لوح في قصر آشور بانيبال الشمالي بنينوى
لوح في قصر آشور بانيبال الشمالي بنينوى 11039
لوح عثرت عليه البعثة البريطانية عام 1853 في قصر آشور بانيبال الشمالي بنينوى (تل قوينجق) مؤلف من ثلاثة حقول ، الحقل الأوسط يصوّر استعراض الجيش الآشوري أمام آشور بانيبال بعد عودته من غزو بابل عام 648 ق.م ، في الحقل الأعلى الأستيلاء على مدينة عيلامية حوالي عام 647 ق.م ، وفي الحقل الأسفل استسلام الملك العيلامي ومسيرة آشور بانيبال ( 669 – 629 ق م ):
كان آشور بانيبال مولعا بالآداب والفنون الجميلة وجمع كتبا كثيرة وأمر بترجمة الواح الطين المكتوبة بالسومرية أو الاكدية أو البابلية وخفضها في مكتبته العامرة التي عثر عليها في نينوى . أمر آشور بانيبال قائد الجيش الاشوري ( شانيوشو ) بالاستمرار في السير بالجيش الذي كان والده قد جهزه لقمع الفتنة في مصر فتقدم هذا الى الدلتا وحارب طاهرقا والامراء المصريين الاخرين وفتح ممفيس . ثم لحق بطاهرقا حتى مصر العليا وفتح طيبة ايضا وهكذا خضعت مصر جميعها للحكم الاشوري . وعين آشور بانيبال عليها ولاة مصريين ومنهم  بسماتك وتعاقد معهم على ان يدفعوا الجزية للدولة الاشورية ويقدموا الولاء لها . وبعد انسحاب الجيوش الاشورية ضم بسمانك المقاطعات المصرية تحت لوائه وأسس السلالة السادسة والعشرين وكانت موالية للدولة الاشورية . أما في بلاد بابل فقد ذكرنا سابقا ان اسر حدون كان قد عين أحد أولاده المدعو ( شماش شم اوكن ) حاكما على بابل , فلما تسلم الحكم آشور بانيبال في نينوى , تقدم أخوه ( شماش شم او كن ) بالطاعة والاعتراف بالسلطة العليا لملك نينوى , وفي الوقت ذاته اعترف آشور بانيبال بملوكية اخيه على بابل , وهكذا تعاون الاخوان على حكم بلاد الرافدين مدة عشرين سنة , ولكن حدث بعد ذلك ان انجرف الاخ شمش شم او كن في تيار التمرد الذي طغى على بلاد بابل ضد آشور بانيبال فشق عصا الطاعة على أخيه فجرد آشور بانيبال حملة تأديبية ضد بابل وحاصر أخاه فيها وفتحها عنوة عام ( 648 ق م ) ودمرها واحترق شمش شم اوكن وسط لهيب قصره . ثم زحف ملك نينوى جنوبا للانتقال من القبائل الارامية والعربية التي ساعدت الثورة واخضعهم جميعا وهاجم العيلاميين في عقر دارهم وفتح عاصمتهم السوس وخربها ونبش قبور ملوكها وهكذا دان الشرق الاوسط للحكم الاشوري .
حسب نص آشوري متأخر ان آشور بانيبال حكم ( 42 سنة ) , فيكون زمن حكمه (من 669 الى 627 ق م ) , الا ان الحوادث التاريخية في أواخر حكمه كانت غير واضحة ومرتبكة ولم يرد اسمه في الاخبار المدونة خلال السنتين الاخيرتين من حكمه مما حمل المؤرخين على أن يضعوا نهاية حكمه في سنة ( 629 ق م ) .
آشور تيل ايلاني ( 629 – 627 ق م ):
بعد وفاة آشور بانيبال حدثت منازعات على العرش الآشوري استطاع بعدها ابنه ( أشور تيل ايلاني ) أن يفوز بالحكم ولم يكن حازما كأسلافه ملوك الامبراطورية الاشورية وكان يعتمد في قمع الفتن الداخلية وفي الحرب الخارجية على قائده " سن شر لشر " ولضعف المملكة الاشورية انسلخ عنها كثير من المقاطعات البعيدة كمصر التي استقلت وبقيت على ولائها للدولة الاشورية وكذلك انفصل كثير من المدن الساحلية في فلسطين وسوريا ومدن بلاد ارمينية حتى ان احد ملوك الماذيين تجرأ وهاجم بلاد أشور فصده الجيش الاشوري وقتل الملك الماذي ودحر جيشه . الأسرى العيلاميين / معروض في المتحف البريطاني


المصدر : مواقع ألكترونية