بابا علي وختامها مسك:writing_hand:



Baba Ali Ep 30 بابا علي

مسلسل بابا علي بدأ بمجوهرات الفضة والذهب في مغارة داغور، وإنتهى بجزء من تلك الاموال حصل عليها البطل كهدية من إكيك، أمام أعين الجميع وسط "أسايس" رمز المناظرة والقيم الإنسانية، والجميل جدا في الحلقة النهائية هو الحضور الجماعي لأغلب من تقمص دورا في السلسلة، من قطاع الطرق، داغور، وإكيك، وأتباعهما، وكذلك القاضي وحاشيته، وكل أهل الدوار، بالفعل هذه الفكرة تحسب للمخرج والسيناريست، أعجبتني كثيرا! كذلك الختام بالترحم على هرمين فنيين كبيرين، أعطايا للسينما الأمازيغية الشئ الكثير، مع موسيقى جميلة حساسة مخالفة لموسيقى الجنيريك الأصلية؛ إلا أن ما يعاب هو عدم الإشارة إلى المرحوم الفنان "أحمد أزناك" الذي عاش في أخر حياته وضعا صحيا صعبا حرجا، أوجب الإشارة كذلك إلى هذا الهرم فرحمة الله عليهم مجددا.
أما في مايخص المسلسل عامة، فهو عمل ناجح، رغم ما ذكر من هفوات من قبل في المقال الأول الذي نشرته في صفحتي بالفيسبوك بعنوان "قراءة إعجاب ونقد وحب لسلسلة بابا علي" بتاريخ 30 أبريل2021 وإضافة إلى ما أشرت إليه سابقا هناك نقص في الحبكة في العشر الأواخر من حلقات المسلسل، كذلك هناك عدم التراتبية في المشاهد، مثلا في الحلقة الأخيرة عندما إقتاد بابا علي داغور إلى بيته، سرعان ما ظهر وهو يتحدث مع المحفوظ عن الذبح، وبعده يليه مشهد حبس الداغور، وهذا خطأ تقني، فعلى المخرج أن يكمل مشاهد الإعتقال أولا؛ ثم يأتي بمشهد الحديث عن الذبح، وأيضا بعض الأخطاء التي أشرنا إلى مثلها سلفا كتصوير أعمدة الكهرباء في مشهد في الحلقة الواحد والعشرين تقريبا، فهذا زمن لا توجد فيه كهرباء، من جهة أخرى كثرة الماكياج للعنصر النسوي في زفاف الحلقة الأخيرة؛ أيضا الخبز المتداول في أغلب مشاهد الحلقات ليس خبز "تمازيرت" نظرا لكونه أبيضا ناصعا جدا ويتضح أنه من صنع فران حديث العهد، نجد كذلك في بعض الأحيان يستعين المخرج بكثرة الإضاءة في مشاهد ليلية داخل المنازل التي توحي بأنها عصرية، وبالخصوص تلك التي أقيم فيها تزيين العروس، والمبالغة الحادة التي تجاوزت الحدود والمعقول للعائنة عبوش.
 خلاصة القول هناك أدوار تم الإستغناء عنها وتقليصها، الغاية من ذلك نقص تكلفة الأجور وإقصاء بعض وجوه الممثلين المهمشين الأمازيغ، وخير مثال على ذلك عدم تواجد أطفال صغار أبناء الدوار، حيت نجد أغلب الأسر في العمل ليس لديهم أبناء، وهذا مخالف لذلك العصر فقد تجد زوجين ينجبون سبعة فما فوق "ؤلا المسلسل ديال بابا علي دارو فيه تنظيم الحمل والأسرة" كذلك شخصية أمغار الذي بقي طيلة ثلاثين حلقة بدون زوجة، وهذا مخالف للعادة المعروفة على شخصية أمغار في ذلك الزمان؛ أيضا نفس الديكورات، نفس الأمكنة والأكسيسوارات، إلى غير ذلك من الأمور التي اوجب الإستفاذة منها وتنقيحها مستقبلا لتنمية سنيمائية أمازيغية جميلة، وحتى لا أكرر ما دونته في المقال القبلي، فالتجديد ضرورة حتمية للفن الأمازيغي، حتى لا يقع في الرثابة والملل وتكرار نفس النمط الفكاهي البقشيشي، نتمنى أن نشهد سلسلة حديثة تمزج بين ما هو كوميدي، سياسي، إجتماعي وإقتصادي في قالب أمازيغي راقي وقح محترم؛ في أزمنة وأمكنة متعددة تبين حقيقة الإنسان الأمازيغي المناضل لقرون من أجل أرضه، وهويته وكرامته.
عواشر مبروكة وإلى السنة المقبلة إنشاء الله تنميرت:pray:

يوسف اليعقوبي بالبيضاء في2021/05/15


بابا علي وختامها مسك✍️ 2158