التنويم المغناطيسي الإيديولوجي
طوال عمري لم أستوعب أن هناك بني ادم مسرور وهو يفتخر بالغزو العربي الإسلامي الإستيطاني لبلاد فارس و روما و شمال أفريقيا والأندلس...ويعتبرها فتحا و في نفس الوقت يتباكى عن الاستيطان الإسرائيلي لفلسطين ويندد بالغزو المغولي او الإستعمار الأروبي لدول أفريقيا و أسيا ويعتبرها استعمارا!
الدين و العاطفة تفسد منطق العقل، حين توغل الإستعمار العربي الإسلامي وقفوا في طريقه الأمازيغ الأحرار وتصدوا له بقيادة ديهيا وأكسيل والكثير كلهم منبودين عندهم وتمت شيطنة مقاومتهما إلى درجة اللعن والقدح والاحتقار في التسمية أكسل أطلقوا عليه كسيلة وديهيا أطلقوا عليها الكاهنة لأنها انتصرت عليهم فبرروا خسارتهم بالشعوذة... ولكن يفتخرون بالمقاومة الأمازيغية للفرنسيين او الإسبان او البرتغال...فلا فرق بينهم كلهم غزاة، لكن الجهل المقدسي يمنع نطق العقل.
أنا أرى أن الإستعمار الأروبي أرحم بالمقارنة مع الغزو العربي الإسلامي الإستيطاني،الذي سفك دماء الأبرياء العزل واستولى على أملاكهم واغتصب نساءهم وأطفالهم بالسبي والعبودية وبيعهم في سوق النخاسة حفاة عراة بالمقارنة أن الاستعمار الأوربي استغلوا أجدادنا في فرض الضرائب وطمس هويتهم والاستلاء على خيرات البلاد لكن ومع ذلك أنشأوا العمران في المدن والقرى فبنوا مؤسسات حكومية مختلفة من مدارس تعليمية ومستشفيات ومعاهد ومباني إدارية وعبدوا الطرق منها شبكة السكة الحديدية وأذخلوا نظاما إداريا جديدا لم يكن موجودا سالفا وهي الحالة المدنية وعقود الأراضي وقد منعوا الرق والعبودية وحرروا بذلك الكثير من المنبوذين ومع ذلك لا يعني أننا نمجد الاستعمار
بل الاستعمار واحد مهما اختلفت إيديولوجيته لكن مرض السيدا أكثر فتكا من بقية الأمراض
أجدادنا حاربوا دفاعا عن أرضهم وكرامتهم . لكن شعبنا اليوم يتعرض للإبادة فوق أرضه و كل ذلك بإسم الدين من طرف قوم جاؤوا ضيوفا أول مرة ثم طبقوا المثل الدارجي القائل " تمسكن حتى تتمكن " فأقاموا دولتهم فوق أرض الأمازيغ بإستغلال الدين طبعا و حث الأمازيغ بالإهتمام بالسماء فالدنيا فانية بينما هم إهتموا بالأرض حتى أن الأمازيغ عند رفعوا رأسهم من السجود وجدوا أرضهم منسوبة للمشرق و خيراتهم و بناتهم للمشرق ووجدوا نصف إخوانهم قد تعرب لسانه و ربعهم قد أصبح إسباني اللسان ( جزر الكناري ) أما الباقي فهو يسير نحو التعريب الذي يتبعه طبعا الفرنسة و اللهم أعلم بأي لغة سيتكلمون بعد ذلك و إلى أي قوم سينتسبون