تمثال نهر النيل
في أروقة متحف الفاتيكان، حيث تتنفس التحف الفنية قصص الحضارات العريقة، يقف تمثال نهر النيل بكل شموخ، مجسدًا إرث مصر الخالد. هذا العمل الفني، الذي خلقه جيوفاني فولباتو بأنامل ماهرة في عام 1785، يعد تحية للإبداع المصري القديم وتأثيره العميق على العالم.
تمثال نهر النيل، بتفاصيله الدقيقة وتكوينه الرمزي، يعكس الخصوبة التي يجلبها النهر العظيم لأراضي مصر. يتميز بقرن الوفرة والقمح، ويحيط به أبو الهول وتمساح النيل، في تناغم يحكي عن الوفرة والغنى. الأطفال الستة عشر الذين يلعبون حول النهر يمثلون الأذرع، وحدات القياس التي تعبر عن ارتفاع مياه النيل الذي يضمن الحياة والازدهار.
تمثال نهر النيل لفولباتو، المصنوع من خزف البسكويت الصلب، هو نسخة مصغرة ومخلصة للنحت الروماني الأصلي الموجود في الفاتيكان. يعبر هذا العمل عن الإعجاب الذي كان يحظى به النحت الروماني في زمن فولباتو، ويظهر القدرة الفائقة للخزف على تقليد الرخام العتيق بدقة متناهية.
بأبعاده البالغة 30.2 × 58.7 × 29.5 سم، يعد هذا التمثال تحفة فنية تستحق الإعجاب والتقدير، فهو يحمل في طياته قصة نهر أسهم في نشأة وازدهار حضارة عظيمة، ويظل شاهدًا على عبقرية الفنانين الذين أعادوا تخليد هذا الإرث الثقافي الغني.
المصدر:مواقع ألكترونية