" الجمهورية ليست بحاجة إلى علماء ، بل بحاجة إلى عدالة"
" الجمهورية ليست بحاجة إلى علماء ، بل بحاجة إلى عدالة" 1---662
‏بهذه العبارة أنهى القاضي حياة أعظم علماء الكيمياء في التاريخ وهو أنطوان لافوازييه الذي تم إعدامه بالمقصلة سنة 1794 في خضم فوضى الثورة الفرنسية.
يعتبر لافوازييه أبو الكيمياء الحديثة، وهو أول من فصل بين مكونات الهواء وكشف عن عنصري الأوكسجين وثنائي أكسيد الكربون وفصل مكونات الماء وتوصل إلى الهيدروجين، بل تعمق في الأحياء فوصف التبادلات الغازية التي تحدث في الرئة.
وعندما أعدم لافوازييه بالمقصلة قال صديقه عالم الرياضيات المشهور لاجرانج: " لقد استغرق قطع هذا الرأس ثانية واحدة ولكن فرنسا قد تحتاج لمئات السنين كي تنجب مثله".
وبسبب عمله في مجال تحصيل الضرائب وجمعه لثروة طائلة سابقاً وتمتعه بامتيازات خلال العهد الملكي، لاحقت السلطات الفرنسية خلال عهد الرعب لافوازييه وزجت به خلف القضبان في 24 تشرين الثاني/نوفمبر 1793، متجاهلة كل الخدمات التي قدمها للبلاد طيلة حياته ومؤلفاته القيمة في مجالات الكيمياء والجيولوجيا والاقتصاد.
ولاحقاً، قضت المحكمة بإعدام لافوازييه بالمقصلة. ومع صدور الحكم، طالب العالم بتأجيل تنفيذ قرار الإعدام لمدة 15 يوماً لإتمام عمله على إحدى التجارب الكيميائية الهامة. وقد جاء رد أحد المسؤولين بقاعة المحكمة ليدخل التاريخ ويظل وصمة عار على الثورة الفرنسية، حيث أجابه، "لا حاجة للجمهورية لا بعلماء ولا بكيميائيين، قرار المحكمة لا يمكن أن يؤجل".
وفي 8 أيار/مايو 1794، هوت شفرة المقصلة لتقطع رأس أب الكيمياء الحديثة الذي أعيد له الاعتبار بعد أشهر عقب سقوط روبسبيار ونهاية عهد الرعب.


المصدر: مواقع ألكترونية