثاني الميلادي كما هو جارِ اليوم في العراق وبقية دول العالم، فالسنة المالية وميزانية الدولة، كانت تعتمد على الموروث السومري فالأكدي والبابلي والآشوري في بلاد ما بين النهرين (ميسوبوتاميا).
لماذا أختير شهر نيسان ليكون البداية؟
لأن هذا الشهر هو بداية الربيع أي بداية العام الجديد، بعد ما كان الشتاء ببرده القارص وثلوجه المتراكمة وامطاره الغزيرة وظلامه الدامس، بحيث يصعب على الإنسان الخروج من مأواه ليمارس أعماله اليومية، فكان الشتاء أشبه بالسبات أو الموت المؤقت.
من معتقدات الشعوب القديمة، ان اعمال الإنسان سواء كانت خيراً او شراً، تكتب على ألواح، فتراجعها الآلهة وتأمر الملائكة بنيل نصيبه من العقاب والثواب. ثم تأمر الآلهة بكسر وتحطيم هذه الألواح في (31) آذار، وتأمر كذلك بجلب ألواح جديدة لتسجل عليها أعمال الإنسان في السنة الجديدة. إن عملية تحطيم الألواح القديمة وتهيئة الواح جديدة، تستغرق يوماً كاملاً هو الأول من شهر نيسان، فقدس هذا اليوم وخصص للإله مردوخ بسبب إنتصاره على الشر والأشرار التي كان يطلق عليها إسم (تيامات).
نعود ثانية إلى الأول من نيسان حيث تم فيه كسر الألواح وغابت القوانين والأنظمة وأختلط الحابل بالنابل وأضطرب حبل الأمن وبدأ الناس بممارسة (الكذب والخديعة) سواء للمزحة او لتأذية العدو، فكان (الكذب) مسموحاً فيه، ثم تعود الأمور إلى سابق عهدها من تطبيق الأنظمة والقوانين المتبعة وتعود المياه إلى مجاريها كما كانت في السابق.
هذا رأي في سبب تسمية الأول من نيسان يوم الكذب الأبيض، وهناك آراء أخرى قد تختلف قليلاً أو كثيراً أو غيرها، سأقتصر على ذكر رأي آخر وهو كالآتي:
إن (أكيتو) كان يتخلى عن العرش في الأول من نيسان ليرى ما سيؤول إليه أحوال الشعب، فكانت تعم الفوضى والأضطراب والعصيان وأنتشار (الكذب والخديعة) مما يجعل الإنسان كي يراجع نفسه ويتوسل بالألهة كي يعيدوا تطبيق القوانين وحفظ النظام، بعد أن ذاقوا مرارة الفوضى والأضطراب.
نستنتج من هذا العرض أن ما حدث خلال هذا اليوم هو (كذبة)! فالملك عاد إلى عرشه وينقذ سلطانه، وما تنحيته إلا (خدعة) للجماهير، فقلدها قسم من الناس وأستمرت إلى يومنا هذا.
المصدر:مواقع ألكترونية