اكتشاف رائع.. محيط هائل من المياه العذبة تحت الأرض
أفادت دراسة حديثة أجراها مجموعة من علماء الجيولوجيا، بأن هناك محيطًا هائلا من المياه العذبة تحت القشرة الأرضية.
وأكد الفريق البحثي، خلال الدراسة التي نشرها موقع "Futuresm"، أن حجم هذه المياه أكبر من حجم الماء الموجود على سطح الأرض، معتبرين أن هذه الدراسة قد تتسبب في فتح الباب لمعرفة كيفية ظهور الماء على سطح الكوكب.
وأشارت الدراسة إلى أن هناك كميات هائلة من المياه تقع على بعد 400 ميل تحت الأرض، مخزنة في صخرة تعرف باسم "رينجو ودايت".
وكشف علماء جامعة نورث وسترن في إيفانستون بولاية إلينوي الأمريكية، عن وجود خزان من المياه في أعماق سطح كوكب الأرض، ويبلغ حجمه 3 أضعاف حجم محيطات الكوكب، حيث إن المياه تشكل حوالي 71% من سطح الكوكب.
ووفقًا للدراسة، إذا كانت صخرة "رينجو ودايت" تحتوي على 1% فقط من الماء على سطح الأرض، فهذا يعني أن حجم الماء الموجود في هذه الصخور داخل طبقة الوشاح هي 3 أضعاف حجم الماء في المحيطات، مع الأخذ في الاعتبار الحجم الهائل لهذه الصخور في قلب الأرض.
وتجدر الإشارة إلى أن هذا الاكتشاف يمكن أن يساهم بشكل كبير في معرفة أصل الماء على الكوكب بوجه عام، وقد يساعد في تحديد مصدر البحار والمحيطات بوجه خاص، وبالتالي يساعد في فهم الحياة على كوكب الأرض بطريقة أفضل.
يذكر أن العلماء كانوا قد اكتشفوا في وقت سابق أن الماء يتم تخزينه في حالة ليست سائلة أو صلبة أو غازية، ولكنها حالة مختلفة أشبه بالإسفنج، داخل منطقة "صخرة الوشاح" إحدى طبقات الكرة الأرضية، وقد أجريت دراسة عام 2014 حول تلك الحالة الفيزيائية الغريبة للماء.
واكتشف العلماء في نهاية دراستهم بعد دراسة الزلازل، أن أجهزة قياس الزلازل كانت تلتقط موجات الصدمة تحت سطح الأرض، وتمكنوا في وقت لاحق من إثبات أن الماء كان محاصرًا في صخرة "رينجو ودايت".
وأشارت الدراسة إلى إمكانية وجود خزان ضخم للمياه، حيث إن السعة التخزينية العالية للمياه في وشاح الأرض "الذي يتراوح سمكه من 410 إلى 660 كيلومترًا" تشير إلى ذلك.
وصرح عالم الجيوفيزياء ستيف جاكوبسن، أحد المؤلفين المشاركين في هذه الدراسة بأن صخور "رينجو ودايت" تشبه الإسفنج، فهي تمتص الماء بشكل كبير بسبب تركيبها البلوري، مما يتيح لها حبس الماء داخلها وجذب الهيدروجين.
وتابع جاكوبسن أحد أعضاء فريق الاكتشاف تصريحه، قائلاً: "من الممكن أن تحتوي صخور (رينجو ودايت) على كميات كبيرة من المياه في الوشاح العميق".
وأكد عالم الجيوفيزياء أن ما توصلوا إليه في دراستهم دليل على دورة المياه حول الأرض بأكملها، وبالتالي سيساعد على تفسير وجود الكمية الهائلة من الماء السائل على سطح الكوكب، والتي ظل العلماء يبحثون عنها على مدار عقود طويلة.
ويرجح بعض العلماء نظرية أن مياه كوكب الأرض مصدرها المذنبات أو الكويكبات، وتشير هذه النظرية إلى أن النظام الشمسي في بداية تكوينه كان معاديًا جدًا لجميع أنواع المياه الموجودة على الكوكب، خاصة مع إرسال الشمس كميات هائلة من الأشعة فوق البنفسجية الشديدة، والتي يمكنها تكسير جزيئات الماء عن طريق إزالة الهيدروجين من جزيء الماء، وهي النظرية الأبرز حاليًا، وفقًا لـ"NDTV".
دفعت هذه النظرية العلماء إلى الاعتقاد بأن الجليد ربما يكون قد تشكل بعيدًا في النظام الشمسي، وأن الأجسام التي تحمله "كويكبات أو مذنبات" اصطدمت لاحقًا بأرض أكثر برودة على مدار ملايين السنين، وتركزت المياه أولاً في باطن الأرض وفي الوشاح، وأصبحت محاصرة في الصخور.
وتم إطلاق المياه تدريجياً بعد ذلك إلى السطح بسبب حركة الصفائح التكتونية لتشكيل البحار والمحيطات، وفقًا لتصريحات عالم الجيوفيزياء ستيف جاكوبسن .
المصدر : مواقع ألكترونية