مصطلح العدوانية والوحشية والعنف
مصطلح العدوانية والوحشية والعنف  1---637
عادة لا يذكر مصطلح العصر الحجري - قبل 4000 عام - سوى تعبيراً عن العدوانية والوحشية والعنف، وكان لا يتم التفريق في المجتمعات البدائية بين قاسٍ وأكثر قسوة، ولكن الحقيقة أنه كان هناك شعوب أقوى وأقسى وأكثر عنفًا ووحشية من غيرها، ومن هذه الشعوب، شعب الـ"يمنايا" والذي صنفه العلماء أنهم أكثر البشر عددا الذي عاشوا على الأرض. من هم؟ يقول العلماء إن قبائل اليمنايا وفدت من آسيا إلى أوروبا الشرقية منذ نحو 5 آلاف عام، وانتشرت عاداتهم بسرعة عبر الشرق والغرب وتوغلوا في أوروبا حتى وصلوا إلى أطرافها على حدود المحيط الأطلنطي. صفاتهم: كان اليمنايا جيدي التغذية، وكانوا من راكبي الخيول، وكشفت الحفريات أنهم كانوا طوال القامة ومفتولي العضلات متوحشين، لا يعانون من الأمراض بكثرة، ويكشف حمضهم النووي أنهم كانوا يتغذون على اللحوم والألبان بشكل أساسي. وحشيتهم: يعتبر دارسو فترات ما قبل التاريخ شعب اليمنايا أكثر شعب شرس وعنيف على وجه الأرض، حيث كانوا يقومون بالإبادة الجماعية لكل القبائل التي يهاجمونها، فيقتلون جميع رجال القبائل والشعوب الأخرى ومن ثم يغتصبون جميع النسوة من أجل نقل صفاتهم إلى أجيال قادمة والحفاظ على نسلهم، ويعتقد أن هذا المجتمع البدائي استفاد من المرض والحرب والمجاعة واجتاح أوروبا المتهالكة في هذا الوقت بشكل متوحش، ودمروا الحضارات الناشئة بأكملها وتركوا الدمار في أعقابهم. حروبهم مع القبائل الأخرى: مثل هذا السلوك العدواني والقاتل قد تسبب حتمًا في الرعب والفزع بين مجتمعات العصر الحجري الحديث والتي كانت تكافح من أجل الحياة، وقد نشبت مقاومة ضدهم يخبرنا بها التاريخ، بعد العثور في عام 2017 على مقبرة جماعية دفن فيها عدد كبير من النساء والأطفال فقط، وبعد تحليل الحمض الوراثي للأسنان تم اكتشاف أن النساء لم يكن من قبائل اليمنايا ونشأن في مكان آخر قبل الانتقال إلى المنطقة، ولكن الأطفال كانوا يحملون الحمض الوراثي للقبيلة، مما رجح أن هؤلاء النساء استولى عليهن اليمنايا، ويقول الخبراء إن هذا العدد الكبير من جثث النساء والأطفال يدل على أنهم تعرضوا لكمين وقتلوا من محاربي القبائل الأخرى في هجوم انتقامي، ومن المحتمل أن يكون رجال القبيلة كانوا بعيداً في الرعي أو غيره تاركين النساء والأطفال دون حماية وأن القبيلة الأخرى قد شنت غارتها في ذلك الوقت. عاداتهم: لم يقتصر هولاء الوحوش على انتشار نسلهم فحسب بل كذلك عاداتهم، وقد دفن اليمنايا موتاهم بطرق سهل تحديدها، حيث يدفنون في مقابر فرديه على هيئة حفرة وليس في مقابر جماعية، ويغطى القبر بالعوارض الخشبية وهي تعرف باسم kurgan، وكان يدفن الرجال فقط بتلك الطريق، أما النساء فكن يدفن بطرق مجتمعاتهن المحلية التي عاشن فيها قبل الأسر. وعثر على العديد من المصنوعات اليدوية في أماكن مختلف الأماكن في القارة الأوروبية ومنها رؤوس الأسهم والأواني على شكل جرس وخناجر النحاس، وقد وجدت هذه الآثار من أواني وأدوات مطبخ وطعام تعود إلى ما قبل زمن الهجرة الفعلية لهم، بمعنى وجود هجرات صغيرة قبل الغارات الحربية الكبيرة. نهايتهم: لكل شيء نهاية، وقد كانت نهاية اليمنايا المتوحشين الأقوياء عن طريق "الموت الأسود" أو "الطاعون" كما يقول الخبراء، وقد أباد أغلب هولاء الشعوب، وكانوا يحرقون مستوطناتهم قبل الرحيل منها ولكن الموت كان يلاحقهم. وعلى الرغم من أن ذكر اليمنايا قد انتهى من التاريخ إلا أن حمضهم النووي لايزال موجودًا بشكل نادر في بعض البشر الذين يعيشون معنا على الأرض إلى الآن وهم موزعون في أوروبا بين بريطانيا وإيبريا (إسبانيا و البرتغال).


المصدر:مواقع ألكترونية