تزايد في مصداقية التطور الدارويني
تزايد في مصداقية التطور الدارويني  1--326
مر الآن على كتاب أصل الأنواع لداروين ما يزيد عن القرن ونصف القرن وعلى مر هذه السنين تزايدت البراهين رسوخا وتزايد الإجماع على حقيقة التطور الدارويني حتى أن الفاتيكان الذي كان من ألد أعداء التطور، قد أصدر في ١٩٩٦ تصريحا للبابا بأن التطور قد ارتقت منزلته من مجرد فرض إلى نظرية علمية متفق عليها .
كذلك فإن رجال الدين المسيحى في بلاد الغرب عموما يقرون بنظرية التطور. وكما ذكر دوكنز فإنه قد اشترك مع بعض الأساقفة الإنجليز في عضوية لجان للتعليم، وأصدروا معا قرارات وخطابات ترفض محاولة بعض المعاهد في إنجلترا حذف التطور من دروس البيولوجيا. هذا في بلاد الغرب المصدر الرئيسى للعلم الحديث.
أما في بلادنا العربية فلا يزال هناك من يحاولون الحكم على التطور بأنه كفرا والواقع أنه لا يصح تقييم العلم بالدين ولا تقييم الدين بالعلم لأن هذا فيه تداخل في مناهج البحث يضر بالدين والعلم معا الدين يتناول ثوابت وعقائد غير متغيرة، وعمادة الإيمان والتسليم، بينما العلم يتناول أفكارا ونظريات متغيرة تحتمل التفنيد والتكذيب وعماده الشك والتجربة. المسائل العلمية تناقش فقط بحجج علمية، ولا يصح ما يحاوله البعض من الحكم على مسائل علمية باللجوء إلى حجج دينية والاستشهاد بالكتب المقدسة لحسم الخلاف حول مسألة علمية كالتطور.
تزايد في مصداقية التطور الدارويني  1-962
هذا خلط للمناهج غير مقبول بالمرة؛ لأن الكتب المقدسة ليست مراجع في البيولوجيا أو الجيولوجيا أو أي من العلوم الطبيعية. ليس هناك فيزياء أو رياضة إسلامية وأخرى مسيحية وثالثة وثنية. قد يكون بين العلماء أفراد مؤمنون، أو لا أدريون، أو ملاحدة، ولكن هذا لا علاقة له بما ينتجونه من علم. نحن نستخدم حتى الآن نظريات علمية ورياضية من عهد الإغريق الوثنيين، ونستخدم بالمثل نظريات علمية لعلماء مسلمين ومسيحيين ويهود وبوذيين.
من كتاب اعظم استعراض فوق الارض


المصدر : مواقع ألكترونية