الضريح الملكي الموريتاني
مثلما بنى الإمبراطور المغولي شاه جهان "قصر تاج محلّ" الرخامي الأبيض في الهند، ليخلّد ذكرى زوجته أرجمندبانو المسمّاة "ممتاز محلّ"، فإن ملكا جزائريا من نوميديا (الجزائر قديما) سبقه وبنى لزوجته الفرعونية هرما عظيما، لا يزال شاهدا على تلك القصة إلى اليوم.
يُعرف هذا الهرم في الجزائر رسميا باسم "الضريح الملكي الموريتاني" المبني على الطراز النوميدي ، صنّفته "اليونسكو" تراثا عالميا محميا...يتعلّق الأمر بالملك يوبا الثاني، نجل الملك يوبا الأول، الذي اختطفته روما رضيعا من قصر والده انتقاما منه بسبب مقاومته لها سنوات . تربى الرضيع يوبا_الثاني في قصورها ومدارسها، فتعلّم الفلسفة والعلوم المختلفة والأدب، حتى صار معروفا بلقب "الملك المثقّف"،
لم يتربى يوبا الثاني لوحده في قصور روما، فلقد اختطفت روما كذلك الرضيعة كليوباترا_سيليني، ابنة الملكة الفرعونية المشهورة كليوباترا، بعدما قتلتها، ومن قصور روما بدأت قصة وتعارف يوبا الثاني وكليوباترا سيليني.
قبل زواجهما، اشترطت سيليني على حبيبها يوبا الثاني أن "ينقل لها مصر إلى نوميديا"، ففي مصر النيل والأهرامات، وفعلا حقّق لها ما أرادت!
لقد جعل يوبا الثاني من وادي مازفران (ماء الزعفران) صورة للنيل، ومازافران هو واد يمر مخترقا منطقة سيدي راشد الجزائرية.. تتراصف الأشجار على جنباته، وتجري فيه السفن فلا يكاد المشهد تختلف عن النيل، واستحدثت الملكة العروس الطقوس الفرعونية في قصرها، فكانت في قصور شرشال (غرب الجزائر) وكأنها لم تغادر مصر... بعد وفاته دُفن يوبا الثاني إلى جانب حبيبته سيليني والتي توفيت قبله بسنوات بعد اصابتها بمرض معدي داخل "قبر الحبّ"، الذي بناه لها، بعدما حكم 50 سنة...بمنطقة شرشال ولاية تيبازة الجزائرية
المصدر : مواقع ألكترونية