لماذا نرى الفضاء مظلماً رغم وجود الشمس ولا تضئ الشمس الفضاء كما تضئ الأرض
لماذا نرى الفضاء مظلماً رغم وجود الشمس ولا تضئ الشمس الفضاء كما تضئ الأرض 13--95
عند البحث عن صور للفضاء الخارجى نجده أسود معتم ولا نعرف السبب وراء هذا الظلام الدامس فى الفضاء الخارجى ، فى حين أننا نتمتع على سطح الأرض بالشمس القريبة من كوكبنا والتى تمدنا بقدر وافر من الضوء الذى يمكننا من رؤية كل شئ حولنا بألوانه الرائعة بالنهار ويأتى الليل لكى تذهب الشمس لتضئ النصف الآخر من الكوكب .
كوكب الأرض محاط بغلاف غازى يطلق علية الغلاف الجوى ، يحتوى الغلاف الجوى على قطرات من المياة وجسيمات ترابية إلى جانب طبقات الغازات ، عندما يصطدم ضوء الشمس بهذه الجسيمات فإنها تتسبب فى إنعكاسة وإنكساره ، وتعمل أشعة الشمس المنعكسة والمنكسرة على إضاءة ما يحيط بها مما يمكننا من رؤية العالم من حولنا بألوانة المبهجة .
لماذا نرى الفضاء مظلماً رغم وجود الشمس ولا تضئ الشمس الفضاء كما تضئ الأرض 13-177
يسافر الضوء فى خط مستقيم حتى يصطدم بشئ ما ، والفضاء الخارجى يحتوى على بعض الغازات وعلى غبار كونى ولكنه لا يتمتع بغلاف جوى الذى يسبب تناثر الضوء ومن ثم فهو مظلم معتم ، فبمجرد أن يصطدم الضوء بجسم ما ويرتد منه فإن الغلاف الجوى هو ما يسمح برؤية الألوان فى الطيف المرئى .
على الرغم من وجود النجوم أيضاً فى الفضاء إلا أنه لا يزال مظلماً لأن الكون يتمدد وتبعد النجوم وتأخذ الأطوال الموجية لأضوائها فى الزيادة وكلما زاد طولها أصبح ضوئها أقل وضوحاً لنا وذلك حتى يختفى عن أنظارنا تماماً .
فالسماء وفقاً لهذا السياق تعبر عن فضاء الكون بأجمعة وليس الليل على الأرض فقط الذى يعقب غروب الشمس ونحن لا نعرف من الليل سوى الظلام ، يعنى ذلك أنه عقب عملية كنس المادة فى الفضاء وإنكماش مادة الأجرام تحت تأثير جاذبيتها بدأت الشمس فى إصدار الضوء ، ومن المدهش أن تكون بازغة على الدوام فى فضاء الكون رغم سيادة الليل شديد الظلام ليغشى كل الأجرام كلباس يكسوها من كل جانب فتبدو كنقاط لامعة فوق خلفية سوداء قاتمة .
لماذا نرى الفضاء مظلماً رغم وجود الشمس ولا تضئ الشمس الفضاء كما تضئ الأرض 13-355
طبقة النهار ( الغلاف الجوى ) لا يزيد سمكها عن 200 كم ورغم رقتها فهى تحجب عننا ظلام الفضاء الخارجى ، ومن المدهش أن باطن الشمس نفسها مظلم لانه يصدر إشعاعات غير مرئية مثل أشعة جاما وأشعة إكس والأشعة فوق البنفسجية وأن الغطاء الخارجى المضئ والفوتوسفير هو وحده القادر على إستشعار إشعاعات الباطن غير المرئية وإصدارها على شكل ضوء الشمس المرئى .
سبب آخر لظلمة الفضاء بالرغم من وجود الشمس والأجرام المضيئة وهو أن الفضاء عبارة عن فراغ شبه كامل أما سماء الأرض فهى تظهر زرقاء خلال النهار لأن الجزيئات التى يتكون منها الغلاف الجوى تبعثر الكثير من الأطوال الموجية الزرقاء والبنفسجية المكونة للضوء المرئى القادم من الشمس فيتشتت الضوء فى جميع الإتجاهات.

أما فى حالة عدم وجود مادة وجزيئات تبعثر الضوء في هذه الحالة ينتقل الضوء فى خط مستقيم ولا ينتشر ونظراً لأن الفضاء عبارة عن فراغ شبه كامل يحتوى على عدد قليل جداً من الجسيمات فلا يوجد شئ فى الفضاء يقوم بتبعثر الضوء فيظهر مظلماً معتماً كما نراه .


المصدر : مواقع ألكترونية